الثقافة الصحية

5 خطوات لتعزيز صحة الناس من جميع الأعمار


يمكنك وصف ما سبق بأنَّه مصدر إلهامٍ يذكِّرُك دوماً بأنَّ الوقتَ لا يفوت أبداً لتبنِّي عادات صحية جديدة، أمَّا بالنسبة إلى الفوائد التي ستجنيها من ذلك؛ ففي دراسةٍ شملت أشخاصاً من أعراقٍ متعددة أجرتها “مؤسسة جونز هوبكنز الطبية” عن التصلُّب العصيدي والتي تتبَّعت أكثر من 6000 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 44 و84 عاماً لأكثر من سبع سنوات، وُجِدَ أنَّ الأشخاص الذين أجرَوا تغييراتٍ جيدة وصحية في حياتهم، كالإقلاع عن التدخين، أو اتباع حمية البحر الأبيض المتوسِّط، أو ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، أو الحفاظ على وزن جسم صحي، قلَّ احتمال وفاتهم خلال تلك الفترة الزمنية بنسبة 80%.

فيما يأتي بعضُ التغييرات الصحية التي تحافظ على صحة الجسم، وتساعد على إبطاء عملية الشيخوخة التي تصيب الجسم داخلياً وخارجياً:

1. زيادة النشاط البدني:

تخفِّض ممارسة التمرينات الرياضية من خطورة الإصابة بالأمراض القلبية، وداء السكري من النمط الثاني، وبعض أنواع السرطان، وارتفاع ضغط الدم؛ إذ يؤدي هذا التأثير القوي لما يسمِّيه الخبراء بضغط انتشار المرض، وهو يعني بصورة أساسية بقاءَك بصحة جيدة لفترةٍ أطول خلال سنوات حياتك المتأخرة بالمُقارَنة مع شخصٍ يقضي السنوات الخمسة أو العشرة الأخيرة من حياته وهو يصارع الأمراض المزمنة.

تقول الدكتورة “هيليس”: “تُعَدُّ ممارسة التمرينات الرياضية أيضاً واحدةً من أفضل الأمور التي يمكنك فعلها للمساعدة على وقايتك من الإصابة بالخرَف وغيرِه من التغيُّرات والأمراض الإدراكية الأخرى”؛ لذا عليكَ أن تسعى إلى ممارسة 30 دقيقة على الأقل من النشاط البدني في مُعظم أيام الأسبوع حالما يسمح لك طبيبك بذلك.

2. تحسين النظام الغذائي:

توجد أنواعٌ متعدِّدة من الخُطَط والحميات الغذائية التي تساعد على فقدان الوزن، ولكنَّ الأمر لا يتعلَّق فقط بخسارة الوزن ونقصانه؛ إذ تُوصي الدكتورة “هيليس” باتباع حمية البحر الأبيض المتوسِّط لكل مَنْ يأمل بتجنُّب الإصابة بالخرَف وتقليلِ مخاطر الإصابة بالأمراض الأخرى كذلك؛ فهي حمية غنية بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة وزيت الزيتون والسمك، وتتضمَّن كميات قليلة من اللحوم والسكريات والأطعمة المُصنَّعة أو المُعالَجة، وكلُّ ذلك لمساعدة خلايا جسمك على العمل بطريقة أفضل.

شاهد: 7 نصائح لتغذية صحية سليمة

 

3. الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد:

 تؤثِّر قلة النوم في ذاكرة الإنسان وعواطفه ووزنه ومظهره الخارجي حتى، وكلَّما تقدَّمت في السن، كان من الصعب أكثر أن تخلد للنوم وتستمرَّ به لمدة كافية، ولكنَّك تظلُّ تحتاج إلى عدد ساعات النوم ذاتها، ووفقاً لـ “مؤسسة النوم الوطنية” (National Sleep Foundation)، فإنَّ مُعظَم مشكلات النوم تأتي نتيجةً للشخير، أو آثاراً جانبية لتناول أدوية مُعيَّنة، أو مرافقةً لحالات مرضية، كالارتجاع المَعِدي المريئي، والاكتئاب، وأمراض البروستات، وتُعدُّ معالجة هذه المشكلات المرضية باستشارة الطبيب بدايةً جيدة، ويمكنك كذلك الاستمتاع بنومٍ أكثرَ عمقاً وراحةً من خلال تخصيص مكان هادئ للنوم، والنوم مدَّةً كافية، وممارسة أساليب وتقنيات الاسترخاء.

4. الإقلاع عن التدخين:

تنخفض خطورة الإصابة بنوبة قلبية خلال 24 ساعة فقط من إيقاف التدخين، أمَّا فيما يتعلَّق بالفوائد الأطول أمداً للإقلاع عنه، فقد وجد الباحثون في “جامعة جونز هوبكنز” (Johns Hopkins University)، بالتعاون مع علماءٍ من مراكز أخرى أنَّ الإقلاع عن التدخين قد قلَّل من خطورة الوفاة المبكِّرة بمقدار النصف تقريباً لدى المدخنين في مُنتصَف العمر.

يمكن لممارسة التمرينات الرياضية أن تساعدك على محاربة الرغبة الشديدة بالتدخين وأعراض الانسحاب؛ لذا أنصحك بتحديد موعدٍ للاعتناء بلياقتك البدنية في الوقت الذي من المُرجَّح أن ترغبَ فيه بتدخين سيجارة خلال اليوم، وستجد نفسك قريباً تتوق إلى المشي أو تشتهي ركوبَ الدراجة بدلاً من التدخين، وإن كنتَ تواجه صعوبة في الإقلاع عن التدخين وحدك دون مساعدة من أحد، استشِر طبيبَك عن برامج الإقلاع عن التدخين والمُساعدات المُتاحة.

5. تحدِّي العقل باستمرار:

يحبُّ الدماغ البشري معالجة المهام الجديدة، سواء من خلال تعلم لغة جديدة، أم القيادة إلى العمل من طريقٍ جديد؛ لذا اجعَل الاستمرار بالتعلم مع تقدُّمك في السن هدفاً لك.

في الختام: تعاريف توضيحية

1. الحبوب الكاملة:

هي حبوبٌ، كالقمح الكامل، والأرز الكامل، والشعير، والتي ما تزال تمتلك قشرتها الخارجية الغنية بالألياف والتي تُدعَى النخالة، وكذلك بذورها الداخلية، وهي تمدُّنا بالفيتامينات والعناصر المعدنية والدهون الصحية المفيدة، وقد يقلِّل اختيارُ تناول الأطباق الجانبية والحبوب والخبز وغيرها من المُنتَجات المصنوعة من الحبوب الكاملة من خطورة الإصابة بأمراض القلب والداء السكري من النمط الثاني والسرطان، كما يحسِّن من عملية الهضم أيضاً.

2. حمية البحر الأبيض المتوسط:

وهي عبارة عن المأكولات التقليدية للبلدان التي تُطِل على البحر الأبيض المتوسط، وقد ظهر أنَّها تقلِّل من خطورة الإصابة بأمراض القلب وداء السكري وبعض أنواع السرطان والخرف، وتتضمَّن قائمتها كمياتٍ كبيرة من الخضراوات والفواكه والفاصولياء، إلى جانب زيت الزيتون والمُكسَّرات والحبوب الكاملة والمأكولات البحرية، وكمياتٍ متوسطة من الزبادي أو اللبن قليل الدسم والجُبنة قليلة الدسم ولحوم الدواجن، وكميات صغيرة من اللحوم الحمراء والحلويات.

3. الخرَف:

هو فقدان الوظائف الدماغية الذي ينجم عن مجموعة من الاضطرابات المتنوعة التي تصيب الدماغ، وتشمل أعراضه النسيان، وضعف التفكير والقدرة على اتخاذ القرارات، وتبدُّلات الشخصية، وهذيان الصحو، وفقدان السيطرة العاطفية، ويمكن لمرض آلزهايمر، وداء هنتنغتون، وعدم كفاية تدفق الدم إلى الدماغ، أن تسبِّب جميعاً الخرَف، وتجدر الإشارة إلى أنَّ مُعظَم أنواعه غير انعكاسية ولا شفاءَ منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى