تاريخ الشوكولاته الداكنة:
اكتُشِفَت الشوكولاته الداكنة وتم تناولها منذ أكثر من 1900 سنة قبل الميلاد، وكان اكتشافها والتعامل بها على أساس طقس ديني، ليتم استخدامها فيما بعد لأغراض طبية، لتتحول إلى صناعة عالمية ذات مردود مالي كبير.
بعد اكتشاف شعوب المايا للكاكاو واستخدامه بوصفه مشروباً لهم، احتل شعب الآزتيك أراضي المايا واستخدموا الكاكاو بوصفه عملة بينهم، ومع مرور العديد من السنوات وانتقال بذور الكاكاو لعدة شعوب، فتح الفرنسي أنطوان بروتوس منشأة لإنتاج الشوكولاته ولكن لأغراض طبية، ليفتتح فرانسو لويس فيما بعد أول مصنع للشوكولاته في العالم في سويسرا.
أما أول لوح شوكولاته في العالم كان من صنع جوزيف فراي وابنه، من خلال خلطهم لزبدة الكاكاو في الشوكولاته وإضافة السكر إليها لتصبح فيما بعد عجينة يمكن تشكيلها.
1. أصول الكاكاو:
موطن الكاكاو الأصلي أمريكا الجنوبية، وبالتحديد في المناطق الإستوائية التي تتميز بأوراقها العريضة والتي تشبه أوراق شجرة اللوز، ويصل ارتفاعها لما يقارب 7,5 متر.
عند اكتشاف الكاكاو لأول مرة من قبل شعوب المايا والآزتك عصروا بذوره وطحنوه ليصبح شراباً فيما بعد، إضافة إلى أنَّ هذه الشعوب لم تكن تشربه دون إضافة، فكانت البهارات الحارة أساسية في الشراب.
كان الكاكاو يشكل لدى شعوب المايا دوراً أساسياً في حياتهم ومماتهم، فكانوا يضعون في قبور موتاهم وعاء مملوءاً بالكاكاو؛ لاعتقادهم أنَّه سيجعلهم سعداء في عالمهم الآخر.
2. تطور صناعة الشوكولاته:
تطوَّرَت صناعة الشوكولاته على مر العصور منذ اكتشاف الكاكاو على أيدي شعوب المايا وصولاً إلى يومنا هذا، وشهدت تحولاً كبيراً في عام 1828، فاخترع الكيميائي كونراد فان ذو الجنسية الهولندية معصرة للكاكاو، من خلال استخراج زبدته ليحصل على مسحوق من الشوكولاته المجففة، ومن هنا تمت إزالة حكرها على الأغنياء، لتصبح ذات سعر قليل، لتأتي بعدها فكرة إنتاج الشوكولاته الصلبة بعد أن كانت مشروباً فقط.
ما هي الشوكولاته الداكنة؟
الشوكولاته الداكنة نوع من الشوكولاته ولكنَّها تحتوي على نسبة عالية من مسحوق الكاكاو يصل إلى ما يقارب 70_85%، إضافة إلى احتوائها على كمية قليلة من السكر، الذي يجعل طعمها مراً بعض الشيء، كما عُرِف أنَّ الشوكولاته الداكنة من أكثر الأنواع فائدة؛ لاحتوائها على كميات مناسبة من الألياف المحمولة بالمعادن كالحديد والمغنيسيوم والنحاس.
1. المكونات الرئيسة:
يدخل ضمن المكونات الأساسية للشوكولاته الداكنة:
مع الأخذ في الحسبان عدم وجود أي إضافة لمكون آخر يدخل في مكونات باقي الأنواع كالحليب أو الزبدة أو السكر.
2. الفروق بين الشوكولاته الداكنة وأنواع الشوكولاته الأخرى:
تحتوي الشوكولاته الداكنة على ما يقارب 70_85% من الكاكاو، وهذا يجعلها تحتوي على مستوى عالٍ من مضادات الأكسدة التي تساعد الفرد على حمايته من أمراض القلب أو السرطان.
أما أي نوع آخر من الشوكولاته، فيحتوي على مزيج من الكاكاو والحليب والسكر والزبدة، وهذا يجعل نسبة الكاكاو أقل فيها، ومن ثم ينخفض مستوى مضاد الأكسدة، ولكن مع الانتباه إلى أنَّ هذه الأنواع تحتوي على معادن الكالسيوم والفوسفور وتعد غذاء للجسم.
الفوائد الصحية للشوكولاته الداكنة:
تعد الشوكولاته الداكنة من الأطعمة المميزة والتي تحتوي على فوائد عديدة سواء أكانت جسدية أم نفسية، فهي هامة في حياة الفرد لتساعده على حماية نفسه من الأمراض، ومن فوائدها:
أولاً: الفوائد الجسدية
لا شك أنَّ الشوكولاته عنصر أساسي غذائي هام في حياة أي إنسان؛ لاحتوائها على معادن ومستويات أكسدة تساعد جسد الفرد على صدِّ العديد من الأمراض عنه، ومن فوائد الشوكولاته الداكنة على الصحة الجسدية:
1. تحسين صحة القلب:
بيَّنت الدراسات التي أُجريَت على حوالي 470 رجلاً مسناً أنَّ الشوكولاته الداكنة تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، فقد تصل نسبة الحماية إلى ما يقارب 50%، فهي تحمي الجسد من أكسدة البروتين الدهني.
2. خفض مستويات الكوليسترول:
عند تناول الشوكولاته على الأمد الطويل وبانتظام سينخفض مستوى الكوليسترول في الشرايين؛ بسبب الحماية من أكسدة البروتين.
3. التحكم في ضغط الدم:
يحسِّن تناول الشوكولاته الداكنة بشكل معتدل والكميات المطلوبة لكل جسد من ضغط الدم للدماغ، فأظهرت الدراسات أنَّ تناول الكاكاو الحاوي على الفلافانول لمدة خمسة أيام فقط قادر على تحسين ضغط الدم إلى جانب تحسين الوظائف الإدراكية للجسد.
شاهد بالفديو: 9 أنواع من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة
ثانياً: الفوائد النفسية
على الرغم من أنَّ الشوكولاته الداكنة لها فوائد جسدية كثيرة على الفرد، إلا أنَّ الفوائد النفسية تتفوق، فهي قادرة على تغيير مزاج الشخص وإبعاد التوتر عنه بكل سهولة، وذلك من خلال:
1. تحسين المزاج:
يُنصَح دائماً بتناول الشوكولاته الداكنة عند الإصابة باكتئاب أو حزن؛ بسبب احتوائها على هرمونات السعادة وهي:
- الدوبامين.
- السيروتونين.
- التربتوفان.
2. تخفيف التوتر:
من المأكولات التي تساعد على تخفيف التوتر الشوكولاته الداكنة؛ بسبب قدرتها على تحسين المزاج، فهي قادرة على تحفيز النشاطات العصبية الموجودة في المخ المرتبطة مباشرة بالحافز.
كيفية اختيار الشوكولاته الداكنة:
بسبب الفوائد الكثيرة الموجودة في الشوكولاته الداكنة إضافة إلى وجود أنواع عديدة منها؛ يجب الانتباه إلى كيفية اختيارها، وذلك من خلال:
- اختيار النوع الذي يحتوي على نسبة عالية من الكاكاو، فأساس الشوكولاته الداكنة هو الكمية الكبيرة من الكاكاو الموجود فيها، فكلما زادت نسبته، قلَّت نسبة السكر فيها وزادت العناصر الغذائية.
- إن كنت ترغب بتناول أفضل نوع للشوكولاته،فعليك اختيار التي تحتوي على نسبة 70_85% فما فوق من الكاكاو، وهي النسبة الصحيحة للحصول على فوائد وطعم مناسبين.
أولاً: قراءة الملصقات بعناية
عند شراء لوح الشوكولاته يجب الانتباه إلى تاريخ إنتاجه، إضافة إلى المكونات الداخلة في تصنيعه، فإن كنت ترغب في تحقيق الاستفادة المثلى منها، فاختر الشوكولاته الداكنة ذات كمية الكاكاو المرتفعة بمقدار لا يتجاوز 80% منه، مع الانتباه إلى عدم وجود حليب أو سكر فيها أو أي إضافات ضارة بالجسد.
1. نسبة الكاكاو:
تبلغ نسبة الكاكاو في الشوكولاته الداكنة ما يقارب من 70_85%، فإذا كانت أقل من ذلك انخفضت نسبة الاستفادة منها، فكل قطعة شوكولاته بوزن مئة غرام تحتوي على:
- 7,8غرام بروتين.
- 46,3 غرام من الكربوهيدرات.
- 604 سعرة حرارية.
- 43غرام من الدهون.
- 24غرام سكر.
- 12ملغ من الحديد.
2. السكريات والإضافات:
في حال اخترت تناول أنواع أخرى من الشوكولاته، فحتماً ستكون فيها نسبة كبيرة من السكر مقارنة بالشوكولاته الداكنة، إلى جانب عدة إضافات كاللوز والفواكه والمكسرات.
كما يمكن إضافة بعض من المكونات لتدخل في صناعة الحلويات، كالكيك والتارت والبسكويت.
ثانياً: أفضل الماركات الموصى بها
تعد الشوكولاته من مصادر الراحة وجلب السعادة للفرد مهما بلغ عمره، فقد بُنيَت عدة مصانع وعلامات تجارية خاصة بالشوكولاته، ومن أفضل الماركات الموصى بها في العالم:
1. جوديفا:
أُسِّست في بروكسل في عام 1926، ويرجع اسم هذه العلامة إلى السيدة ليدي جوديفا، وتميزت هذه العلامات بإنتاجها لأفخر أنواع الشوكولاته البلجيكية، فهي ذات نكهة مميزة وملمس ناعم يضفي عليها الطابع الأوروبي.
2. فيريرو روشيه:
أُسِّست هذه العلامات في إيطاليا وبالتحديد في أربعينيات القرن العشرين على يد بيترو فيريرو، وتعد فخراً بعالم الشوكولاته، فهي مزيج من البندق والويفر، وهذا جعلها تملك شعبية كبيرة حول العالم.
توصيات للمستهلكين:
على الرغم من الفوائد العديدة التي تتمتع بها الشوكولاته الداكنة، لكن توجد عدة توصيات للمستهلكين يجب الالتزام بها، وهي:
- الحد من الاستهلاك المفرط لتناول الشوكولاته وخاصة الداكنة؛ لاحتوائها على كمية كبيرة من الدهون التي تجعلها ذات سعرات حرارية مرتفعة، فهي غنية بالدهون المشبعة غير الصحية.
- عدم وضع الشوكولاته في أماكن ذات حرارة عالية، وفي حال أردت تخزينها يجب وضعها في أماكن باردة ومظلمة؛ لعزل الرطوبة عنها، فيمكنك تخزينها لمدة تصل إلى عام أو حتى عامين.
- الانتباه إلى أنَّ الشوكولاته الداكنة تقلل من الشهية، فهي قادرة على إنقاص الوزن؛ لذا يجب تناولها باعتدال.
كيفية الاستمتاع بالشوكولاته الداكنة:
لضمان الاستفادة العظمى من الشوكولاته الداكنة وتحقيق أعلى درجة في الاستمتاع بها يجب اتباع النصائح الآتية:
- تناوَلها على معدة فارغة للحصول على دفعة كبيرة من الكافيين، والتي تعطي لجسدك طاقة ضخمة لمواظبة الأعمال.
- لا تخلط أنواع الشوكولاته الأخرى معها؛ حتى لا تفقد لذة التمتع بتذوقها، إضافة إلى أنَّه قد يحدث تحفيز مفرط لبراعم التذوق.
- للحصول على الطعم المثالي لها لا تمضغها؛ بل اتركها تذوب في فمك لتتذوق زبدة الكاكاو فيها.
الجرعة الموصى بها يومياً:
حسب خبراء التغذية، يجب تناول ما يقارب 20 غرام من الشوكولاته الداكنة يومياً لتحقيق الفائدة المطلوبة، مع الأخذ في الحسبان تناولها في النصف الأول من النهار؛ بسبب السعرات الحرارية الكبيرة الموجودة فيها، والتي تعطي طاقة للجسد تجعله قادراً على الاستمرار في إنجازه بمزاج جيد.
اليوم العالمي للشوكولاته:
يحتفل العالم في اليوم العالمي للشوكولاته في يوم 7 من شهر يوليو من كل عام، وهو اليوم الذي أُدخِلَت فيه الشوكولاته إلى أوروبا في سنة 1550، كما خصصت الولايات المتحدة الأمريكية يوماً للاحتفال الوطني للشوكولاته، وذلك في يوم 28 من شهر أكتوبر، أما غانا وهي ثاني أكبر دولة منتجة للشوكولاته فخصصت يوم 14 من شهر فبراير للاحتفال.
في الختام:
لقد ذكرنا في هذا المقال تاريخ صنع الشوكولاته الداكنة، وما هو اليوم العالمي للشوكولاته بكافة أنواعها، فهي ضرورية لكل جسم، ولكن بالكميات الموصى بها لضمان الفائدة المرجوة.
