ما هو النظام الغذائي الأرجواني وكيف يمكن تطبيقه؟
ونقيض ذلك صحيح، فإنَّ تنظيم أوقات تناول الطعام والحرص على تناول غذاء صحي يساعد على زيادة التمثيل الضوئي، ومعدل معالجة الدهون، ومن ثم يساعد ذلك على خفض السكر في الدم، ويساهم في الحفاظ على الوزن المناسب، إضافة إلى الدور الكبير الذي يؤديه النظام الغذائي المتوازن في تقليل الشعور بالتوتر؛ نتيجة تقليل هرمون الكورتيزول الذي يسبب الإجهاد.
يدعونا معظم أخصائيي التغذية إلى اتباع نمط صحي من الأنظمة الغذائية، بحيث يحتوي طعامنا على الخضراوات المتنوعة وعلى الفاكهة، إضافة إلى الحبوب ومنتجات الألبان قليلة الدسم، والمنتجات البروتينية مثل المأكولات البحرية، ويتم التأكيد دائماً على التقليل من تناول السكريات المصنعة والدهون المشبعة والتقليل من تناول الملح؛ لتفادي أمراض القلب والبدانة وغيرها من الأمراض التي يزداد انتشارها يومياً، ولكن مقالنا اليوم سيحدثك عن نوع مميز من الأنظمة الغذائية يسمى النظام الغذائي الأرجواني فما هو؟ وكيف يمكننا تطبيقه؟
النظام الغذائي الأرجواني:
هو نوع من أنواع الأنظمة الغذائية، الذي يعتمد بشكل رئيسي على تناول الأطعمة التي تحمل اللون الأرجواني من خضار وفاكهة، والتي نتناولها جميعاً بشكل طبيعي عادة حتى عند عدم الالتزام بنظام غذائي معين، ولكن الفرق هنا هو التركيز على تلك الأطعمة فقط في غذائنا اليومي.
يعود النظام الغذائي الأرجواني إلى ما قبل ثلاثين عاماً على الأقل، وبشكل خاص إلى “البروفيسور كارين تشارلتون” التي كانت تعمل أخصائية تغذية في مستشفى يقع شمال شرق إنجلترا، وقد كانت باحثة أكاديمية صديقة للبيئة، وكانت تركز في بحثها وتحاول التحقق من إمكانية النظام الغذائي وقدرته على إيقاف فقدان الذاكرة المرتبط بالشيخوخة أو التدهور المعرفي.
الذي حفز فكرة النظام الغذائي الأرجواني في عقلها، هو لقاءٌ جمعها مع “البروفيسور جيم جوزيف” وهو باحث تغذية بشرية تابع لوزارة الزراعة الأمريكية في جامعة “تافتس” في بوسطن، فقد أخبرها عن تجربة على الفئران المسنة أمكنت من تراجع عجز الذاكرة المشابه لألزهايمر بعد إطعامهم مستخلص التوت الأزرق، فبدأت “تشارلتون” بالتفكير في تجربة بشرية مشابهة على الرغم من الصعوبات التي واجهتها في إقناع الناس.
لقد وجدت 49 شخصاً خلال 18 شهر، وتم التركيز على إطعامهم عصير الكرز وما شابه ذلك، وبدأ الفرق يظهر بعد ستة أسابيع أما في الأسبوع الثاني عشر فالتحسن بات ملحوظاً؛ لتستنتج نتيجة التجربة بأنَّ الفواكه والخضار الغنية بالأنثوسيانين – وهو مركب نباتي موجود في عدة أطعمة نباتية ومن ذلك الخضار والفاكهة ذات اللون الأرجواني – تؤثر بشكل كبير في الدماغ، وتؤكد أنَّ الطعام موجود للتمتع بطعمه، ولكن إذا أردنا التدخل في النظام الغذائي بشكل طبي فعلينا التركيز على هذا الأمر؛ لأنَّه بمنزلة الدواء في المراحل المبكرة من فقدان الذاكرة قبل تدهور الحالة، ولكن يمكننا الاعتماد على هذا النوع من الأطعمة دون الإصابة بالأمراض للحفاظ على صحة أدمغتنا.
شاهد بالفديو: كيف تحدد الحمية الغذائية الأنسب لك؟ ” Eran Segal” “إيران سيجال”
فوائد النظام الغذائي الأرجواني:
للنظام الغذائي الأرجواني عدة فوائد هامة لصحة الجسم بشكل عام وأبرزها الفوائد الآتية:
1. مفيد لصحة القلب:
يساعد النظام الغذائي الأرجواني على خفض ضغط الدم وتقليل مستويات الكوليسترول في الدم، إضافة إلى دوره في تعزيز الدورة الدموية؛ وهذا يساعد على المحافظة على الأوعية الدموية والقلب بشكل عام نتيجة تجديد نظام القلب والأوعية الدموية وإصلاح الأنسجة التالفة؛ فيقل خطر الإصابة بالنوبات القلبية لمن يتبع النظام الغذائي الأرجواني.
2. تعزيز صحة الدماغ:
لاحظنا النتيجة التي حصلت عليها “البروفيسور” في تجربتها، ويعود ذلك لارتباط مركبات الأنثوسيانين مع تحسين الوظيفة الإدراكية وتقليل خطر التدهور المعرفي، والذي يصاب فيه عادة الأفراد المتقدمون في السن أكثر من غيرهم.
3. مضادة للأكسدة:
تعدُّ الأطعمة الأرجوانية ذات الأنثوسيانين المرتفع من أقوى مضادات الأكسدة، وتحارب الجذور الحرة والتي تعدُّ سبباً رئيساً للإصابة بكثير من الأمراض أبرزها الشيخوخة المبكرة والأمراض المزمنة كمرض السكري، إضافة إلى مرض السرطان، لذلك يقي النظام الغذائي الأرجواني من الإصابة بالسرطان، والعالم بأكمله يحتاج إلى ما يقلل الإصابة بهذا المرض الذي يسبب فقدان كثير من الأشخاص يومياً.
في هذا السياق أُجريَت عدة دراسات، فقد أكدت دراسة قامت بها جامعة “بورتو” البرتغالية على أنَّ مادة الأنثوسيانين الموجودة في التوت؛ تؤدي إلى منع ظهور خلايا سرطان الثدي، وأيضاً كلية طب “تشنجدو” في الصين أكدت على التأثير ذاته للأرز الأسود، كذلك جامعة ولاية “نورث كارولاينا” تؤكد في إحدى دراساتها على أنَّ التوت يمنع حدوث سرطان البروستاتا، أما جامعة ولاية “أوهايو”، فقد أكدت أنَّ الذرة البنفسجية من أكثر الأطعمة فاعلية لمحاربة سرطان القولون.
4. مضادة للالتهاب:
تتميز الأطعمة ذات اللون الأرجواني بحمل مجموعة من الخصائص المضادة للالتهابات التي تصيب جسم الإنسان، ولكن يجب الانتباه إلى فكرة هامة بأنَّ النظام الغذائي الأرجواني يقي من الإصابة بالالتهاب ولا يعالجها ويسيطر عليها.
5. مقاومة ظهور علامات التقدم في السن:
يؤكد مختلف الأخصائيين على أنَّ علامات التقدم بالسن ستظهر للجميع، وأشعة الشمس البنفسجية تدمر بشرتنا؛ نتيجة انخفاض نسبة الكولاجين، أما الأنثوسيانين؛ فيساهم في تأخير انخفاض نسبة الكولاجين كلما تقدمنا في السن.
6. محاربة السمنة:
تؤكد الدراسات وبخاصة دراسة أجريت على الفئران قام بها باحثون يابانيون؛ أنَّ مستوى الأنثوسيانين المرتفع يساعد على خسارة الوزن، ومن ثم النظام الغذائي الأرجواني يحارب السمنة.
أطعمة النظام الغذائي الأرجواني:
تندرج ضمن قائمة أطعمة النظام الغذائي الأرجواني مجموعة من الخضراوات والفواكه التي تمتلك اللون الأرجواني وما شابه، وأبرزها الآتية:
1. البرقوق:
أولى وأهم الأطعمة الأرجوانية ومن أكثرها غنى من الأنثوسيانين، وكلما زاد نضج الثمرة، ارتفعت نسبته، وتشير الدراسات إلى أنَّ القشرة تحتوي على 20 ضعفاً من مضادات الأكسدة التي توجد في لب الثمرة.
2. التوت:
لا نقصد فقط التوت ذو اللون الأرجواني، فالأصباغ تتدرج من اللون الأزرق إلى الأحمر والأسود، ومختلف الأنواع تمتلك الخصائص نفسها لاحتواء الجميع منها على نسبة أنثوسيانين عالية.
3. العنب:
الأحمر أو الأسود الغني بكثير من العناصر الغذائية التي تحمي خلايا الجسم من التلف؛ فوجود مركب الريسفيراترول؛ وهو أحد مضادات الأكسدة القوية إلى جانب الأنثوسيانين يساعد على حماية الخلايا من الجذور الحرة الضارة بالجسم.
4. الجزر الأرجواني:
الذي يمنح الجسم كثيراً من الأنثوسيانين، إضافة إلى البيتا كاروتين والكاروتينات الأخرى والذي يساعد على تحسين مناعة الجسم للأمراض ووقف السرطان.
5. الباذنجان:
من الخضار التي تحتوي نسبة ألياف عالية وعناصر غذائية هامة.
6. الملفوف الأرجواني:
كذلك الأحمر أيضاً يعزز المناعة ويدعم صحة الأمعاء، ونسبة الألياف فيه عالية.
7. البطاطا الأرجوانية:
التي تتميز بقشرة ولب أرجواني والغنية بالبوتاسيوم والفيتامينات والألياف ومضادات الأكسدة، فتحتوي 3 أضعاف من مضادات الأكسدة الموجودة في البطاطا البيضاء.
8. القرنبيط:
غني جداً بالمعادن والفيتامينات والمغذيات ويجمع كثيراً من الأنثوسيانين في أنسجته.
9. الكرز الأحمر:
الغني بعدة عناصر غذائية تعالج مشكلات المفاصل وضغط الدم.
10. الكرنب الأحمر:
تناوله يعطي الجسم الأنثوسيانين، إضافة إلى البروبيوتيك الطبيعي المغذي للبكتريا الموجودة في الأمعاء، والتي تؤدي دورً في مساعدة الجسم على محاربة الجراثيم الموجودة، إضافة إلى تحسين امتصاص العناصر الغذائية.
11. البنجر:
مصدر لنوع من المغذيات النباتية تسمى بيتالين، وتوفر مضادات أكسدة والتهابات للجسم وتساعد على إزالة السموم من الجسم.
كيفية تطبيق النظام الغذائي الأرجواني:
يتم تطبيقه بإدخال الأطعمة سابقة الذكر وكل ما يتميز باللون الأرجواني إلى مختلف الأطباق، إضافة إلى الاعتماد على تناول أنواع الفاكهة الأرجوانية باستمرار، ويمكن الاعتماد على الصنف نفسه في تحضير العديد من الأطباق، فكم هي كثيرة الأطباق التي تحضر من الباذنجان، فيمكن تناوله مشوياً أو مقلياً أو مطبوخاً، وكذلك من الملفوف يمكن إعداد السلطات أو طبخه، أما البطاطا فيمكن إضافتها لوجبة الفطور، والقرنبيط يمكن قليها أو سلقها أو شويها في الفرن.
شاهد بالفديو: 7 نصائح لتغذية صحية سليمة
في الختام:
يحتاج جسم الإنسان إلى عدة عناصر غذائية وفيتامينات؛ ليقوم بعمله بجودة عالية، ومن ثم يتمكن من مقاومة الأمراض التي يزداد التعرض لها بالتقدم في العمر؛ لذلك لا يمكن إهمال الطعام أو تناول الضار منه؛ بل يجب اللجوء إلى أنظمة غذائية تمد الجسم بما يحتاجه، مثل النظام الغذائي الأرجواني الذي أثبت جدارته في الحفاظ على صحة دماغ الإنسان والحفاظ على الذاكرة وحماية الجسم من علامات التقدم بالسن.
إضافة إلى الحفاظ على صحة القلب، من خلال خفض ضغط الدم وتعزيز صحة الأوعية الدموية، كما يساعد النظام الغذائي الأرجواني على محاربة السرطانات، والتخلص من الخلايا التالفة، إضافة إلى محاربته للسمنة، والتي يعاني منها كثير من الناس، ويعتمدون أنظمة غذائية صعبة وتحرمُ الجسم من العناصر المطلوب، بخلاف النظام الغذائي الأرجواني الغني في الأنثوسيانين، وكثير من مضادات الأكسدة الموجودة في كثير من الخضار والفاكهة؛ كالعنب والبطاطا والقرنبيط والملفوف والتوت ويجمع بينها اللون الأرجواني.
اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.