التغذية

تأثير الأطعمة المعالجة على الصحة


مفهوم الأطعمة المعالجة:

تشير الأطعمة المعالجة إلى الأطعمة التي تم تعديلها من حالتها الطبيعية بإضافة مواد كيميائية أو إجراء تغييرات في تركيبها الغذائي، ومن خلال هذا المفهوم ندرك أنَّ أغلب أطعمتنا، إذا لم تكن كلها، هي أطعمة معالجة، فالأطعمة المعالجة ليست فقط تلك الجاهزة للأكل وما عليك إلا تسخينها في المايكرويف، أو أن تحتفظ بها للاستهلاك في وقت لاحق، بل تشمل كل عمليات التعبئة والحفظ كالتجميد والتعليب والخبز والتجفيف والتغليف والتخزين طويل الأمد وإضافة المواد الحافظة والمواد الاصطناعية لتعزيز النكهة أو اللون أو للحفاظ على الطول الزمني للمنتج، تلك العمليات قد تزيد من مدة صلاحية الطعام وتجعله أكثر توافراً ورخصاً، ولكن قد تتضمن كميات عالية من السكريات أو الدهون المهدرجة أو الملونات الاصطناعية التي يمكن أن تكون ضارة إذا استُهلِكَت بكميات كبيرة بشكل متكرر.

متى تصبح الأطعمة المعالجة مضرة بالصحة؟

تكون الأطعمة المعالجة مضرة بالصحة عند إضافة مكونات مثل السكر، والملح، والزيوت المتحولة، والدهون المشبعة بكميات كبيرة، من أمثلة الأطعمة المعالجة: حبوب الإفطار (الكورن فليكس)، والجبنة، والخبز، ووجبات خفيفة مالحة مثل الشيبس، والمعجنات، والفطائر، واللحوم الجاهزة مثل المرتديلا، والسجق، والسلامي، والكيك وأنواع البسكويت والمشروبات الجاهزة كالحليب والمشروبات الغازية.

إنَّ الكميات العالية المضافة من السكريات والدهون المهدرجة، والصوديوم، إذا تم تناولها بكميات كبيرة يمكن أن تزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسكري والسمنة، وقد تسبب الأطعمة المعالجة التي تحتوي على إضافات كيميائية مثل المواد الحافظة والملونات الصناعية أيضاً ردود فعل لدى بعض الأشخاص، ويقلل الاعتدال والتوازن في تناول الأطعمة المعالجة من الأثر الضار في الصحة.

أنواع الأطعمة المعالجة:

تتنوع أنواع الأطعمة المعالجة بشكل واسع وتشمل مجموعة متنوعة من المنتجات التي يتم تعديلها لتلبية احتياجات السوق والمستهلكين، ويمكن تصنيفها إلى عدة فئات هي:

1. المعلبات:

هي جزء من الأطعمة المعالجة وتشمل مجموعة متنوعة من المنتجات التي يتم وضعها في علب محكمة الإغلاق بعد معالجتها حرارياً، تشمل هذه المنتجات الفواكه والخضروات واللحوم والأسماك والحبوب وحتى الوجبات الجاهزة.

2. الأطعمة المجمدة:

تتمثل في تجميد الأطعمة مثل الخضروات والفواكه واللحوم والأسماك بشكل سريع للحفاظ على القوام والقيمة الغذائية.

3. الأطعمة المطبوخة مسبقاً:

هي جزء آخر من الأطعمة المعالجة وتشمل الأطعمة التي تم إعدادها وطهيها بشكل كامل قبل بيعها أو توفيرها للاستخدام، هذه الأطعمة عادةً ما تكون جاهزة للاستهلاك الفوري أو بعد إعادة التسخين السريع، تتضمن هذه الفئة الوجبات الجاهزة مثل الوجبات الجاهزة للتسخين في المايكرويف أو الفرن، والوجبات المجمدة المطهية، والأطعمة الجاهزة المعبأة مثل الحساء والأطباق الجاهزة.

طرائق معالجة الأطعمة:

1. المواد الحافظة:

هي مواد تُضاف إلى الأطعمة للمساعدة على تمديد فترة صلاحيتها والحفاظ على جودتها عن طريق تقليل نمو البكتيريا والعفن وتحسين مظهرها ونكهتها، توجد عدة مواد حافظة مستخدمة مثل الأحماض العضوية (مثل حمض السوربيك والاسكوربيك) والملح والسكر والمواد الحافظة الكيميائية مثل البنزوات والنيتريتات، تختلف هذه المواد في طريقة عملها وتأثيرها في الأطعمة.

2. المعالجة الحرارية المنخفضة:

هي عملية معالجة الأطعمة باستخدام درجات حرارة معتدلة نسبياً، وهي أقل من درجات الحرارة المستخدمة في العمليات القاسية للتعقيم أو التعبئة الحرارية العالية، تُستخدم هذه العمليات للحفاظ على الطعام وتأخير عملية تلفه دون التأثير الكبير في نكهته أو جودته الغذائية.

3. المعالجة بالبرودة:

أولاً: التبريد

يتم استخدام درجات حرارة منخفضة (عادةً تحت 5 درجات مئوية) للحفاظ على الأطعمة وتباطؤ نمو البكتيريا والفطريات التي تتسبب في تلف الطعام، على سبيل المثال، اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان يتم تخزينها في درجات حرارة منخفضة.

ثانياً: التجميد

هي عملية تبريد الأطعمة إلى درجات حرارة منخفضة جداً (-18 درجة مئوية أو أقل) لتجميدها، يحافظ التجميد على جودة الطعام وقيمته الغذائية ويطيل فترة صلاحيته.

ثالثاً: التجفيف بالتجميد

هذه العملية تستخدم تبريداً شديداً لتجميد الطعام وبعد ذلك تطبيق ضغط منخفض لتجفيف الطعام، وتعد هذه العملية فعالة لإزالة الماء من الطعام دون تأثير كبير في قيمته الغذائية ونكهته.

4. التعقيم بالبخار:

هي عملية معالجة تستخدم الحرارة الرطبة المتولدة من البخار لقتل البكتيريا والميكروبات والجراثيم في الطعام وتعقيمه، يتم ذلك عن طريق تعريض الطعام للبخار عند درجات حرارة مرتفعة ورطوبة مرتفعة أيضاً.

5. الإشعاع والتفريغ الكهربائي:

يتم استخدام الإشعاع الكهرومغناطيسي أو الأشعة السينية أو الكهرباء للتقليل من الجراثيم في الأغذية والحد من الميكروبات وتعقيم الأغذية.

6. النانوتكنولوجي:

تُستخدَم هذه التقنية للتحكم في الخواص الغذائية للأغذية وتعزيز الصحة وتشمل إضافة المواد الغذائية الفعالة والمضادة للأكسدة والفيتامينات.

7. معالجة الضغط العالي:

هي عملية تعامل مع الأطعمة باستخدام ضغط هيدروليكي مرتفع جداً، وهذا يساهم في قتل البكتيريا والجراثيم والميكروبات داخل الطعام دون الحاجة إلى درجات حرارة عالية.

شاهد بالفديو: 7 نصائح لتغذية صحية سليمة

 

أسباب الاعتماد على الأطعمة المعالجة:

توجد عدة أسباب تدفع الناس لاستخدام الأطعمة المعالجة وفيما يأتي بعض منها:

1. سهولة التحضير:

تعد الأطعمة المعالجة بمنزلة وجبات تكون جاهزة للاستهلاك فوراً أو تحتاج فقط إلى عملية تسخين بسيطة، لذلك تعد خياراً ملائماً للأشخاص الذين لديهم وقت محدود لإعداد الطعام.

2. المدة الزمنية الطويلة للتخزين:

بفضل العمليات المعالجة المختلفة مثل التجميد والتعبئة والتغليف، يمكن تخزين الأطعمة المعالجة لفترات طويلة من الزمن من دون أن تتعرض للفساد.

3. توافر طوال العام:

تعتمد معظم الأطعمة المعالجة على المكونات غير الموسمية، وقد يتم استيرادها من مناطق بعيدة؛ لذلك تكون متاحة طوال العام بصرف النظر عن الموسم.

4. سهولة النقل:

تتميز الأطعمة المعالجة بأنَّها غالباً ما تكون قابلة للنقل والتخزين بكفاءة؛ لذلك تكون سهلة النقل والتسويق في مختلف المناطق.

5. الاستدامة:

تحتاج الأطعمة المعالجة إلى كميات أقل من الماء والموارد الطبيعية الأخرى لإنتاجها بالمقارنة مع الطعام الطازج؛ لذلك يمكن عدها خياراً أكثر استدامة بيئياً.

تأثير الأطعمة المعالجة في الصحة:

تحتوي هذه الأطعمة على مكونات غذائية مضافة مثل السكر والملح والدهون المشبعة والمواد الحافظة والألوان الصناعية والمواد المعدلة وراثياً، فقد يكون لهذه المكونات الإضافية تأثير ضار في الصحة.

قد تسبب الأطعمة المعالجة عدة أمراض مثل:

1. التسمم الغذائي:

قد يحدث التسمم الغذائي بسبب تلوث الأطعمة بالبكتيريا الضارة مثل السالمونيا أو الاشريكيا كولاي، أو الفيروسات مثل فيروس نورو وروسو، يسبب أعراضاً مثل الإسهال، والقيء، والحمى، والشعور بالمرض العام.

2. الحساسية الغذائية:

قد تحدث استجابة مناعية غير طبيعية لمكونات الطعام، مثل الحليب، والبيض، والقمح، والسمك، والفول السوداني، وتتمثل أعراض هذه الاستجابة في طفح جلدي، وحكة، وطنين، وصعوبة في التنفس، وانتفاخ الشفاه أو اللسان.

3. التسمم الكيميائي:

يحدث عند تناول الأطعمة التي تحتوي على مواد كيميائية سامة، مثل المواد المحفوظة والأصباغ الصناعية، وقد يسبب أعراضاً مثل الغثيان والدوار وألم في المعدة وضيق التنفس.

4. الفقر الغذائي:

يحدث عند تناول الأطعمة المعالجة ذات القيمة الغذائية المنخفضة، والتي تحتوي على كميات قليلة من الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الجسم، ويؤدي الفقر الغذائي إلى نقص في التغذية وقد يسبب ضعفاً عاماً وزيادة في خطر الإصابة بالأمراض.

5. السمنة والأمراض المزمنة:

تشير معظم الدراسات إلى أنَّ تناول الأطعمة المعالجة بشكل متكرر يرتبط بزيادة مخاطر السمنة والأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.

6. ارتفاع محتوى الصوديوم:

تحتوي بعض الأطعمة المعالجة على مستويات عالية من الصوديوم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة ضغط الدم ومشكلات صحية أخرى عند استهلاكها بكميات كبيرة.

7. زيادة خطر السرطان:

قد ترتبط بعض العمليات المعالجة مثل التدخين أو استخدام مواد معينة في تحضير الأطعمة بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

مع ذلك، لا تسبب جميع الأطعمة المعالجة هذه الأمراض، وإنَّ تناول بعض الأطعمة المعالجة بشكل متوازن لن تكون له آثاراً سلبية في الصحة.

الإجراءات التي اتخذتها منظمة الصحة العالمية للحد من أضرار الأطعمة المعالجة:

تعد منظمة الصحة العالمية رائدة في تحديد الإجراءات والتوجيهات للحفاظ على سلامة الأغذية وصحة الجمهور، فتقدم سلسلة من الإرشادات والتوصيات للحد من الأضرار المحتملة الناجمة عن تناول الأطعمة المعالجة، وأبرزها:

1. وضع معايير السلامة الغذائية:

حددت منظمة الصحة العالمية معايير دولية للسلامة الغذائية وتطوير مبادئ التحقق من سلامة الأغذية المعالجة، وتتضمن هذه المعايير المتطلبات الضرورية لحماية الصحة العامة والتأكد من أنَّ الأطعمة المعالجة لا تشكل خطراً على المستهلكين.

2. المراقبة النشطة للأغذية:

تشجع منظمة الصحة العالمية البلدان على توفير نظم مراقبة فعالة للأغذية، ومن ذلك الأغذية المعالجة، ويتضمن ذلك مراقبة العمليات الإنتاجية والتخزين والتوزيع لضمان سلامة الأغذية المعالجة.

3. التوعية والتثقيف:

تعمل منظمة الصحة العالمية على توعية الجمهور والمستهلكين بأفضل الطرائق لتناول الأطعمة المعالجة بطريقة صحية وآمنة، وتوفر المنظمة المعلومات والموارد التثقيفية، ومن ذلك النصائح والإرشادات الغذائية.

4. التعاون المشترك:

تشجع منظمة الصحة العالمية التعاون بين الدول والمنظمات الإقليمية والدولية على تعزيز التبادل الدولي للمعلومات والتجارب والممارسات النموذجية للتعامل مع هذه الأشكال.

يجب الوضع في الحسبان أنَّ الأطعمة المعالجة لها فوائد معينة، مثل زيادة مدة الصلاحية وتحسين الجودة للمنتج، ولكن يجب اتباع المعايير الصحية اللازمة لضمان توفير أطعمة آمنة للجمهور.

الطرائق الفعالة لتناول الأطعمة المعالجة بشكل صحي:

1. اختيار المنتجات ذات القيمة الغذائية العالية:

اطَّلِعوا على المكونات والقيمة الغذائية للمنتجات المعالجة قبل شرائها، واختاروا المنتجات التي تحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية.

2. المواد الحافظة:

تجنُّب المواد الحافظة والإضافات الصناعية واختيار المنتجات التي تكون هذه المواد قليلة فيها.

3. الطهي الصحي:

قد لا تكون الأطعمة المعالجة مفيدة إذا تم تحضيرها بأساليب طهي غير صحية مثل القلي المفرط أو التحمير بالزيت؛ لذا حاولوا استخدام طرائق الطهي الصحية مثل الشواء أو الطهي بالبخار للحصول على أفضل قيمة غذائية.

4. التحكم في حجم الوجبة:

قد تكون الأطعمة المعالجة غالباً ذات سعرات حرارية ودهون مشبعة كثيرة؛ لذا يجب التحكم في حجم الوجبة وتقليل استهلاك السعرات الحرارية.

5. الأطعمة المعالجة:

تناول الأطعمة المعالجة بشكل معتدل في إطار نظام صحي عام، ويُفضَّل تناولها بجانب الأطعمة الطازجة والمواد الغذائية الأخرى المفيدة للجسم.

6. الاهتمام بتاريخ الانتهاء:

تحققوا من تواريخ انتهاء الصلاحية للمنتجات المعالجة ولا تستخدموا أي منتج بعد انتهاء الصلاحية لتجنب التسمم الغذائي.

7. الاستدامة والمصدر:

اختاروا المنتجات المعالجة من مصادر موثوقة.

8. استشارة أخصائي التغذية:

إذا كانت لديكم أية مخاوف أو استفسارات عن تناول الأطعمة المعالجة، من الأفضل استشارة أخصائي التغذية المؤهل للحصول على نصائح متخصصة وشخصية.


اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading