الثقافة الصحية

هل المياه المعبأة أكثر أماناً من مياه الصنبور؟


في الولايات المتحدة، يشرب كل شخص حوالي 30 جالوناً (114 لتراً) من المياه المُعبَّأة سنوياً، ومع ذلك، نظراً للمخاوف البيئية والتأثيرات الصحية المحتملة؛ يبدأ معظم الأشخاص في التساؤل عما إذا كانت مياه الصنبور أفضل.

يقارن هذا المقال بين المياه المُعبَّأة ومياه الصنبور لمساعدتك على اتخاذ قرار بشأن أيهما تشرب، فتابع معنا.

الإيجابيات والسلبيات في مياه الصنبور:

تأتي مياه الصنبور، المعروفة أيضاً باسم المياه البلدية، من آبار كبيرة أو بحيرات أو أنهار أو خزانات، وغالباً ما تمرُّ هذه المياه من خلال محطة معالجة المياه قبل أن توجَّه إلى المنازل والمرافق التجارية.

على الرغم من أنَّ مشكلة تلوث مياه الشرب قد تكون موجودة في بعض المناطق، إلا أنَّ مياه الصنبور عموماً آمنة ومريحة وصديقة للبيئة.

قد تختلف السلامة حسب الموقع:

وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، تمتلك الولايات المتحدة إمدادات مياه الشرب الأكثر أماناً في العالم، فتخضع مياه الصنبور العامة في الولايات المتحدة لتنظيم وكالة حماية البيئة (EPA)، وتتحمل وكالة البيئة مسؤولية تحديد الحدود القانونية للملوثات المحتملة في مياه الشرب بموجب قانون المياه الآمنة للشرب (SDWA).

حددت وكالة البيئة حالياً الحدود القانونية لأكثر من 90 ملوِّثاً، ومن ذلك المعادن الثقيلة مثل الرصاص والكائنات الدقيقة مثل الإيشريكيا كولاي.

لكن قد يحدث تلوث في مياه الشرب، على سبيل المثال، قد تكون بعض المناطق أكثر تعرضاً للسموم، مثل الملوثات الصناعية أو البكتيريا الناتجة عن تصريف المياه الزراعية.

إضافة إلى ذلك، قد تسبب أنابيب السباكة القديمة التلوث بالمعادن الثقيلة مثل الرصاص، والكوارث الطبيعية مثل الفيضانات قد تلوث مؤقتاً أنظمة المياه العامة.، كما تدعي معظم منظمات الصحة العامة أنَّ الحدود التي وضعتها وكالة البيئة الحالية بشأن بعض السموم ليست كافية.

وفقاً لمجموعة العمل البيئية (EWG)، لم يتم تحديث تنظيمات المياه في الولايات المتحدة منذ ما يقرب من 20 عاماً، ونتيجة لذلك، قد تؤثِّر بعض السموم سلباً في الفئات السكانية الضعيفة، مثل الأطفال والنساء الحوامل.

تطلب وكالة البيئة من موردي المياه تقديم تقارير سنوية عن جودة المياه، وتتيح قاعدة بيانات EWG لمياه الصنبور للأفراد أيضاً عرض تقارير تلوث إمدادات المياه المحلية.

إضافة إلى ذلك، قد تعزز مرشحات المياه المنزلية سلامة مياه الصنبور، وإنَّ وكالة البيئة تراقب فقط مصادر المياه العامة، فإذا كنت تحصل على مياهك من بئر خاص، فأنت مسؤول عن اختبارها من حيث السلامة.

شاهد بالفيديو: أضرار قلة شرب الماء

 

مزايا وعيوب المياه المُعبَّأة:

تأتي المياه المُعبَّأة من مصادر متنوعة:

تشمل بعض المنتجات ببساطة مياه الصنبور التي تمت تعبئتها، في حين تستخدم بعضها الآخر مياه الينابيع النقية أو مصادر أخرى.

تتميز مياه الزجاجات المُعبَّأة من مصادر تحت الأرض عادة بتسمية تمت الموافقة عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA)، مثل:

  • مياه الآبار الفنية.
  • المياه المعدنية.
  • مياه الينابيع.
  • مياه الآبار.

يظن بعض الأشخاص أنَّ مياه الزجاجات أكثر أماناً وألذ طعماً وأكثر راحة من مياه الصنبور، لكن توجد عدة مخاوف تحيط بسلامتها وتأثيرها البيئي.

قد تحتوي على جزيئات ميكروبلاستيك:

على النقيض من مياه الصنبور، التي يتم تنظيمها بواسطة وكالة حماية البيئة (EPA)، يتم رصد مياه الزجاجات بواسطة إدارة الغذاء والدواء (FDA)، وتتضمن متطلبات السلامة والجودة للمصنعين التابعين للـ FDA:

  • تطبيق أسس وأوضاع صحية في معالجة وتعبئة وتخزين ونقل المياه.
  • حماية المياه من الملوثات، مثل البكتيريا والمواد الكيميائية.
  • تنفيذ مراقبة الجودة لحماية أكبر ضد الملوثات الكيميائية والميكروبية.
  • أخذ عينات واختبار مياه المصدر والمنتج النهائي للتحقق من خلوها من الملوثات.

على الرغم من أنَّ مياه الزجاجات قد يتم ضبطها أحيانً بسبب الملوثات، لكنَّها آمنة عموماً، ومع ذلك، قد تحتوي بعض المنتجات على قطع صغيرة جداً من البلاستيك تُعرف بالميكروبلاستيك.

تشير الدراسات الحيوانية والأبحاث الأخرى إلى أنَّ الميكروبلاستيك تعمل بوصفها مواد تعديل هرموني، وتعزز الالتهاب، وتؤدي إلى تأثيرات صحية سلبية، وتتراكم مع مرور الوقت في الأعضاء مثل الكبد والكلى والأمعاء.

أظهرت دراسة في عام 2018 اختبرت 11 منتجاً للمياه المُعبَّأة المتاحة على نطاق واسع من 9 دول، وتوصلت إلى أنَّ 93٪ من الزجاجات المفحوصة (259 زجاجة) تحتوي على ميكروبلاستيك، وكان هذا التلوث ناتجاً جزئياً عن التعبئة وعملية التعبئة نفسها.

الاختلاف في الطعم:

يتعذر على معظم الناس التمييز بين المياه المُعبَّأة ومياه الصنبور في اختبارات الطعم، ومع ذلك، يختلف طعم المياه المُعبَّأة بشكل كبير اعتماداً على مصدر المياه والتعبئة، على سبيل المثال، تحتوي المياه المعدنية على نكهة مميزة تعتمد على أنواع ومستويات المعادن الموجودة، ويفضل بعض الأشخاص أيضاً شرب مياه غازية أو ملونة بسبب طعمها الفريد.

مضرة للبيئة أكثر من مياه الصنبور:

أحد العيوب الرئيسة للمياه المُعبَّأة هو تأثيرها البيئي؛ من معالجة وتعبئة إلى نقل وتبريد، تتطلب المياه المُعبَّأة كميات كبيرة من الطاقة، فقد استهلك إنتاج المياه المُعبَّأة في الولايات المتحدة (1.8 مليار كج) من البلاستيك في عام 2016 وحده، والطاقة المستهلكة لإنتاج تلك الكمية تعادل 64 مليون برميل من النفط.

إضافة إلى ذلك، يُقدَّر أنَّ ما يصل إلى 20٪ فقط من زجاجات المياه البلاستيكية في الولايات المتحدة تتم إعادة تدويرها، وينتهي معظمها في المزابل أو في الأجسام المائية، وهذه مشكلة، فقد أظهرت دراسات أنَّ عبوات البلاستيك تطلق سموماً بمرور الوقت في أثناء تحللها.

لتقليل الأثر البيئي للمياه المُعبَّأة، قامت بعض البلديات مرة في جميع أنحاء العالم بحظر بيع عبوات المياه البلاستيكية، وإضافة إلى ذلك، قامت بعض الشركات بأبحاث تصنيع عبوات من مواد قابلة للتحلل، والتي قد تكون لها آثار بيئية سلبية أقل.

مكلفة ولكنَّها مريحة:

تكشف الدراسات أنَّ أحد الأسباب الرئيسة التي يختار المستهلكون فيها مياه العبوات هي أنَّها مريحة، سواء كنت في رحلة أم في الخارج، تتوفر المياه المُعبَّأة في العديد من المتاجر.

مع ذلك، تأتي هذه الراحة بتكلفة باهظة، فيكلف جالون واحد (3.8 لتر) من مياه الصنبور تقريباً 0.005 دولار في الولايات المتحدة، بينما تكلف نفس الكمية من المياه المُعبَّأة، التي تحصل عليها من تجميع عبوات المياه الفردية، حوالي 9.47 دولار.

هذا لا يعني فقط أنَّ مياه العبوات أغلى من الحليب والبنزين، ولكن أيضاً تكاد تكون أغلى بمقدار 2000 مرة من مياه الصنبور، ومع ذلك، قد يجد بعض الأفراد أنَّ الراحة تستحق التكلف.

هل المياه المُعبَّأة أكثر أماناً من مياه الصنبور؟

أي نوع من المياه هو الأكثر أماناً فعلاً؟ في عام 1999، بعد استعراض دام أربعة سنوات لصناعة مياه العبوات ومعايير سلامتها، استنتجت منظمة موارد الطبيعة الوطنية (NRDC) عدم ضمان أنَّ المياه المُعبَّأة أكثر نظافة أو أماناً من مياه الصنبور، وفي الواقع، يُقدَّر أنَّ حوالي 25٪ أو أكثر من المياه المُعبَّأة في عبوة بلاستيكية هي في الواقع مياه صنبور تتم معالجتها أحياناً وأحياناً لا.

من بين الزجاجات التي تم اختبارها (1000 زجاجة)، تبيَّن أنَّ الغالبية نظيفة ونقية نسيباً، وحوالي 22% من العلامات التجارية التي تم اختبارها احتوت على مستويات من المواد الكيميائية تجاوزت الحدود الصحية في عينة واحدة على الأقل.

إذا تم استهلاكها على مدى فترة طويلة، يمكن أن تسبب بعض هذه الملوثات السرطان أو مشكلات صحية أخرى للأشخاص ذوي الجهاز المناعي المضعف.

على الرغم من أنَّها غالباً ما تكون آمنة، قد تواجه مياه الصنبور في بعض الأحيان مشكلات، خاصة إذا كنت تعيش في مجتمع ريفي لديه زيادة في احتمال تلوث المياه بمخلفات الصرف الزراعي، أو إذا كنت تحصل على مياهك من بئر خاص أو تعيش في منزل قديم.

بموجب أحكام “حقوق المعرفة” في قانون مياه الشرب، يجب على جميع مزودي مياه الصنبور تقديم تقارير سنوية عن جودة المياه لزبائنهم، ويمكنك أيضاً اختبار مياهك بنفسك، فتتوفر حزم الاختبار الاستهلاكي القياسية من خلال المختبرات التجارية الكبيرة بسعر معقول نسبياً.

سيشير تقريرك عن المياه إلى المخاطر المحتملة للصحة؛ ولحسن الحظ، تُحل معظم الحالات باستخدام مرشح مصمم خصيصاً لإزالة الملوثات، فإذا كنت ترغب في اتخاذ تدابير احترازية إضافية، يجب عليك شراء مرشحات معتمدة من قبل NSF International، فقد صُمِّمَت هذه الطرازات لتصفية ملوثات معينة، حتى يمكنك اختيار واحدة اعتماداً على احتياجاتك.

في الختام:

تعد كل من مياه الصنبور والمياه المُعبَّأة صالحتين للشرب، ومع ذلك، تعد مياه الصنبور خياراً أفضل بشكل عام، فتكون آمنة تماماً مثل المياه المُعبَّأة ولكن تكلفتها أقل بكثير وتترك أثراً بيئياً أقل بكثير.

إضافة إلى ذلك، باستخدام زجاجة مياه محمولة كالمطرة أو حافظة المياه، تصبح مياه الصنبور مريحة تماماً مثل المياه المُعبَّأة، ويمكنك حتى إضافة الفواكه الطازجة لتحضير مياه معطرة بنكهة خاصة بك.

إذا كانت السلامة أو جودة المياه هي قلقك الأساسي، فكر في شراء نظام ترشيح أو إبريق ترشيح بدلاً من شراء المياه المُعبَّأة بانتظام، ومع ذلك، قد تكون المياه المُعبَّأة أفضل في بعض الأوقات، خاصة إذا كانت إمدادات مياه الشرب ملوثة.

إضافة إلى ذلك، قد تحتاج بعض الفئات السكانية، مثل الأفراد ذوي الجهاز المناعي المضعف، إلى شراء أنواع معينة من المياه المُعبَّأة أو غلي مياه الصنبور قبل شربها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى