كل ما يجب أن تعرفه عن مرض الإيدز
سنسلِّط الضوء في هذا المقال على مختلف جوانب هذا المرض، بدءاً من تعريفه وأعراضه، مروراً بآليات انتقاله وطرائق الوقاية منه، ووصولاً إلى أحدث التطورات في مجال علاجه، ويهدف هذا المقال إلى نشر الوعي بهذا المرض الخطير، وتبديد المخاوف والمعلومات المغلوطة التي تحيط به، وإلهام الأمل في إمكانية القضاء عليه يوماً ما.
ما هو فيروس الإيدز؟
فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) هو فيروس يهاجم جهاز المناعة في الجسم، وهذا يجعله ضعيفاً في مكافحة العدوى والأمراض، ومع مرور الوقت يمكن أن يتطور فيروس نقص المناعة البشرية إلى متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وهي المرحلة الأكثر تقدُّماً من المرض، ولا يوجد علاج لفيروس نقص المناعة البشرية، ولكن يمكن للعلاج أن يساعد على السيطرة على الفيروس والحفاظ على صحة الشخص لسنوات متعددة.
كيف ينتقل فيروس الإيدز بين الناس؟
لا ينتقل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) الذي يسبِّب مرض الإيدز عن طريق الاتصال العادي، ولا تكون الإصابة بالفيروس من خلال المصافحة أو العناق أو مشاركة الطعام أو استخدام الحمَّام أو المسبح نفسه مع شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية، فينتقل فيروس نقص المناعة البشرية من خلال سوائل الجسم المصابة بالفيروس.
ينتقل فيروس الإيدز عن طريق:
1. الدم:
يمكن أن ينتقل الفيروس من خلال ملامسة الدم المصاب، فمثلاً من خلال مشاركة الإبر أو المحقن أو أدوات الوخز الأخرى.
2. السائل المنوي:
يمكن أن ينتقل الفيروس من خلال ممارسة الجنس الشرجي أو المهبلي، دون استخدام الواقي الذكري مع شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية.
3. السائل المهبلي:
يمكن أن ينتقل الفيروس من خلال ممارسة الجنس الشرجي أو المهبلي، دون استخدام الواقي الذكري مع شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية.
4. حليب الثدي:
يمكن أن ينتقل الفيروس من الأم المصابة بفيروس نقص المناعة البشرية إلى طفلها من خلال حليب الثدي.
لا ينتقل فيروس نقص المناعة البشرية عن طريق:
1. اللعاب:
لا ينتقل الفيروس عن طريق اللعاب، لذلك لا تكون الإصابة بالفيروس من خلال التقبيل أو مشاركة الطعام أو أدوات تناول الطعام.
2. العَرق:
لا ينتقل الفيروس عن طريق العَرق، لذلك لا تكون الإصابة بالفيروس من خلال ملامسة شخص مصاب بالتعرُّق أو مشاركة المعدَّات الرياضية.
3. الدموع:
لا ينتقل الفيروس عن طريق الدموع، لذلك لا تكون الإصابة بالفيروس من خلال ملامسة دموع شخص مصاب أو مشاركة المناشف أو الوسائد.
إذا كنت قلقاً بشأن خطر إصابتك بفيروس نقص المناعة البشرية، فيمكنك إجراء اختبار، فتتيح بعض الأماكن اختبار فيروس نقص المناعة البشرية، ومن ذلك العيادات الطبية ومراكز الصحة العامة ومنظمات المجتمع.
شاهد بالفيديو: 10 أنواع أطعمة تقوي جهاز المناعة
كيف يُشخَّص فيروس نقص المناعة البشرية؟
يُعدُّ فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) عدوى خطيرة تُهاجم جهاز المناعة في الجسم، وهذا يُؤدِّي إلى الإصابة بمتلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في حال لم يعالَج، وتتوفَّر لِحُسنِ الحظِّ عدة فحوصات دقيقة لمعرفة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في وقت مبكِّر، وهذا يُتيح بدء العلاج الفعَّال والوقاية من نقل العدوى للآخرين.
تتنوع طرائق فحص فيروس نقص المناعة البشرية، وتشمل:
أولاً: اختبارات الدم
1. اختبارات الأجسام المضادة:
هي الأكثر شيوعاً، وتبحث عن الأجسام المضادَّة التي ينتجها الجسم لمحاربة الفيروس، وقد يستغرق ظهورها في الدم 3-6 أسابيع بعد التعرُّض للعدوى.
2. اختبارات المستضدات/ الأجسام المضادة:
تتميَّز بدقَّتها العالية، وتكشف عن الفيروس والأجسام المضادة معاً، وهذا يُتيح تشخيص الإصابة في وقت أقرب.
3. اختبار الحمض النووي الريبوزي (PCR):
يُعدُّ الأكثر حساسية،إذ يُمكنه الكشف عن الفيروس في الدم بعد أسبوع واحد فقط من العدوى.
ثانياً: اختبارات اللعاب
1. اختبارات اللعاب السريعة:
مشابهة لاختبارات الدم السريعة، لكنَّها تستعمل عيِّنة من اللعاب، وقد تكون أقل دقة ولكنَّها مناسبة لبعض الأشخاص.
2. اختبارات الحمض النووي الريبوزي للُّعاب:
مشابهة لاختبار الحمض النووي الريبوزي للدم، لكنَّها تستعمل عيِّنة من اللعاب.
ثالثاً: اختبارات منزلية
تُتيح لك إجراء الفحص بنفسك، وتتميَّز بدقتها المُقاربة لاختبارات اللعاب السريعة في العيادات، وتُوفِّر خصوصية وسهولة أكبر.
رابعاً: ملاحظات هامة
لا يُوجد اختبار واحد يُؤكِّد الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية تأكيداً قاطعاً، ففي حال كانت نتيجة الفحص إيجابية، يلزم إجراء اختبار تأكيدي، وتتوفَّر عدة علاجات فعَّالة لمرضى فيروس نقص المناعة البشرية، وهذا يُساعد على العيش حياة طويلة وصحية.
طرائق الوقاية من مرض الإيدز:
أولاً: السلوكات الجنسية الآمنة
1. التأكد من حالة شريكك:
اسأل شريكك عن وضعه إن كان ماصباً بفيروس نقص المناعة البشرية.
2. ممارسة الجنس الآمن:
تجنَّب الممارسات الجنسية التي تنطوي على خطر متزايد لانتقال فيروس نقص المناعة البشرية، مثل الجنس الشرجي.
ثانياً: الوقاية من انتقال العدوى من الأم إلى الطفل
1. الحصول على رعاية قبل الولادة:
يجب على جميع النساء الحوامل الخضوع لاختبار فيروس نقص المناعة البشرية.
2. الأدوية المضادَّة للفيروسات:
يمكن للنساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية، تناول الأدوية في الحمل والولادة والرضاعة الطبيعية لخفض خطر انتقال الفيروس إلى أطفالهن.
3. الولادة القيصرية:
في بعض الحالات، قد يوصى بالولادة القيصرية للحدِّ من خطر انتقال الفيروس إلى الطفل.
ثالثاً: الوقاية من انتقال العدوى عن طريق الحقن
1. استخدام إبر وأدوات معقَّمة:
لا تشارك أبداً الإبر أو غيرها من أدوات الحقن مع الآخرين.
2. الحصول على علاج لإدمان المخدرات:
إذا كنت متعاطياً للمخدرات عن طريق الحقن، فابحث عن علاج للمساعدة على وقف استخدامها.
3. اختبار فيروس نقص المناعة البشرية:
إذا كنت متعاطياً للمخدرات عن طريق الحقن، فاحصل على اختبار فيروس نقص المناعة البشرية بانتظام.
رابعاً: طرائق الوقاية الأخرى
1. الوقاية من الأمراض المنقولة جنسياً:
الأمراض المنقولة جنسياً (STIs) يمكن أن تزيد من خطر انتقال فيروس نقص المناعة البشرية.
2. اختبار فيروس نقص المناعة البشرية:
يجب على أي شخص يعتقد أنَّه قد يكون معرَّضاً لفيروس نقص المناعة البشرية أن يخضع للاختبار.
3. الوقاية قبل التعرض (PrEP):
هو دواء يمكن تناوله للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية.
4. الوقاية بعد التعرض (PEP):
هو دواء يمكن تناوله بعد التعرض لفيروس نقص المناعة البشرية للمساعدة على منع الإصابة بالفيروس.
من الهامِّ ملاحظة أنَّ هذه ليست قائمة شاملة لجميع طرائق الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، ويجب عليك دائماً التحدُّث إلى مقدِّم الرعاية الصحية للحصول على مزيد من المعلومات عن كيفية حماية نفسك من فيروس نقص المناعة البشرية.
مضاعفات الإيدز:
يُعدُّ فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) عدوى خطيرة تُضعف جهاز المناعة لديك، وهذا يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، ومع تقدُّم مراحل العدوى دون علاج، يمكن أن تتطور إلى مرض الإيدز، وهي المرحلة الأكثر تقدُّماً من عدوى فيروس نقص المناعة البشرية، ففي هذه المرحلة يكون جهاز المناعة لديك ضعيفاً جداً لدرجة أنَّه لا يمكنه مكافحة العدوى، وهذا بدوره قد يؤدي إلى الإصابة بمجموعة متنوعة من الأمراض والمضاعفات الخطيرة، تشمل بعض مضاعفات الإيدز الشائعة ما يأتي:
1. العدوى الانتهازية:
هي عدوى تسبِّبها الفيروسات أو البكتيريا أو الفطريات أو الطفيليات التي لا تسبِّب عادةً مرضاً للأشخاص ذوي المناعة الطبيعية، وقد تشمل العدوى الانتهازية (الالتهاب الرئوي السل وداء المقوسات والتهاب السحايا الفطري وداء النوسجات).
2. سرطان:
يزداد خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان الغدد الليمفاوية وسرطان ساركوما كابوزي وسرطان عنق الرحم، لدى الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
3. أمراض الأعصاب:
يمكن أن يسبِّب فيروس نقص المناعة البشرية تلفاً في الجهاز العصبي، وهذا قد يؤدي إلى مشكلات مثل الخرف وفقدان الذاكرة والاعتلال العصبي الطرفي.
4. اضطرابات الجهاز الهضمي:
يمكن أن يسبِّب فيروس نقص المناعة البشرية الإسهال المتكرر وفقدان الوزن وفقدان الشهية.
5. الإرهاق:
الإرهاق الشديد هو عرض شائع للإيدز.
6. الاكتئاب ومشكلات الصحة العقلية الأخرى:
يمكن أن يكون الاكتئاب والقلق واضطرابات الصحة العقلية الأخرى أكثر شيوعاً لدى الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، ومن الهام ملاحظة أنَّ هذه ليست قائمة شاملة لجميع مضاعفات الإيدز، ويمكن أن تختلف المضاعفات التي يعاني منها الشخص من شخص لآخر اعتماداً على صحة الشخص العامة ومدة إصابته بفيروس نقص المناعة البشرية ومدى تلقي العلاج.
مع العلاج المناسب، يمكن للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية العيش حياة طويلة وصحية، ويمكن أن يساعد العلاج على تقليل كمية فيروس نقص المناعة البشرية في الجسم إلى مستوى لا يمكن اكتشافه، وهذا يقلِّل من خطر الإصابة بمضاعفات الإيدز.
إذا كنت تعتقد أنَّك قد تعرَّضت لفيروس نقص المناعة البشرية، فمن الهام إجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية في أقرب وقت ممكن، فيمكن أن يساعدك العلاج المبكِّر على الحفاظ على صحتك وتحسين نوعية حياتك.
إقرأ أيضاً: صورة حقيقية لفيروس الإيدز
في الختام:
نأمل أن يُساهم هذا المقال في زيادة فهمكم لمرض الإيدز، وتعزيز الجهود المبذولة للقضاء عليه، وإنشاء عالم خالٍ من الخوف والتمييز.
اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.