الثقافة الصحية

5 أسباب للإقلاع عن المشروبات الغازية و7 نصائح لمساعدتك في ذلك


5 أضرار ينطوي عليها احتساء المشروبات الغازية:

1. احتواؤها على نسبة عالية من السكر:

تحتوي المشروبات الغازية على نسبة عالية جداً من السكر، فتصل نسبة السكر في كل علبة كوكاكولا ذات حجم 355 مل إلى 140 سعرة حرارية مصدرها السكر، وفي حال كنت تعتقد أنَّ هذه الكمية قليلة فإليك كم تعادل في الواقع:

  1. تحتوي كل 335 مل من الكوكاكولا على 9.5 مكعب سكر، وهي كمية كبيرة جداً إذا علمنا أنَّ مكعبي سكَّر أكثر من كافية لجعل كوب القهوة حلو المذاق.
  2. يحتوي كل 28 مل تقريباً من مشروب ماونتن ديو (Mountain Dew) على زيادة في الكافيين بمعدَّل 40% وزيادة في السكر بمعدَّل 15% مقارنةً بمثيلتها من علَب كوكاكولا.

وفقاً لمؤسَّسة “ذا أميركان هارت أسوسيشين” (American Heart Association)، يجب ألَّا يتجاوز المرء في تناول السكريات المضافة بغرض التحلية مقدار 100 سعرة حرارية يومياً للنساء (ما يعادل 6 ملاعق صغيرة، علماً أنَّ كلَّ مكعب سكر يساوي ملعقة صغيرة)، و150 سعرة حرارية بالنسبة إلى الرجال (أي 9 ملاعق صغيرة).

المقصود بالسكر المضاف أي السكُّر الذي يُضاف إلى الطعام أو الشراب بغرض التحلية، ومن الواضح أنَّ المرأة تتجاوز هذه الحصة عند تناول علبة كوكاكولا واحدة، ويحصل الرجل تقريباً على كامل هذه الحصة بتناول هذا المقدار.

ما يحدث أنَّ احتساء المشروبات الغازية يؤدي سريعاً إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، والتي تتحول فوراً إلى دهون ما لم تُحرَق السعرات الحرارية الناتجة عن تناولها، وبخلاف السكريات الموجودة في الفاكهة، يتميَّز السكر الموجود في المشروبات الغازية بأنَّه سكر مكرَّر، ناهيك عن أنَّ هذه المشروبات تفتقر للألياف الموجودة في الفاكهة، والتي تقلِّل معدَّل امتصاص العناصر الأخرى؛ ما يعني أنَّه لا يمكن مقارنة ما يحدثه احتساء المشروبات الغازية من ارتفاع مفاجئ في جلوكوز الدم، مع تأثير تناول الفاكهة التي تبطِّئ عملية امتصاص السكريات وتحافظ على استقرار نسبة “الجلوكوز” في الدم.

يزيد تناول كمية كبيرة من السكر بهذه الطريقة (مثل تناول علبة من المشروبات الغازية يومياً)، بمرور الوقت من خطر الإصابة بعددٍ من الأمراض، مثل السمنة، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وتضاؤل حجم الدماغ، وضعف الذاكرة، ومرض السكري من النوع 2 وتلف الأوعية الدموية، والسرطان.

2. زيادة خطر الإصابة بالأمراض:

تبدو إعلانات المشروبات الغازية جذابة جداً، خاصةً مع رؤية المشاهير يشربون هذه المُنتجات بسرور في هذه الإعلانات، وما لا ندركه أنَّ هذه الشركات العملاقة تنفق مليارات الدولارات سنوياً لجذب اهتمام المستهلك، وتستعين شركات مثل “بيبسي”، و”كوكاكولا” بفرَق كبيرة من المديرين التنفيذيين الذين تقتصر مهمَّتهم على الحملات الإعلانية، وابتكار وسائل دعائية لاستقطاب مزيد من المستهلكين، مع استغلال العامل النفسي بطريقة تجعلك تعتقد أنَّ الشركة تصنِّع منتجاتها لأنَّك أنت من يرغب باستهلاكها، والهدف من هذا الأسلوب الإعلاني هو صرف انتباهنا عن حقيقة أنَّ المشروبات الغازية لا تعدو في نهاية المطاف أكثر من كونها ماءً مليئاً بالسكر وكثير من المواد الكيميائية والتي يؤدِّي بعض منها إلى إفراط في إفرازات المعدة، وزيادة شدة نوبات الربو، والقرحة المعدية، وزيادة معدل ضربات القلب، وإليك بعض الدراسات وما توصَّلت إليه من علاقة بين زيادة خطر بعض الأمراض واحتساء المشروبات الغازية.

الأمراض المتعلقة باحتساء المشروبات الغازية:

  1. يرتفع خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني لدى الأشخاص الذين يحتسون علبة أو أكثر من المشروبات الغازية يومياً بنسبة 26%.
  2. وجدت دراسة تابعت 40 ألف رجل على مدى عشرين عاماً أنَّ أولئك الذين احتسوا في المتوسط علبة يومياً من المشروبات الغازية كانوا أكثر عرضة بنسبة 20% للإصابة بنوبة قلبية أو الوفاة بسبب ذلك مقارنةً مع الرجال الذين نادراً ما يستهلكون هذه المشروبات، ووجدت دراسة مشابهة أُجريت على النساء أنَّ ثمة رابطاً بين احتساء المشروبات الغازية وأمراض القلب.
  3. وجدت دراسة تابعت 80 ألف امرأة على مدار 22 عاماً أنَّ النساء اللاتي احتسين علبة من المشروبات الغازية، أو أكثر يومياً كنَّ أكثر عرضة للإصابة بداء النقرس بنسبة 75% من النساء اللاتي نادراً ما تناولن هذه المشروبات، ووجد الباحثون أنَّ نسبة الخطر للإصابة بهذا المرض لدى الرجال ارتفعت أيضاً للسبب نفسه.
  4. جدير بالذكر أنَّ جميع هذه الدراسات نشرتها كلية “هارفارد” للصحة العامة (Harvard School of Public Health)، أمَّا إذا كنت تعتقد أنَّ المشروبات الغازية المُحلَّاة ببدائل السكر (مشروبات الدايت) أقل ضرراً، فإليك بعض الدراسات التي ستجعلك تغيِّر وجهة نظرك:
  5. وجد الباحثون أنَّ احتساء المشروبات الغازية المُحلَّاة ببدائل السكر يومياً يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف، والسكتة الدماغية بمقدار 3 أضعاف.
  6. وجد الباحثون في دراسة أُجريت عام 2013 على الفئران، أنَّ الفئران التي استهلكت المشروبات الغازية المُحلَّاة ببدائل السكر عانت من تقلُّص وتراجع في حجم الخلايا العصبية أكثر من الفئران التي استهلكت المشروبات الغازية العادية، وغالباً ما تُستخدم الفئران في الأبحاث الطبية لأنَّ خصائصها الجينية تشبه إلى حدٍّ كبير الخصائص الجينية لدى البشر.
  7. ارتبط الاستهلاك اليومي للمشروبات الغازية المُحلَّاة ببدائل السكر بزيادة خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي بنسبة 36%، وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 67%، وذلك وفق دراسة امتدت 8 أعوام.
  8. وجدت دراسة أُجريت على 59334 امرأة حامل وجود صلة بين احتساء المشروبات الغازية المحلاة صناعياً، وزيادة خطر الولادة المبكِّرة، في حين لم تجد الدراسة علاقة بين الحالة الصحية المذكورة آنفاً واحتساء المشروبات الغازية العادية.

ليس من قبيل الصدفة أن يتزامن ارتفاع نسبة الإصابة بالسمنة، وغيرها من الأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية (USA) مع بدء استهلاك الأمريكيين للمشروبات الغازية، والوجبات السريعة.

3. تآكل الأسنان:

لا تضِّر المشروبات الغازية ببياض الأسنان فحسب، بل تُلحق ضرراً بمينا الأسنان أكبر بـ 10 أضعاف من الضرر الذي تسبِّبه عصائر الفاكهة؛ وذلك خلال أول 3 دقائق من تناول المشروب الغازي، وهذه نتائج تجربة وُضِعت فيها مادة مينا الأسنان في عدد من المشروبات الغازية، من ضمنها “كوكاكولا”، وقد بدأت مينا الأسنان بالتآكل لتفقد 5% من حجمها في نهاية التجربة، والسبب الكيميائي أنَّ النسبة العالية للحموضة التي تتراوح في المشروبات الغازية بين 4 إلى 2 على مقياس الأس الهيدروجيني تتفاعل مع مينا الأسنان وتفسدها، ويوجد عددٌ من الفيديوهات على الإنترنت التي تبيِّن ما يحدث لمينا الأسنان بعد نقعها في علبة “كوكاكولا”، ومشروبات غازية أُخرى، ويوجد فيديو يبيِّن كيف تتآكل قشرة البيض كلياً بعد نقعها لمدة عام واحد في مشروب غازي، مع العلم أنَّ قشرة البيض تشبه في تكوينها مينا الأسنان.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح رائعة للحفاظ على صحة الأسنان وبياضها

 

4. الإصابة بالأرق واضطرابات النوم:

تحتوي المشروبات الغازية بكافة أنواعها على الكافيين، وهي مادة لها تأثير في الجهاز العصبي، والمقصود بذلك أنَّها تؤثِّر في جهازنا العصبي المركزي، وتغيِّر وظائف الدماغ، وهذا يؤدي إلى تغييرات في وظائف الإدراك والمزاج والسلوك.

تتضارب المعلومات بشأن “الكافيين”، ولكن ما أجمع عليه العلماء أنَّ الكافيين يؤثِّر سلباً في النوم، ويمنعنا “الكافيين” من الشعور بالنعاس لأنَّه يؤثِّر في هرمون النوم المعروف بالميلاتونين، وهرمونات أخرى مثل السيراتونين، كما يمنع مستقبلات الأدينوزين من الارتباط، وهذا يحرمك من النوم العميق، وإليك بعض الحقائق المرتبطة بالكافيين على هذا الصعيد:

  1. يتمثَّل الضرر الأكبر للكافيين على الأمد الطويل في تأثيره سلباً في النوم، خاصةً أنَّها مادة تؤثِّر في كفاءة استقبال الأدينوزين وهو ناقل عصبي هام للنوم العميق.
  2. يبلغ نصف عمر الكافيين في الجسم قرابة 6 ساعات، ما يعني أنَّك إذا تناولت كوباً من القهوة يحتوي 200 ملغ من الكافيين في الساعة الـ 3 ظهراً، فإنَّك تصل إلى الساعة الـ 9 مساءً وما يزال ما يقرب من 100 ملغ من الكافيين في جسمك، ورغم أنَّك قد تتمكَّن من النوم، إلا أنَّك لن تحصل على فوائد النوم بالكامل لأنَّك لن تنام بعمق.

يلجأ بعضهم إلى شرب “الكافيين” عمداً كي يبقوا مستيقظين، لكن ما يجهلونه أنَّ هذا التأثير المنشِّط مؤقت، وهذا يعني أنَّك ستصاب بإرهاق شديد ما إن يزول تأثير “الكافيين” وقد يستمر هذا الشعور لعدة ساعات، وما يحدث أنَّ الاعتماد الدائم على المشروبات التي تحتوي الكافيين، مثل المشروبات الغازية أو القهوة للحصول على النشاط يتحول تدريجياً إلى إدمان، ويصبح الشخص عاجزاً عن الشعور بالنشاط والتركيز دون هذه المشروبات بدل أن يعتمد على قدرة جسده الطبيعي؛ لذا ضع في حسبانك أنَّ الإرهاق والخمول وتعكُّر المزاج الذي تشعر به بعد زوال تأثير “الكافيين” يفوق أضعاف ما تشعر به من نشاط وتركيز وتحسُّن في المزاج عند تناول هذه المادة.

5. زيادة الوزن:

يحتوي كل 330 مل من المشروبات الغازية على 140 سعرة حرارية، وهذا يعني 4200 سعرة حرارية شهرياً إذا استهلكت عبوة من المشروبات الغازية يومياً، وستجد بحساب بسيط أنَّك تكسب زيادة في الوزن مقدارها نصف كيلوغرام تقريباً في الشهر، في حال مُثِّلَت هذه السعرات الحرارية بالكامل، ولا يحدث تمثيل غذائي لكامل حصتنا من السعرات الحرارية، لذلك من غير المُحتمل أن تستمر في اكتساب الوزن اكتساباً مضطرداً بسبب احتساء المشروبات الغازية، لكن المؤكَّد أنَّك تكتسب وزناً زائداً عند احتساء هذه المشروبات بخلاف غيرها من الخيارات الصحية، ذات السعرات الحرارية المنخفضة.

بخلاف الاعتقاد الشائع، فإنَّ المشروبات الغازية المُحلَّاة ببدائل السكر تؤثِّر سلباً في عملية إنقاص الوزن، وأظهرت الأبحاث التي أجراها مركز العلوم الصحية بجامعة “تكساس” (Texas University) أنَّ الأشخاص الذين شربوا عبوتين أو أكثر من المشروبات الغازية المُحلَّاة ببدائل السكر، عانوا من زيادة في حجم الخصر بمقدار 6 أضعاف مقارنةً بأقرانهم، وعلى الرغم من عدم معرفة السبب المباشر لهذه النتيجة، إلَّا أنَّ إحدى النظريات تقترح أنَّ أجسامنا تتوق لتناول السكر الحقيقي بعد جرعة من بدائل السكر، وهذا يعني ازدياد الشهية والرغبة بتناول مزيد من الطعام، ومن ثم زيادة في الوزن.

7 نصائح للمساعدة على الإقلاع عن احتساء المشروبات الغازية:

إليك 7 نصائح فعالة جداً للإقلاع عن احتساء المشروبات الغازية:

1. حدِّد السبب الأساسي الذي يدفعك للإقلاع عن احتساء المشروبات الغازية:

تحتاج كي تحقِّق أي هدف إلى سبب وجيه يمنحك الحافز، ويمكن أن يكون دافعك الأساسي هو إنقاص الوزن، أو الحصول على صحة جيدة، وتذكَّر دافعك أياً يكن كي تبقى متحمِّساً للإقلاع عن هذه العادة.

2. تخلَّص من المشروبات الغازية في منزلك:

تريد إنقاص وزنك؟ أو تحسين صحتك؟ فتخلَّص فوراً من المشروبات الغازية الموجودة في ثلاجتك، وقد تعتقد أنَّك تهدر أموالك بهذه الطريقة، لكنَّ صحَّتك تستحق في الواقع هذه “التضحية”.

3. تناوَلْ مشروبات بديلة صحية:

استبدِلْ المشروبات الغازية بأي بديل آخر صحي، مثل الماء العادي، أو الشاي الأخضر، أو عصائر الفاكهة الطازجة وجميعها خيارات رائعة وصحية، فإذا كنت في مطعم، اطلب مياهاً معدنية ولكن حاول ألَّا تستبدل المشروب الغازي بالقهوة، فهو أيضاً مشروب غير صحي نظراً لاحتوائه على نسبة “كافيين” مرتفعة.

4. تتبَّع مقدار ما تستهلكه من المشروبات الغازية وخفِّض الكمية تدريجياً:

سجِّل الأوقات التي تحتسي فيها المشروبات الغازية، ثم خفِّض مقدار ما تتناوله إلى النصف طوال الأسبوع الأول، فتُقلع نهائياً عن احتساء المشروبات الغازية في نهاية الأسبوع الثاني.

5. احتفِظْ بزجاجة ماء معك على الدوام:

الماء العادي مجاني وصحي وخالٍ من السعرات الحرارية، لذلك من الأفضل أن يكون في حوزتك زجاجة ماء دائماً كي لا يدفعك الشعور بالعطش لشراء المشروبات الغازية.

6. احصَلْ على قسط كافٍ من النوم:

ذلك حتى لا تلجأ إلى “الكافيين” الموجود في المشروبات الغازية للشعور بالنشاط والتركيز.

7. تحلَّ بالصبر:

قد تعاني من بعض الأعراض عندما تبدأ بالإقلاع عن احتساء المشروبات الغازية، وتعتمد حدَّة الأعراض على مقدار ما كنت تتناوله يومياً، فقد تشعر بدايةً بالتململ أو القلق أو الرغبة الشديدة بتناول مشروب غازي مرة أخرى؛ لذا حافظ على عزيمتك لأنَّ هذه الأعراض ستختفي بعد بضعة أيام.

في الختام:

“ليس كل ما يلمع ذهباً”، وهي مقولة صحيحة جداً عندما يتعلَّق الأمر بصحتنا؛ بل في الواقع غالباً ما تكون الأشياء ذات المذاق الحلو أكثر الأشياء ضرراً، وستتمتَّع بعد أن تقلع عن احتساء المشروبات الغازية، بصحة أفضل بكثير، وهي نتيجة تستحقُّ منك تطبيق النصائح المذكورة في هذا المقال. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى