الحل الناجح لتجنُّب الهوس بالوزن والطعام
لكن ماذا لو قلتَ: “سأتناول كلَّ ما أريده في موسم الأعياد”؟ أو ماذا لو تناولت طعاماً غير صحي، ولم تشعر بالذنب حيال ذلك ولم تمارس تمرينات رياضية إضافية لتدارك ما حصل، وماذا لو فعلت ذلك طوال العام؟ وماذا لو تركت وزنك كما هو، ولم تشغل بالك بعدد لا يحصى من الطرائق المعقدة والمُكلِفة مادياً وغير الفعالة للسيطرة عليه؟
كتبت رائدة الأعمال المستقلة والمؤلفة وكوتش التغذية الحدسية، كريستي هاريسون (Christy Harrison)، كتابها الذي يحمل عنوان “مكافحة الحمية: استعِد وقتك وأموالك وعافيتك وسعادتك من خلال التغذية الحدسية” (Anti-Diet: Reclaim Your Time, Money, Well-Being, and Happiness Through Intuitive Eating) بعد معاناتها من اضطراب الأكل.
يجب أن تأكل باتباع إشارات جسدية وليس عاطفية؛ أي تأكل عندما تشعر بالجوع وتتوقف عندما تشعر بالشبع، وعلى الرَّغم من أنَّ هذا لا يمنحك الإذن بتناول ما يحلو لك في وجباتك الثلاث، إلا أنَّك تتجاهل من ينتقدون اختيارك للأطعمة وخجلك والضغوطات الثقافية الأخرى.
التغذية الحدسية (Intuitive Eating) ليست نظاماً غذائياً؛ بل طريقةُ تفكير في الطعام؛ إذ تقول كريستي: “إنَّها تخلصك من عبء كلِّ الأفكار والثقافة والقواعد المتعلقة بالأنظمة الغذائية؛ وإنَّ إعادة ترتيب تفكيري بشأن الطعام جعلني أكثر فهماً لما هو هام في الحياة وأكثر إنتاجية بوصفها رائدة أعمال مستقلة، والطاقة التي اعتدت على إنفاقها على الهوس بشأن الطعام أصبحتُ حرةً في استخدامها في أمور أخرى.
لا أعتقد أنَّني كنت سأتمكن من التركيز على مشاريع عديدة مختلفة – مثل تأليف كتاب، أو إنشاء مدونة صوتية، أو ممارسة تمرينٍ خاص، وكلُّ الأمور التي أقوم بها بوصفي رائدة أعمال مستقلة – يومياً”.
الصحة والعافية ليسا كلَّ شيء:
قد تكون هذه أكثر وجهات نظر كريستي صعوبة؛ إذ تقول: “قد تبالغ في الهوس بالصحة والعافية؛ لذا اسمح لجسدك أن يصل إلى الوزن الذي يريده، لكن على ما أعتقد إنَّ هذا الأمر مخيف لمعظم الناس في ظل ثقافة مثل ثقافتنا؛ لأنَّها تشوِّه صورة الأجسام ذات الوزن الزائد”.
لا بأس في أن تأكل ما تريد؛ إذ كتبت كريستي: “عندما تتوقف عن تشويه صورة الأطعمة وتنظر إليها جميعها على أنَّها خيارات ذات قيمة متساوية، فإنَّ ذلك يزيل انجذابك نحو الأطعمة المحظورة، وبدلاً من ذلك، يمكنك اختيار ما تريده حقاً وما تحتاج إليه في أيِّ لحظة”.
تُعلِّمنا ثقافة الحِمية أنَّ ثمة خطة أكل معينة ستساعدنا على إنقاص الوزن، وأنَّها أفضل من الناحية الأخلاقية، وعندما تأكل الطعام غير المناسب، أو كثيراً منه، أو تقوم بالأمرين معاً، فإنَّك تفشل، وإذا كنت تتناول الطعام للتعامل مع هذا الفشل، فإنَّ الأمر سيزداد سوءاً.
كما كتب الطبيب المعالج الأمريكي مايكل جريجر (Michael Greger) في كتابه الذي يحمل عنوان كيفية عدم اتباع الحمية (How Not to Diet): “إنَّ معركة التخمة هي معركة ضد البيولوجيا؛ لذا فإنَّ السمنة ليست فشلاً أخلاقياً، وأؤكد أنَّ زيادة الوزن هي استجابة طبيعية للانتشار غير الطبيعي للأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والسكرية والدهنية أيضاً”.
شاهد: 9 نصائح لتغذية صحية في عيد الفطر السعيد
تجنَّب الإفراط في أي شيء:
إنَّ الإفراط في أيِّ أمر كان، سواء اتباع الحميات المقيدة اتباعاً مفرطاً، أم القيام بمعظم التمرينات الرياضية بهدف حرق السعرات الحرارية، أم الهوس بمعرفة الأطعمة “المناسبة” التي يجب تناولها و”غير المناسبة” التي يجب ألا تتناولها، أم التركيز الشديد على نوع الطعام أو كميته التي تتناولها؛ ضار جسدياً وعقلياً وعاطفياً.
الإصغاء إلى جسدك وليس إلى الأخبار:
تقول كريستي: “الخطوة الأولى التي أوصي بها الناس هي عدم الاكتراث أو الإصغاء إلى تلك الأخبار المتعلقة بالأطعمة التي يجب تجنبها”.
فالجميع لديه آراء مختلفة عمَّا إذا كان يجب تناول بعض الأطعمة أو لا، مثل بروتين الدابوق (Gluten) ومنتجات الألبان واللحوم، لكن لا أحد منهم محق تماماً، كما كتب المؤلف براد ستولبيرج (Brad Stulberg) في كتابه “ممارسة الترسيخ” (The Practice of Groundedness): “معظم الأشخاص الذين يسعون جاهدين لفقدان الوزن، يبدلون بين آخر صيحات الحميات الغذائية باستمرار، فيتناولون الأطعمة قليلة الدسم، أو منخفضة الكربوهيدرات أو يتبعون حمية الشاطئ الجنوبي أو حمية نظام أتكينز أو حمية داش أو نظام زون الغذائي، أو النظام الغذائي الكيتوني، أو الصيام المتقطع وما إلى ذلك؛ لكن أفضل نظام غذائي هو الذي يمكنك الالتزام به”.
الحديث عن ذلك أسهل من تطبيقه؛ لأنَّ 95% من الأشخاص الذين اتبعوا الحميات اكتسبوا الوزن الذي فقدوه مرة أخرى، وبشكل عام، ما يصل إلى الثلثين يكتسبون وزناً أكثر ممَّا يفقدونه.
هذا الكلام ليس جديداً؛ إذ كتبت كريستي أنَّه منذ الستينيات، حُلَّت مشكلات ثقافة الحميات ومناقشتها أيضاً، ومع ذلك في وقتنا الحاضر ما زلنا نبحث عن طرائق جديدة ومختلفة لخسارة الوزن دون التفكير فيما إذا كان هذا هدفاً يستحق الوقت والطاقة والمال الذي ننفقه عليه، أو ما إذا كانت الوسائل التي نستخدمها لتحقيقه ناجحة.
الطعام الذي تأكله لا يعبِّر عنك:
تقول كريستي: “السلوك الصحي تجاه الطعام هو عدم حصر هويتك فيما تأكله، أو في كيفية تحريك جسمك، أو في حجمك أو أيِّ شيء من هذا القبيل”.
في الختام:
الحمية “لص الحياة”:
تطلق كريستي على ثقافة الحمية اسم “لص الحياة”، وتُعرِّفها على النحو الآتي: “هي النظام المكوَّن من المعتقدات الذي يسلط الضوء على الأجسام الأصغر حجماً، ويشوِّه صورة الأجسام الأكبر حجماً وبعض الأطعمة وينصح بأطعمة أخرى؛ إذ يسرق هذا النظام وقتنا وطاقتنا وأموالنا وسعادتنا وعافيتنا أيضاً”.
What Is Intuitive Eating and How Can It Help You Ditch Fad Diets for Good
اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.