الثقافة الصحية

متلازمة الشخص المتيبِّس التي أصابت “سيلين ديون”


لقد صرَّحت المغنية بأنَّ المرض يعطلها عن أداء أعمالها وإكمال جولاتها الغنائية في أوروبا، فتُسبِّبُ المتلازمة لها تيبساً في العضلات، وصعوبات في المشي والتوازن، إضافةً إلى مشكلات في التنفس تمنعها عن الغناء، فإذا أردت معرفة المزيد عن متلازمة الشخص المُتيبِّس التي أصابت المغنية “سيلين ديون” تابع القراءة.

ما هي متلازمة الشخص المُتيبِّس؟

تُسمَّى متلازمة الشخص المُتيبِّس أيضاً بمتلازمة الرجل الصلب، وهي مرض عصبي نادر جداً، ويحدث نتيجة الإصابة بها تشنجات مؤلمة مع تيبس وتضخم في العضلات يتطور تدريجياً ويتفاقم مع الوقت بدءاً من عضلات الجذع والبطن، حتى تصل في النهاية إلى العضلات في جميع أنحاء الجسم، بحيث تؤثر في حركة الجسم وتسبب له مشكلات في أداء نشاطاته اليومية.

غالباً ما تصيب متلازمة الشخص المُتيبِّس الأشخاص المصابين بالنوع الأول من مرض السكري، أو الأشخاص الذين يعانون اضطرابات المناعة الذاتية مثل التهاب الغدة الدرقية، أو الأشخاص المصابين بأنواع محددة من السرطان مثل سرطان الثدي وسرطان الكلية والرئة وسرطان الكولون والغدة الدرقية.

تهاجم هذه المتلازمة على نحو رئيسٍ الدماغَ والجهازَ العصبيَّ المركزيَّ للإنسان، وتؤثر في الاتصال القائم بين الأعصاب والعضلات؛ لذلك تتشابه أعراضها مع أعراض اضطرابات الموصل العصبي العضلي.

تصاب النساء بمتلازمة الشخص المُتيبِّس التي أصابت المغنية “سيلين ديون” أكثر من الرجال، ويمكن أن يُصاب بها الأشخاص على اختلاف المراحل العمرية؛ لكنَّها عادة ما تظهر عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و60 عاماً، ويقول أحد أطباء الأعصاب إنَّ معظم أطباء الأعصاب لم تمر عليهم أكثر من حالة أو حالتين خلال تاريخ عملهم، فتصيب هذه المتلازمة شخص واحد من كل مليون شخص.

أسباب متلازمة الشخص المُتيبِّس:

تختلف الأسباب وراء الإصابة بهذه المتلازمة؛ فقد يرجع سبب الإصابة إلى:

  • تفاعل مناعي ذات: يقوم الجسم بإنتاج أضداد تهاجم الأنسجة الخاصة بدلاً من مهاجمة الأجسام الغريبة، فتُهاجَم في هذه المتلازمة الخلايا العصبية الموجودة في الحبل الشوكي، والمسؤولة عن حركة العضلات، ويتشارك جميع المصابين بمتلازمة الشخص المُتيبِّس بمهاجمة الأجسام المضادة لإنزيم نازعة كربوكسيل حمض الغلوتاميك.

هذا الإنزيم مسؤول عن ضبط مقدار التنبيه من الأعصاب إلى العضلات ليمنع الأعصاب من فرط تنبيه العضلات، وفي حال أُنتِجَت كمية أقل، كما يحدث عند الإصابة بهذه المتلازمة تقوم الأعصاب بزيادة تنبيه العضلات؛ ونتيجة هذا الفرط في التنبيه تصبح هذه الأعصاب مُتيبِّسة ومشدودة.

  • يقول بعض العلماء أيضاً إنَّ السبب في الإصابة يرجع إلى عدم قدرة المصاب على تكوين إحدى الهرمونات التي عليها أن توجد في الدماغ وتسمى “كاب”، وتُعَدُّ هذه الهرمونات مسؤولة عن ضبط تحفيز الخلايا العصبية، وفي حال عدم القدرة على تكوينها يعجز المصاب عن وقف تحفيز الخلايا العصبية، ومن ثمَّ تيبس العضلات.
  • في بعض الأحيان يبقى سبب الإصابة بمتلازمة الشخص المُتيبِّس غامضاً غير معروف.

أعراض الإصابة بمتلازمة الشخص المُتيبِّس:

يشك الأطباء بإصابة الشخص بمتلازمة الشخص المُتيبِّس من خلال مجموعة من الأعراض التي تصيبه، ولكن لا يُحسَم أمر الإصابة حتى يُجرى تخطيط لفحص كهربية العضل والقيام باختبارات دموية حتى يتم التأكد، ومن الأعراض التي تظهر على المريض:

  • تتصلب عضلات الجذع والبطن وتتضخم تدريجياً، ويصل هذا مع الوقت إلى كل عضلات الجسم، علماً أنَّ عضلات الذراعين والساقين تتأثر بصورة أقل من باقي العضلات في بداية الإصابة، كما أنَّ التصلب قد يأتي ويختفي، ومن الجدير بالذكر أنَّ التيبس قد يصل إلى الوجه فتتأثر قدرة الشخص في التحدث والمضغ.
  • في حال تفاقم المرض – وهذا ما يجري في الحقيقة عادةً – يصل التيبس ليشمل كل أنحاء جسم الإنسان فيحدث عجز لدى المريض.
  • تشنجات عضلية شديدة في الذراعين والساقين، وقد تصل حدة هذه التشنجات في بعض الأحيان إلى درجة حدوث كسر في العظم أو خلع المعصم، وقد تحدث هذه التشنجات دون محفز وبصورة عشوائية، وقد تحدث نتيجة محفزات مثل: البرد، والضجيج، والتوتر، والضغوطات، ومن الممكن أن تستمر هذه التشنجات ساعات حتى تعود العضلات إلى الاسترخاء تدريجياً بعد زوال المحفز.
  • قد تحدث تغييرات في شكل هيكل الجسم؛ كانحناء الظهر مثلاً.
  • صعوبات المشي والحركة التي تحدث بسبب تيبس العضلات قد تؤدي أيضاً إلى السقوط عند الوقوف أو عند المشي.
  • تسبب متلازمة الشخص المُتيبِّس أيضاً صعوبات في التنفس، فتتأثر عضلات الجهاز التنفسي، وهذا ما قد يهدد الحياة بعض الأحيان.
  • إضافةً إلى الأعراض السابق فمن الطبيعي جداً أن ترافق مشكلات نفسية كالقلق والخوف الدائم من حدوث التشنجات في أماكن غير مناسبة كالأماكن العامة إضافة إلى الاكتئاب، ويقول الدكتور “سكوت نيوسوم”: “العديد من المرضى إن لم يكن جميعهم لديهم قلق مرتبط بالمرض، وهذا القلق يتغذى على الأمراض الجسدية التي يمكن أن يصاب بها الناس”.

بعد قراءة الأعراض المصاحبة لمتلازمة الشخص المُتيبِّس أصبح واضحاً السبب وراء إعلان المغنية “سيلين ديون” عدم قدرتها على الغناء مرة أخرى وإلغائها كافة الحفلات التي كان من المقرر القيام بها، ويرجع هذا لإصابتها بمتلازمة الشخص المُتيبِّس، وقد أعلنت عن إصابتها بهذا المرض من خلال فيديو نشرته على صفحتها الرسمية على إنستغرام، وقد أكدت معاناتها من تقلصات العضلات وصعوبات في المشي والتنفس.

شاهد بالفيديو: كيف تحافظ على صحتك مدى الحياة؟

 

تشخيص الإصابة بمتلازمة الشخص المُتيبِّس وعلاجها:

كما ذكرنا سابقاً لا يكفي ظهور الأعراض حتى يُحسَم أمر الإصابة، حتى إنَّ عملية تشخيص المتلازمة وتحديد العلاج المناسب له كما نشر موقع “سي إن إن” يحتاج إلى سنوات؛ لذلك لا بدَّ من إجراء العديد من الخطوات، فلا بدَّ من معرفة التاريخ الطبي للمريض، وإجراء اختبارات للتأكد من التشخيص، فيُبحَث في الاختبارات الدموية عن الأضداد التي ذكرنا وجودها عن المصابين بهذه المتلازمة، كما يُصوَّر أيضاً بالرنين المغناطيسي؛ بهدف استبعاد الحالات الأخرى المسببة لتشنج العضلات وتصلبها، وإضافة إلى تلك الاختبارات تُجرى اختبارات للكشف عن أمراض المناعة الذاتية.

علاج متلازمة الشخص المُتيبِّس:

لا يوجد علاج نهائي للمصاب بهذه المتلازمة، وحقيقة يُرَكَّز في العلاج على التخفيف من حدة الأعراض فقط، وحتى يتمكن المريض من الحياة بصورة طبيعية قدر الإمكان، ويستخدم لذلك:

  • “الديازيبام” وهو دواء مهدئ ويستخدم للتخفيف من شدة تيبس العضلات وفي سبيل إرخائها، ويمكن استخدام أي مرخٍ عضليٍّ آخر في حال لم يكن الديازيبام فعالاً.
  • الغلوبولين المناعي: وهو عبارة عن محلول فيه كثير من الأضداد المختلفة التي جُمِعَت من متبرعين، ويُعطى هذا المحلول للمصاب بالوريد، ويعمل على تخفيف شدة الأعراض لمدة تصل إلى عام.
  • تبادل البلازما: وهي آلية تُرشَّح فيها المواد السامة والأضداد الشاذة من الدم.
  • يُستخدم أيضاً للعلاج مثبطات المناعة بقصد التخفيف من الأعراض وتقليل حساسية الشخص للمحفزات.
  • قد يوصف إلى جانب الأدوية السابقة مسكنات للألم ومضادات الاكتئاب للتخفيف من الأعراض النفسية المصاحبة للمرض.
  • زراعة الخلايا الجذعية هي إحدى الحلول العلاجية التي ما زالت قيد التجربة حتى الآن.
  • من الهام أيضاً وإلى جانب الأدوية السابقة التزام الشخص المصاب بالقيام بالتمرينات الرياضية كتمرينات البطن وأسفل الظهر، فيهدف هذا العلاج الطبيعي إلى تخفيف تشنج العضلات وتحسين الحركة ومنع السقوط وتخفيف الألم.

قد يتساءل كثيرون إلى أي درجة من الخطورة قد يصل الشخص المصاب بمتلازمة الشخص المُتيبِّس، وحقيقة توجد عدة مضاعفات ناتجة عن الإصابة بهذه المتلازمة، ومنها: التعرض لإصابات خطيرة نتيجة السقوط غير المتوقع الذي قد يحدث أحياناً في أماكن خطرة، التشوهات التي قد تحدث لهيكل الجسم وقوامه، والنوبات القلبية، والرهاب.

طرائق للتعايش مع متلازمة الشخص المُتيبِّس:

الشفاء الكامل من متلازمة الشخص المُتيبِّس غير ممكن كما ذكرنا، ولكن معظم الحالات تستجيب للعلاج، وهذا يعتمد طبعاً على التزام الشخص بخطة العلاج، وعلى الرغم من ذلك قد يعاني الشخص صعوباتٍ في المشي، ولكن في حال الإهمال وعدم العلاج قد تحدث إعاقة كاملة.

سنقدم لكم فيما يأتي مجموعة من الطرائق المساعدة للتعايش مع هذه المتلازمة وبأقل الأخطار:

  • عدم إهمال تناول الأدوية؛ بل على المصاب التزام خطة العلاج وتناول الأدوية وفقاً لتعليمات الطبيب.
  • اتباع طرائق العلاج الطبيعي المصاحب للعلاج الدوائي الذي يعتمد بصورة رئيسة القيام بتمرينات لتحسين قوة العضلات، والحفاظ على هيكل الجسم.
  • عدم المكابرة؛ ففي حال شعر المريض بمتلازمة الشخص المُتيبِّس بإرهاق نفسي وضغوطات، لا بدَّ من مراجعة الطبيب والحصول على المساعدة التي يحتاج إليها للتخفيف من حدة هذه الضغوطات ومن الخوف والقلق التي يحس بها.

في الختام:

على الرغم من خطورة متلازمة الشخص المُتيبِّس وصعوبة الأعراض المصاحبة للمرض، لكنَّ السيطرة على الأعراض وعلى حدتها أمر ممكن، وهذا يتطلب من المريض أن يكون واعياً وقادراً على الالتزام بخطة العلاج التي وصفها الطبيب، ولكن للأسف ففي وضع كالمغنية “سيلين ديون” أصبح أمر عودتها إلى الغناء صعباً جداً؛ وذلك بسبب تأثُّر حبالها الصوتية.


اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading