التغذية

كيف يؤثر الإفراط في شربه على صحتك؟


يعد الاستهلاك المعتدل للشاي الأخضر بشكل عام آمناً وحتى مفيداً، لكن من الضروري الاعتراف وفهم أضرار الشاي الأخضر المحتملة والتي يمكن أن تحدث عند الإدمان عليه بشكل مفرط.

أضرار الشاي الأخضر:

على الرغم من فوائد الشاي الأخضر الصحية، إلا أنَّ الإفراط في استهلاكه قد يُسبب بعض الآثار الجانبية، ومن أضرار الإفراط في شرب الشاي الأخضر:

أولاً: زيادة كمية الكافيين في الجسم

يحتوي الشاي الأخضر على نسبة عالية من الكافيين، وقد يُسبب الإفراط في شربه القلق والأرق واضطرابات النوم، خاصةً لدى الأشخاص الحساسين للكافيين.

ثانياً: مشكلات في الجهاز الهضمي

قد يُسبب الإفراط في شرب الشاي الأخضر اضطرابات في الجهاز الهضمي، نذكر منها:

1. الارتجاع الحمضي وحرقة المعدة:

الشاي الأخضر حمضي بشكل معتدل، وبالنسبة إلى بعض الأفراد، وخاصة أولئك المعرضون للارتجاع الحمضي، فمن أضرار الشاي الأخضر أنَّه قد يؤدي إلى تفاقم أعراض حرقة المعدة والارتجاع الحمضي أو تفاقمها، ويمكن لمحتوى الكافيين أن يزيد من استرخاء العضلة العاصرة للمريء، وهذا يسمح لحمض المعدة بالتدفُّق مرة أخرى إلى المريء.

2. تفاقم أعراض القولون العصبي (IBS):

بالنسبة إلى بعض الأفراد الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي (IBS)، قد يؤدي محتوى الكافيين والكاتشين في الشاي الأخضر إلى تحفيز أو تفاقم الأعراض، مثل آلام البطن والانتفاخ والإسهال، ويمكن أن تكون التأثيرات التحفيزية للكافيين في الجهاز الهضمي مشكلة خاصة بالنسبة إلى الأفراد الذين يعانون من الجهاز الهضمي الحساس.

شاهد بالفديو: أهم النصائح للتخفيف من أعراض القولون العصبي

 

3. خطر تآكُل الأسنان:

الشاي الأخضر، مثل المشروبات الحمضية الأخرى، ومن أضراره أنَّه قد يساهم في تآكُل الأسنان وتلف المينا عند شربه بشكل متكرر أو بكميات كبيرة، ويمكن أن تؤدي المشروبات الحمضية إلى إضعاف مينا الأسنان بمرور الوقت، وهذا يزيد من خطر تسوُّس الأسنان وحساسيتها، خاصة إذا لم يتم الحفاظ على ممارسات نظافة الفم المناسبة.

ثالثاً: نقص امتصاص الحديد

يُمكن أن يُقلل الشاي الأخضر من امتصاص الحديد من الجسم، وذلك لاحتوائه على مركبات تُسمى “الكاتيكين”، ولكن يمكن التغلب على ذلك بشرب الشاي الأخضر مع وجبات الطعام بدلاً من شربه على معدة فارغة.

رابعاً: التفاعلات مع الأدوية

من أضرار الشاي الأخضر أنَّه قد يتفاعل مع بعض الأدوية، مثل أدوية سيولة الدم وأدوية ضغط الدم، وهذا يزيد من خطر أضرار الشاي الأخضر؛ لذلك من الهام استشارة الطبيب قبل شربه إذا كنت تشرب أي أدوية أخرى.

خامساً: المخاوف المتعلقة بصحة العظام

رُبِط الاستهلاك المفرط للشاي الأخضر بانخفاض كثافة المعادن في العظام بسبب محتواه من الكافيين والفلورايد، وهذا قد يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.

سادساً: ردود الفعل التحسُّسية

على الرغم من ندرتها، لكن قد تكون لدى بعض الأفراد حساسية تجاه مكونات الشاي الأخضر، وقد يعانون من أعراض مثل الشرى أو الحكة أو التورُّم.

سابعاً: ارتفاع ضغط الدم

قد يؤدي الإفراط في استهلاك الكافيين من الشاي الأخضر إلى ارتفاع ضغط الدم لدى النساء الحوامل، وهذا قد يزيد من خطر أضرار الشاي الأخضر وحدوث مضاعفات مثل تسمم الحمل؛ لذا من الهام أن تتشاور النساء الحوامل مع مقدِّم الرعاية الصحية فيما يتعلق بشرب الكافيين، ومن ذلك الشاي الأخضر، للتأكد من أنَّهن يستهلكن كمية آمنة لصحة أنفسهن وطفلهن.

ثامناً: الدماغ

فيما يأتي بعض أضرار الشاي الأخضر على الدماغ:

1. اضطراب أنماط النوم:

شرب الشاي الأخضر، خاصة في فترة ما بعد الظهر أو في المساء، قد يتداخل مع أنماط النوم بسبب محتواه من الكافيين، فيحفز الكافيين إطلاق الأدرينالين ويمنع إنتاج الميلاتونين، وهذا يجعل النوم أكثر صعوبة ويقلل من جودة النوم بشكل عام، ويمكن أن تؤثر اضطرابات النوم المزمنة سلباً في الوظيفة الإدراكية والمزاج وصحة الدماغ بشكل عام.

2. احتمالية الإصابة بالصداع النصفي:

بالنسبة إلى بعض الأفراد، وخاصة أولئك الذين لديهم حساسية للكافيين، قد يؤدي شرب الشاي الأخضر إلى حدوث الصداع النصفي، ويمكن أن يتسبب الكافيين في انقباض الأوعية الدموية في الدماغ ثم تمددها، وهذا يؤدي إلى الصداع الوعائي.

إضافة إلى ذلك، فإنَّ الثيانين، وهو حمض أميني موجود في الشاي الأخضر، قد يعدل مستويات الناقلات العصبية، ويساهم في حدوث الصداع لدى الأفراد المعرضين للإصابة.

3. احتمالية تفاقم الاضطرابات النفسية:

لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل الاضطراب ثنائي القطب أو اضطراب القلق العام، قد تؤدي التأثيرات التحفيزية للكافيين الموجود في الشاي الأخضر إلى تفاقم الأعراض وتعطيل استقرار المزاج، فيمكن أن يزيد الكافيين من الإثارة ويساهم في حدوث نوبات الهوس أو القلق لدى الأفراد المعرضين للإصابة.

يعد الشاي الأخضر سلاحاً ذا حدين، فعلى الرغم من فوائد الشاي الأخضر الكثيرة، إلا أنَّ الإفراط في شربه قد يسبب ما يأتي:

4. اضطرابات النزيف:

قد تزيد أضرار الشاي الأخضر من خطر النزيف، لأنَّه يُقلل من قدرة الدم على التجلُّط؛ لذلك، يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النزيف أو يشربون أدوية أخرى استشارة الطبيب قبل شرب الشاي الأخضر.

5. مشكلات في الكلى:

قد يُسبب شرب كميات كبيرة من الشاي الأخضر لفترة طويلة من الزمن مشكلات في الكلى.

6. الصداع:

قد يُسبب الشاي الأخضر الصداع لدى بعض الأشخاص، خاصةً إذا كانوا يشربون كميات كبيرة منه.

7. الرعاش:

قد تُسبب أضرار الشاي الأخضر الرعاش لدى بعض الأشخاص الحساسين للكافيين.

لذلك، من الهام شرب الشاي الأخضر باعتدال، للاستفادة من فوائده الصحية، وتجنُّب آثاره الجانبية الضارة.

تاسعاً: أضرار الشاي الأخضر للحامل

قد تواجه المرأة الحامل العديد من المخاطر التي ترتبط بالشاي الأخضر، ويعتبر الإجهاض من أبرز هذه المخاطر، وفيما يلي أضرار الشاي الأخضر للحامل:

1. زيادة خطر الإجهاض:

يُمكن للكافيين الموجود في الشاي الأخضر أن يُسبب انقباضات في الرحم، ويُقلل من تدفق الدم إلى الجنين، وهذا قد يزيد من خطر الإجهاض، وتشير الدراسات إلى أنَّ شرب أكثر من 200 ملليجرام من الكافيين يومياً يُضاعف من خطر الإجهاض.

2. الولادة المبكرة:

ارتبط الإفراط في شرب الكافيين بزيادة خطر الولادة المبكرة، وتُشكل الولادة قبل الأسبوع 37 من الحمل خطراً على صحة الأم والجنين.

3. انخفاض وزن الجنين عند الولادة:

قد يُؤثر الكافيين في نمو الجنين، ويُسبب انخفاض وزنه عند الولادة، ولقد أظهرت بعض الدراسات أنَّ الوزن المنخفض للجنين يرتبط بشرب كميات كبيرة من الكافيين خلال فترة الحمل.

4. مشكلات في الكبد:

قد يُسبب شرب كميات كبيرة من الشاي الأخضر لفترة طويلة من الزمن مشكلات في الكبد لدى الحامل، وهذا يجعل الحديث عن أضرار الشاي الأخضر مثيراً للاهتمام.

5. الدوار والغثيان:

قد تسبب أضرار الشاي الأخضر الدوار والغثيان لدى بعض الحوامل، خاصةً في الأشهر الأولى من الحمل.

6. زيادة خطر الإصابة بالعيوب الخلقية:

تشير بعض الدراسات إلى أنَّ شرب كميات كبيرة من الكافيين في أثناء الحمل قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بعيوب خلقية معينة.

7. الجفاف:

الكافيين مُدِرٌّ للبول، وهذا يعني أنَّه يزيد من إنتاج البول ويمكن أن يؤدي إلى الجفاف إذا لم يصاحبه شرب كمية كافية من السوائل، ويمكن أن يشكل الجفاف في أثناء الحمل مخاطر على كلٍّ من الأم والطفل.

الإفراط في شرب الشاي الأخضر:

لتجنب الإفراط في استهلاك الشاي الأخضر، ضع في حسبانك هذه الاستراتيجيات التي تعنى بتجنب أضرار الشاي الأخضر:

1. الاعتدال:

يجب الحد من شرب 2-3 أكواب يومياً، فتسمح لك هذه الكمية المعتدلة بالاستمتاع بفوائد الشاي الأخضر دون الإفراط في شرب الكافيين أو المركبات الأخرى.

2. الخيارات الخالية من الكافيين:

لتجنب أضرار الشاي الأخضر، اختر الشاي الأخضر منزوع الكافيين، خاصة في فترة ما بعد الظهر أو المساء، لتجنب اضطراب أنماط النوم أو التعرض للآثار الجانبية المرتبطة بالكافيين.

3. البديل مع أنواع الشاي الأخرى:

اشرب أنواع الشاي المختلفة الأخرى، مثل الشاي الأسود أو الأبيض أو شاي الأعشاب، للتنويع ومنع الاعتماد المفرط على الشاي الأخضر وحده.

4. وقت الاستهلاك:

تجنَّب شرب الشاي الأخضر على الريق، لأنَّه قد يسبب اضطراباً في المعدة أو غثياناً، وبدلاً من ذلك، استمتع به مع الوجبات السريعة أو الوجبات الخفيفة للمساعدة على الهضم.

5. توازن الترطيب:

تذكَّر ترطيب الجسم بالماء طوال اليوم مع استهلاك الشاي الأخضر للحفاظ على توازن السوائل بشكل عام ومنع الجفاف.

6. التحقق من التفاعلات:

كن على دراية بأي تفاعلات محتملة بين الشاي الأخضر والأدوية أو الحالات الصحية الحالية، واستشر أخصائي الرعاية الصحية إذا كانت لديك مخاوف أو أسئلة، وبهذه الطرائق يمكنك تجنب أضرار الشاي الأخضر.

في الختام:

يحظى الشاي الأخضر بالتقدير منذ فترة طويلة بسبب فوائده الصحية المزعومة وخصائصه الغنية بمضادات الأكسدة، لكن من الضروري الاعتراف بالأضرار المحتملة المرتبطة بالاستهلاك المفرط ومعالجتها.

من الضائقة الهضمية إلى الاضطرابات في امتصاص العناصر الغذائية ووظيفة التمثيل الغذائي، فإنَّ نفس المركبات التي تمنح الشاي الأخضر بخصائصه المعززة للصحة يمكن – على نحو متناقض – أن تُحدِث آثاراً ضارة عند شربها بكميات كبيرة جداً؛ لذا من الضروري تجنُّب أضرار الشاي الأخضر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى