الثقافة الصحية

3 نصائح لاستعادة الطاقة في أثناء فترات الاستراحة


ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن “داريوس فوروكس” (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية أخذ الاستراحات.

سواء كنت تحب وظيفتك أم تكرهها، فأنت تعمل فعلياً، وكذلك العيش هو عبارة عن وظيفة أيضاً، وإنَّه وظيفة صعبة جداً؛ إذ إنَّ مجرد الاستيقاظ في الصباح يمكن أن يكون مهمة شاقة، وأنا لا أتحدث حتى عن كل المسؤوليات التي نملكها.

إذاً لماذا تجعل حياتك أكثر صعوبة ولا تأخذ إجازة لاستعادة طاقتك؟ أنا لا أتحدث عن عطلات نهاية الأسبوع المليئة بالأنشطة، أو الإجازات التي تعمل بها أكثر ممَّا تسترخي؛ وذلك لأنَّ هذا النوع من “وقت الفراغ” لا يعدو أن يكون استنزافاً للطاقة، إنَّني أتحدث عن الراحة لسبب محدَّد، وهو استعادة طاقتك حتى تتمكَّن من عيش حياة منتجة.

تقلِّل الاستراحة من التوتر وتحسِّن من الإنتاجية:

يظهر البحث العلمي أنَّ الإجازة تقلِّل من الإجهاد والاحتراق الوظيفي، وهذه فائدة قوية جداً لأخذ إجازة لبضعة أيام، لكن ثمَّة مزيد من الفوائد، فبالنسبة إليَّ، إنَّني أهتم بالإنتاجية دائماً، والسؤال الذي يراودني عندما آخذ فترة من الراحة أو عندما أكون في إجازة، هو:

هل سأقوم بإنجاز مزيد من الأشياء عندما أعود إلى العمل؟

الإجابة هي نعم، لكن دعنا نتمهَّل قليلاً، ماذا يعني إنجاز المزيد؟ لا علاقة لإنجاز المهام بالوقت، وليس بالضرورة أن تنجز المزيد إذا كنت تعمل لساعات أكثر؛ إذ تظهر الأبحاث أنَّ العمل لساعات أطول يعني إنتاجية أقل عموماً.

ذلك لأنَّنا غالباً ما نهدر الوقت إذا كنَّا نملك الكثير منه، فإنَّ الأمر بسيط جداً، على سبيل المثال، إذا أخبرتك أنَّك تملك سنة لكتابة مقال ما، ماذا كنت ستفعل؟ ستؤجِّل الأمر إلى الغد أليس كذلك؟

لكن ماذا لو أخبرتك أنَّك تملك ساعتين فقط؟ من المحتمل أن تبدأ على الفور؛ لذا بطريقة ما، إنَّ الحصول على إجازات أكثر، وأيام عمل أقل، يجبرك أن تكون أكثر فاعلية في وقتك؛ إذ تظهر الأبحاث أنَّ الإجازة بحدِّ ذاتها لن تجعلك أكثر إنتاجية، لكن عندما يكون لديك المزيد من الإجازات، تكون لديك رغبة قوية في إنجاز مزيد من الأشياء في وقت أقل.

هذا مكسبٌ للجميع، أنت وشركتك أو وظيفتك؛ إذ إنَّك تأخذ بضعة أيام من الراحة، وتستعيد طاقتك، وتقضي وقتاً مع عائلتك أو أصدقائك، وعندما تعود، تكون أكثر إنتاجية.

لكن، عندما تكون إجازتك مُجهِدة، تختفي الفوائد الإيجابية، وهذا ما يجب عليك أن تحذر منه؛ لذا حاول أن تقلِّل من الإجهاد في إجازتك، وإلَّا ستكون قد أهدرت فرصة مثالية للاسترخاء وزيادة إنتاجيتك الإجمالية.

لقد شعرت منذ فترة أنَّني أحتاج إلى أخذ استراحة لعدة أسباب، لقد تلقيت بعض الإصابات التي لم تختفِ وقد كانت طاقتي أقل، كان في إمكاني أن أتحمَّل، لكن بدلاً من ذلك، قرَّرت الذهاب في إجازة مع عائلتي؛ إذ لم أقم بأي عمل لمدة أسبوع، وعندما عدت، كنت مفعماً بالطاقة.

شاهد: 8 عادات مؤذية تستنزف الطاقة عليك التخلُّص منها

 

فيما يأتي بعض النصائح التي قد تساعدك على أخذ استراحة تستعيد فيها طاقتك بالكامل:

1. افعل كل ما تريده:

لا توجد قواعد لأخذ الإجازات وكل شخص يسترخي بطرائق مختلفة عن الآخر، إذا كنت ترغب في التخطيط لإجازتك، فافعل ذلك، وإذا كنت تريد قضاءها دون تخطيطٍ مُسبَق، فافعل ذلك أيضاً، وإذا كنت تريد الاستيقاظ باكراً، فافعل ذلك، وإذا كنت لا تحب الاستيقاظ باكراً، فاستغرق في النوم في الصباح، حتى إذا ذهبت في إجازة مع شريكك أو أصدقائك أو عائلتك، فلا داعي للبقاء معاً على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع؛ إذ يمكنك أحياناً القيام بأشياء تستمتع بها أيضاً.

الأمر الأساسي هو عدم وجود توقعات بشأن إجازتك، فبالنسبة إليَّ أنا لا أحب نشر صور من إجازاتي على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأنَّ ذلك سيشغل تفكيري في التقاط صور رائعة باستمرار حتى أتمكَّن من إثارة إعجاب الآخرين، وربما أنت أيضاً ستفعل أشياء لا تفعلها عادةً لمجرد التقاط الصور، لكن من يهتم؟ ركِّز على الاستمتاع باللحظات التي تعيشها، مهما كانت تلك اللحظات.

2. اقرأ كثيراً:

يشتهر رجل الأعمال والمبرمج الأمريكي “بيل جيتس” (Bill Gates) بأنَّه قارئ نهم، ويُعرَف عنه أيضاً أنَّ لديه عادة تُدعى “أسبوع التفكير”؛ إذ لا يفعل شيئاً سوى القراءة والتفكير.

لا ينبغي لك أن تكون “بيل جيتس” لتفكِّر في حياتك الخاصة وحياتك المهنية، فجميعنا نملك روتيناً يومياً وأسبوعياً وشهرياً خاصٌّ بنا؛ إذ تُعَدُّ العادات والروتين مفيدين جدَّاً، لكن مع ذلك، يمكنك أن تشعر بأنَّك مُقيَّد.

لذا؛ أوصيك بالابتعاد عن حياتك اليومية وحياتك المهنية، وإذا قمت بذلك، يمكن أن يحدث شيئان، إمَّا أن تفتقد حياتك اليومية ولا تتمكَّن من الانتظار حتى تتابع من حيث توقفت، أو أن يحدث العكس؛ أي لن ترغب بالعودة، وهذه علامة على أنَّك تحتاج إلى إجراء تغيير ما، لكن في كلتا الحالتين، دائماً ما تخدم الاستراحة غرضاً معيَّناً؛ إذ إنَّها تساعدك على استعادة طاقتك، وستجعلك تفكِّر أيضاً؛ لهذا أحب القراءة لساعات في إجازاتي.

3. اشعر بالملل:

إحدى استراتيجياتي المفضلة لإيجاد أفكار جديدة هي أن أشعر بالملل، قد يبدو الأمر أسهل ممَّا هو عليه بسبب المشتتات، ففي الماضي، كنت أفعل كل شيء حتى لا أشعر بالملل، مثل مشاهدة التلفاز، والخروج مع أصدقائي، وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، وما إلى ذلك، لكن هل تعلم أنَّك تستطيع استخدام الملل لمصلحتك؟

استسلم للملل وراقب إلى ما سيقود عقلك إليه، بدلاً من الاستسلام للمشتتات، فقد آمن “آندي وارهول” (Andy Warhol)، أحد الفنانين المفضلين لديَّ، بالملل، ويمكنك رؤية ذلك من خلال الأفلام المملة التي صنعها أو الإشارات التي قدَّمها في كتابه الذي يحمل عنوان “فلسفة آندي وارهول” (The Philosophy of Andy Warhol) عن الشعور بالملل.

عندما أواجه عقبات تمنعني من الإبداع، لا أفعل شيئاً على الإطلاق، جرِّب ذلك في وقت ما؛ إذ إنَّها استراتيجية رائعة، وربما ستتوصَّل إلى شيء رائع في مجال عملك.

في الختام: الوقت المناسب لأخذ استراحة

عندما تشعر أنَّك تحتاج إلى أخذ استراحة، قد تقول:

  1. “يجب أن أنهي هذا المشروع”.
  2. “لن يقبلها رئيسي أبداً”.
  3. “سيعتقد الناس أنَّني كسول”.
  4. “لا أملك الوقت”.
  5. “عائلتي تحتاجني”.

نعم، لقد مررت بذلك أيضاً، لكن ما الذي تفضله؟ هل تفضل الاستمرار في العمل دون راحة والإصابة بالاحتراق الوظيفي؟ أو أخذ قسط من الراحة قبل أن تتعب؟

لذا؛ قبل أن تستخدم كل تلك المبررات لعدم أخذ استراحة، فكِّر فيما يجب أن يفعله جميع الأشخاص الموجودين في حياتك إذا لم تكن هنا بعد الآن، فأنت ذو أهمية؛ لذا اعتنِ بنفسك وخذ استراحة وعُد بمزيد من الطاقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى