الثقافة الصحية

الضحك هو الدواء الشافي


فقد تخفِّف الفكاهة من أعبائك، وتُلهمك بوجود الأمل، وتربطك بالآخرين، وتبقيك ثابتاً ومركِّزاً ومنتبهاً، كما تساعدك على التخلُّص من الغضب والمسامحة بسرعة أكبر.

إنَّ القدرة على الضحك كثيراً هي وسيلة رائعة للتغلُّب على المشكلات، وتعزيز علاقاتك، ودعم الصحة الجسدية والعاطفية، كما أنَّ أفضل ما في الأمر أنَّ هذا الدواء الثمين مُمتع ومجاني وسهل الاستخدام.

فقد اعتدنا على الضحك مئات المرات في اليوم حينما كنَّا أطفالاً، لكن تصبح حياتنا عندما نكبر جدية أكثر، ويصبح الضحك أمراً نادراً، لكن يمكنك من خلال البحث عن مزيد من الفرص التي تحفِّز الفكاهة والضحك، تحسين صحتك العاطفية، وتقوية علاقاتك، وإيجاد قدر أكبر من السعادة، وهذا يسهم في إطالة عمرك.

الضحك مفيد لصحتك:

1. يُريح الضحك الجسم كله:

إذ تخفِّف الضحكة الحقيقية النابعة من القلب التشنج والتوتر، وتترك عضلاتك مسترخية لمدة تصل إلى 45 دقيقة بعد ذلك.

2. يقوِّي الضحك جهاز المناعة:

يقلِّل الضحك من هرمونات التوتر، ويزيد الخلايا المناعية والأجسام المضادة لمكافحة العدوى، الأمر الذي يحسِّن من مقاومتك للأمراض.

3. يؤدي الضحك إلى إطلاق مادة الإندورفين:

وهي مواد كيميائية طبيعية تمنح الجسم الشعور بالسعادة؛ إذ يعزِّز الإندورفين الشعور العام بالعافية، كما يمكنه تخفيف الألم مؤقتاً.

4. يحمي الضحك القلب:

يحسِّن الضحك وظيفة الأوعية الدموية، ويزيد من تدفق الدم، وهذا يساعد على حمايتك من النوبات القلبية، ومشكلات القلب والأوعية الدموية الأخرى.

5. يحرق الضحك السعرات الحرارية:

لا يوجد بديل عن ممارسة الرياضة، لكن وجدت إحدى الدراسات أنَّ الضحك لمدة 10 إلى 15 دقيقة يومياً يمكن أن يحرق نحو 40 سعرة حرارية، وهو ما قد يكون كافياً لخسارة نحو كيلوجرام ونصف على مدار عام.

6. يُخفِّف الضحك من الغضب:

لا شيء يبدِّد الغضب والخلافات أسرع من الضحك مع الآخرين، فقد تستطيع من خلال النظر إلى الجانب المضحك من الأمور، التعامل مع المشكلات، كما يمكِّنك من تجاوز المواجهات دون التمسُّك بمشاعر المرارة أو الحقد.

7. قد يساعدك الضحك على العيش لفترة أطول:

وجدت دراسة أُجريت في النرويج أنَّ الأشخاص الذين يتمتعون بروح الدعابة القوية يعيشون أكثر من أولئك الذين لا يضحكون بنفس القدر، كما ظهر الفرق الملحوظ بين الأشخاص الذين يكافحون مع مرض السرطان خاصة.

فوائد الضحك والفكاهة:

1. الفوائد الخاصة بالصحة البدنية:

  1. يقوِّي المناعة.
  2. يُخفِّض هرمونات التوتر.
  3. يقلِّل الألم.
  4. يُريح عضلاتك.
  5. يمنع حدوث أمراض القلب.

2. الفوائد الخاصة بالصحة النفسية:

  1. يضيف الفرح والمتعة إلى الحياة.
  2. يُخفِّف من القلق والتوتر.
  3. يحسِّن المزاج.
  4. يُعزِّز المرونة.

3. الفوائد الاجتماعية:

  1. يقوِّي العلاقات.
  2. يجذب الآخرين إلينا.
  3. يعزِّز العمل الجماعي.
  4. يساعد على تخفيف الخلافات.
  5. يعزِّز الترابط الجماعي.

شاهد: 7 فوائد صحيّة يقدمها الضحك للجسم

 

يعزِّز الضحك صحتك النفسية:

يجعلك الضحك تشعر بالراحة، ويرافقك هذا الشعور الإيجابي حتى بعد زوال الضحك، كما تُساعدك الفكاهة على الحفاظ على نظرة إيجابية ومتفائلة خلال المواقف الصعبة وخيبات الأمل والخسارة.

إنَّ الضحك أكثر من مجرد فترة راحة من الحزن والألم، بل يمنحك الشجاعة والقوة التي تحتاجها لإيجاد مصادر جديدة للهدف والأمل، ويمكن للضحك أو حتى مجرد الابتسامة أن تشعرك بتحسُّن كبير حتى في أصعب الأوقات؛ إذ إنَّ الضحك مُعدٍ بالفعل، فمجرد سماع أصوات الضحك يُهيِّئ عقلك ويجهزُك للابتسام والانضمام إلى المرح.

العلاقة بين الضحك والصحة النفسية:

  1. يوقف الضحك المشاعر المؤلمة: لا يمكنك الشعور بالقلق أو الغضب أو الحزن عندما تضحك.
  2. يُساعدك الضحك على الاسترخاء واستعادة نشاطك: إذ يقلِّل من التوتر، ويزيد الطاقة، وهذا يتيح لك البقاء مُركِّزاً وإنجاز المزيد.
  3. يُغيِّر الضحك وجهة نظرك: وهذا يسمح لك برؤية المواقف رؤية واقعية؛ إذ تُنشِئ النظرة الفكاهية للأمور مسافة نفسية في إمكانها أن تساعدك على تجنُّب الشعور بالإرهاق وإيقاف الخلافات.
  4. يُقرِّبك الضحك من الآخرين: وهذا قد يكون له تأثير عميق في جميع جوانب صحتك النفسية والعاطفية.

الضحك يجمع الناس ويُقوِّي العلاقات:

إنَّ السبب الوجيه الذي يجعل المسلسلات الكوميدية التلفزيونية تستخدم أصوات الضحكات في مشهد معيَّن هو أنَّ الضحك مُعدٍ؛ إذ من المُرجَّح أنَّك ستضحك عندما تكون بصحبة أشخاص آخرين أكثر ممَّا لو كنت وحدك، وستشعر أنت ومن حولك بسعادة كبيرة كلما ازداد الضحك في حياتك الخاصة.

إذ تأتي نصف المتعة جرَّاء مشاركة الدعابة، فلا يثير سماع النكات معظم الضحك، بل قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة، وهذا الجانب الاجتماعي هو الذي يؤدي دوراً هامَّاً في الفوائد الصحية للضحك، فلا يمكنك الاستمتاع بالضحك مع الآخرين إلا إذا كنت تمنح وقتاً كافياً للتفاعل معهم بالفعل، فعندما تهتم بشخصٍ ما بالقدر الكافي الذي يجعلك تغلق هاتفك لتتواصل معه مباشرة، تكون قد شاركت في عملية تعيد توازن الجهاز العصبي، وتكبح الاستجابات الدفاعية للتوتر، كاستجابة “الكر أو الفر”.

كما أنَّ المشاركة في الضحك ستجعلكما تشعران بالسعادة والإيجابية والاسترخاء أيضاً، حتى إن لم تكن قادراً – على الرَّغم من ذلك – من تغيير موقف مليء بالضغوطات.

كيف يمكن للضحك مع الآخرين أن يقوي العلاقات؟

المشاركة في الضحك هي إحدى أكثر الأدوات فاعلية للحفاظ على تجدُّد العلاقات وحيويتها؛ إذ تُنشئ مشاركة العواطف روابط لعلاقة قوية ودائمة، لكن مشاركة الضحك تُضيف الفرح والحيوية والمرونة أيضاً، فالفكاهة طريقة قوية وفعَّالة لعلاج الاستياء والخلافات والأذى؛ إذ إنَّ الضحك يوحِّد الناس في الأوقات الصعبة.

تقوِّي الفكاهة والتواصل المرِح علاقاتنا من خلال إثارة المشاعر الإيجابية وتعزيز الترابط العاطفي؛ إذ تتكوَّن رابطة إيجابية عندما نضحك مع بعضنا بعضاً، وتقف هذه الرابطة بصفتها حاجزاً قوياً في وجه التوتر والخلافات وخيبة الأمل، ويُتيح لك الضحك والفكاهة في العلاقات أن:

  1. تكون أكثر عفوية: تُبعدك الفكاهة عن التركيز في نفسك، وتبتعد عن التفكير في مشكلاتك.
  2. تتخلَّى عن الانزعاج من الانتقادات: يساعدك الضحك على تناسي الأحقاد والأحكام والانتقادات والشكوك.
  3. تُحرِّرك من الكبت: إذ تبدِّد مخاوفك.
  4. تُعبِّر عن مشاعرك الحقيقية: تظهر العواطف العميقة بصورة جلية.

استخدام الفكاهة لحل الخلافات والتوتر في علاقاتك:

يُعدُّ الضحك أداةً قويةً لإدارة الخلافات وتقليل التوتر عندما تحتدم المشاعر، فيمكنك سواء أكنت مع شريكك، أم مع الأصدقاء، أم مع العائلة، أم مع زملاء العمل، تعلُّم استخدام الفكاهة لتهدئة الخلافات، وتقليل مستوى التوتر لدى جميع الأشخاص، وأن تتواصل مع الآخرين تواصلاً تبني من خلاله علاقاتك بدلاً من أن تُدمِّرها.

كيف تُضيف مزيداً من الضحك إلى حياتك؟

الضحك هو حقك الطبيعي، وهو جزء طبيعي من الحياة وفطري وموروث؛ إذ يبدأ الأطفال بالابتسام خلال الأسابيع الأولى من حياتهم، ويضحكون بصوت عالٍ في غضون أشهر من ولادتهم، حتى إن نشأت في منزل لم يكن صوت الضحكات فيه أمراً شائعاً، فما يزال في إمكانك تعلُّمه في أي مرحلة من مراحل حياتك، كما هو الأمر عند ممارستك للرياضة، ابدأ بتخصيص أوقات خاصة للبحث عن طرائق تحفِّز فيها الضحك واتخذها نقطة انطلاق، وسترغب في النهاية بدمج الفكاهة والضحك في جميع جوانب حياتك.

فيما يأتي بعض الطرائق للشروع بالأمر:

1. الابتسام:

الابتسام هو بداية الضحك، وكليهما مُعدٍ؛ لذا تدرَّب على الابتسام عندما تنظر إلى شخص ما، أو ترى شيئاً ما حتى لو لم يكن لطيفاً جداً، وعوضاً عن النظر إلى هاتفك، انظر للأعلى وابتسم للأشخاص الذين تمرُّ بجانبهم في الشارع، أو للشخص الذي يقدِّم لك قهوة الصباح، أو زملاء العمل الذين تُشاركهم المصعد، وانتبه حينئذٍ إلى التأثير الذي سيتركه هذا الأمر في الآخرين.

2. إحصاء نعم الله عليك:

اكتب قائمة بهذه النعم؛ وذلك لأنَّ مجرد التفكير في الجوانب الإيجابية في حياتك سوف يبعدك عن الأفكار السلبية التي تقف في وجه الفكاهة والضحك، كما ينبغي لك بذل مجهود أكبر لإيجاد الفكاهة والضحك في حالات الحزن.

3. البحث عن مصدر الضحك عندما تسمعه:

قد تكون الدعابة أو الضحكة أحياناً كنكتة مشتركة بين مجموعة صغيرة من الأشخاص، لكنَّها عادةً لا تكون كذلك، ففي كثير من الأحيان، يسعد الناس جداً بمشاركة شيء مُسلٍّ، لأنَّه يمنحهم فرصة للضحك مرة أخرى، لذلك عندما تسمع أصوات ضحك، ابحث عنها وأسأل بطريقة لبقة: “هلَّا أضحكتمونا معكم؟”.

4. قضاء وقت مع أناس مرحين وأصحاب دعابة:

هؤلاء هم الأشخاص الذين يضحكون بسهولة على أنفسهم وعلى سخافات الحياة، وهم الذين يجدون الدعابة في الأحداث اليومية، فإنَّ نظرتهم مرحة للأمور وضحكتهم مُعدية، حتى إذا لم تكن تَعُدُّ نفسك شخصاً مرحاً أو تمتلك روح الدعابة، فما يزال في إمكانك البحث عن أشخاص يحبون الضحك وإضحاك الآخرين، وذلك لأنَّ كل ممثل كوميدي يقدِّر وجود جمهور يصغون ويضحكون لما يقوله.

5. إدخال عنصر الدعابة إلى المحادثات:

اسأل الناس: “ما هو أطرف شيء قد حدث لك اليوم أو هذا الأسبوع أو حتى في حياتك؟”.

شاهد أيضاً: 9 فوائد صحية للضحك ستجعلك دائم الابتسامة

 

الضحك المفتعل:

لكن ماذا لو لم تتمكَّن من العثور على أمر مضحك؟ صدِّق أو لا تصدِّق، في إمكانك الضحك دون اختبار حدث مضحك، ويمكن أن تكون محاكاته مفيدة كما الضحك الحقيقي، كما يمكن أن تجعل التمرينات الرياضية أكثر متعة وإنتاجية.

فقد وجدت دراسة أجرتها “جامعة ولاية جورجيا” (Georgia State University) أنَّ محاكاة الضحك في برنامج خاص بالتمرينات الرياضية، قد ساعد على تحسين الصحة النفسية لكبار السن بالإضافة إلى قدرتهم على التحمل، حتى دون وجود سبب واضح للضحك؛ إذ يمكن لسماع الآخرين يضحكون أن يؤدي في كثير من الأحيان إلى ضحكات حقيقية.

لكي تضيف الضحك المُفتعل إلى حياتك الخاصة، ابحث عن مجموعات تجمع بين ممارسة اليوغا والضحك، أو مجموعات “العلاج بالضحك”، أو يمكنك أن تبدأ بالضحك على نكات الآخرين، حتى إن لم تجدها مضحكة، فستشعر أنت والشخص الآخر بالرضى، وسيقرِّبكما هذا الأمر أكثر من بعضكما، ولربما يؤدي ذلك إلى بعض الضحكات العفوية.

إليك بعض النصائح لإنشاء فرص للضحك:

  1. شاهد فيلماً مضحكاً أو عرضاً تلفزيونياً أو مقطع فيديو على منصة “يوتيوب” (YouTube).
  2. ادعُ أصدقاءك أو زملاء العمل إلى نادٍ للكوميديا.
  3. اقرأ قصصاً مضحكة.
  4. ابحث عن أشخاص مضحكين.
  5. شارك الآخرين بنكتة أو قصة مضحكة.
  6. اطلع على قسم الفكاهة في متجر الكتب الموجود في حيك.
  7. استضف أصدقاءك لليلة خاصة باللعب.
  8. العب مع حيوان أليف.
  9. انضم إلى مجموعة تجمع بين ممارسة اليوغا والضحك.
  10. امضِ وقتك مع الأطفال.
  11. افعل أمراً ساذجاً.
  12. خصِّص وقتاً للنشاطات الترفيهية كالبلياردو والبينغ بونغ.

نصائح لتنمية روح الدعابة لديك:

من المكوِّنات الأساسية لتطوير حسِّك الخاص بالدعابة أن تتعلَّم ألا تأخذ نفسك على محمل الجد كثيراً، وأن تعتاد الضحك على أخطائك ونقاط ضعفك؛ إذ نقوم جميعنا بأشياء حمقاء من وقت لآخر، على الرَّغم من رغبتنا وإيماننا الكبير بأنَّنا نفعل خلاف ذلك.

لذلك، تقبَّل عيوبك بدلاً من الشعور بالحرج منها أو محاولة الدفاع عن نفسك، فمع أنَّ بعض الأحداث في الحياة حزينة ولا تؤدي إلى الضحك، فإنَّ معظمها لا يحمل حزناً أو بهجة كلية، بل يحمل مزيجاً من الاثنين، وهذا يمنحك خيار الضحك أو عدمه؛ لذا اختر الضحك كلما استطعت إليه سبيلاً.

إليك هذه النصائح لتكون مرِحاً أكثر:

1. اضحك على نفسك وشارك لحظاتك المحرجة:

فأفضل طريقة للتعامل مع نفسك بطريقة أقل جدية هي التحدث عن الأوقات التي أخذت فيها نفسك على محمل الجد بأسلوب مبالغ فيه.

2. حاول أن تضحك على المواقف بدلاً من أن تتحسَّر عليها:

ابحث عن الفكاهة في الوضع السيئ، واكتشف السخرية والعبثية في الحياة، وحاول عند حدوث شيء سلبي، أن تجعله حكاية فكاهية تجعل الآخرين يضحكون.

3. أحط نفسك بتذكيرات فكاهية لتبتهج:

احتفظ بلعبة على مكتبك أو في سيارتك، أو ضع ملصقاً مضحكاً في مكتبك، أو اختر لحاسوبك شاشة توقف تجعلك تضحك، اصنع إطارات لصور لك ولعائلتك أو لأصدقائك وهم يستمتعون بوقتهم.

4. تذكَّر الأمور المضحكة التي تحدث معك:

إذا حدث شيء ممتع، أو سمعت نكتة، أو قد أعجبتك قصة مضحكة بالفعل، فاكتبها أو أخبرها لشخص ما لمساعدتك على تذكُّرها.

5. لا تُسهِب في الحديث عن السلبيات:

حاول تجنُّب الأشخاص السلبيين، ولا تفكِّر في القصص التي تُعرَض في نشرات الأخبار أو وسائل الترفيه أو المحادثات التي تجعلك حزيناً أو غير سعيد؛ إذ يوجد كثير من الأشياء الخارجة عن إرادتك في الحياة، وبالأخص سلوك الآخرين، ففي حين ترى الآن أنَّ حمل أعباء العالم على كتفيك أمر مثير للإعجاب، فإنَّه سلوك غير واقعي وغير صحي على الأمد الطويل.

6. ابحث عن الطفل الذي بداخلك:

انتبه للأطفال وحاول تقليدهم، فهم خبراء في اللعب والتعامل مع الحياة بخفة والضحك على أسهل الأمور.

7. تعامل مع القلق:

يمكن أن يكون التوتر عقبة رئيسة أمام الفكاهة والضحك، لذلك من الهام إبقاء مستويات توترك تحت السيطرة؛ إذ يُعدُّ تذكُّر إحدى الذكريات المفضَّلة التي تجعلك تبتسم دائماً أحد الأساليب الرائعة لتخفيف التوتر؛ كشيء فعله أطفالك مثلاً، أو أمر مضحك أخبرك به أحد الأصدقاء.

شاهد أيضاً: 9 فوائد للمرح في العمل

 

8. لا تمض يوماً دون أن تضحك:

فكِّر في الأمر على أنَّه تمرين، وابذل مجهوداً واعياً للعثور على شيء يجعلك تضحك يومياً، خصِّص 10 إلى 15 دقيقة لتفعل شيئاً يُسلِّيك، وكلما ازداد اعتيادك على الضحك كل يوم، قلَّ الجهد الذي تبذله تجاه الأمر.

استخدام الفكاهة للتغلب على التحديات وتحسين حياتك:

تجعل القدرة على الضحك واللعب والمرح الحياة ممتعة، وتساعدك على حل المشكلات والتواصل مع الآخرين والتفكير بأسلوب إبداعي أكثر أيضاً؛ إذ يجد الأشخاص الذين يعتمدون الفكاهة واللهو في حياتهم اليومية أنَّها تجدِّدهم وتجدِّد جميع علاقاتهم.

تجلب الحياة التحديات، فإمَّا أن تمتصَّ كل طاقتك، أو أن تثير خيالك، فعندما تصبح أنت المشكلة وتتصرف بجديَّةٍ مبالغٍ فيها، قد يصبح من الصعب عليك التفكير خارج الأُطر النمطية وإيجاد حلول جديدة، لكن عندما تتحايل على المشكلة، ستتمكَّن غالباً من تحويلها إلى فرصة للتعلم الإبداعي.

يبدو أنَّ التحايل على المشكلات يحدث طبيعياً مع الأطفال، فهم يحوِّلون مشكلاتهم إلى لعبة عندما يكونوا مرتبكين أو خائفين، وهذا يمنحهم إحساساً بالتحكم بالأمور وفرصة لتجربة حلول جديدة.

فيما يأتي مثالان لأشخاص تعاملوا مع المشكلات اليومية وحوَّلوها لمصلحتهم من خلال اتباع طريقة الضحك واللعب:

  1. كان رجل الأعمال الذي اقترب من التقاعد “روي” (Roy) متحمِّساً لأنَّه قد أصبح لديه أخيراً الوقت الكافي لممارسة رياضته المفضلة “الجولف”، لكنَّه كلما أصبح يلعب أكثر، قل استمتاعه، ومع أنَّ طريقة لعبه قد تحسَّنت جداً، فإنَّه كان يغضب من نفسه كثيراً بعد كل خطأ يرتكبه؛ إذ أدرك “روي” بحكمته أنَّ رفاقه في لعبة “الجولف” هم من أثَّروا في سلوكه، لذلك توقف عن اللعب مع الأشخاص الذين أخذوا اللعبة على محمل الجد.

    وعندما بدأ يلعب مع الأصدقاء الذين يركِّزون على الاستمتاع أكثر من التركيز على النتائج، أصبح أقل انتقاداً لنفسه، والآن يبدو لعب “الجولف” ممتعاً كما كان يتصوره “روي”؛ إذ أصبح لديه نظرة أكثر إشراقاً للأمور، والتي قد اكتسبها من رفاقه وامتدت من اللعبة لتشمل أجزاء أخرى من حياته.

  2. كانت “جين” (Jane) تعمل من المنزل في تصميم بطاقات التهنئة، وهي وظيفة تحبها، لكنَّها شعرت لاحقاً أنَّها أصبحت روتينية، وقد كان هناك فتاتان صغيرتان تحبان الرسم والتلوين وتعيشان في البيت المجاور، فدعت “جين” الفتاتين للعب بكل لوازمها الفنية، واكتفت في البداية بمشاهدتهما، لكنَّها انضمَّت لهما فيما بعد؛ إذ غيَّر الضحك والتلوين واللعب مع الفتاتين الصغيرات حياة “جين”، ولم يقتصر الأمر على إنهاء شعورها بالوحدة والملل فحسب، بل أثار خيالها وساعدها على ازدهار أعمالها الفنية، والأفضل من ذلك كله، أنَّه أعاد إحياء المرح في علاقة “جين” بزوجها.

في الختام:

عندما تضيف الضحك والفكاهة واللعب إلى حياتك، سيزدهر إبداعك وستتاح أمامك يومياً فرصاً جديدة للضحك مع الأصدقاء وزملاء العمل والمعارف والأحباء، كما يمكِّنك الضحك من النظر إلى العالم بطريقة أكثر استرخاء وإيجابية وبهجة.

المصدر


اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading