يستمتع قليل من الناس بالاستحمام بالماء البارد؛ وذلك لأنَّهم يدركون الفوائد الصحية له على الجسم، وخاصة أنَّه كان شائعاً قديماً وفي البلدان النامية؛ فيستحم الملايين بالماء البارد؛ نظراً لعدم توفر البنية التحتية لتأمين المياه الساخنة، وكذلك كان حال أجدادنا قديماً منذ آلاف السنين.
بيَّن العلماء فوائد الاستحمام بالماء البارد منذ زمن طويل، وقد استخدمه الرياضيون للتعافي من الإصابات الرياضية، عن طريق التعرض له مباشرة بعد التمرينات المكثفة أو بعد فترة زمنية بسيطة، فليس من الضروري أن تكون رياضياً محترفاً لتحصل على هذه الفوائد، يكفي 5 دقائق يومياً من التعرض للماء البارد أن تمنحك فوائد جسدية ونفسية كبيرة.
فيما يأتي 6 فوائد تشجعك على الاستحمام بالماء البارد:
1. تقليل الالتهاب والتورم:
يوضح عالِم الرياضة الأسترالي الدكتور “نيد بروفي ويليامز” (Ned Brophy-Williams) أنَّ العلاج بالماء البارد يعمل عن طريق إعادة توجيه تدفق الدم من الأوعية الدموية المحيطية إلى الأوعية الدموية الرئيسة، وهذا يحدُّ من الالتهاب والتورم، ويحسِّن العائد الوريدي (venous return).
2. تحسين اليقظة والانتباه:
هل سبق أن سبحت في بحيرة باردة؟ بالتأكيد لم تخرج منها منهكاً أو متعباً، فعند تعرض الجسم للماء البارد، سيزداد الشعور بالنشاط؛ وذلك لأنَّه يجعلك لا إرادياً تتنفس بعمق، وهذا يرفع مستوى الأوكسجين، ويزيد من يقظة الدماغ، كما أنَّ تأثيره في تحسين الدورة الدموية مماثل للتمرينات الرياضية المتوسطة.
3. حرق الدهون:
يزيد الاستحمام البارد من معدل الاستقلاب الذي ينعكس بدوره على زيادة قدرة الجسم على حرق الدهون، من خلال زيادة نسبة الدهون البنية الصحية، وتقليل نسبة الدهون البيضاء الضارة؛ إذ تتوضع الدهون البنية حول الرقبة وفي منطقة الترقوة، وتكون نسبتها أكبر عند الشباب والرياضيين، وقليلة عند البدينين، ولها دور كبير في تحديد الاختلاف بين كتلة الجسم الكلية، من حيث المحافظة على خصر نحيل وتنظيم نسبة سكر الدم.
4. تقوية المناعة:
توجد عدة أدلة تثبت دور الاستحمام البارد في رفع مناعة الجسم؛ إذ تزداد كريات الدم البيضاء، وخاصة اللمفاويات التائية (T) القاتلة للخلايا الممرضة، وهذا أثبت الدور الرئيس له في تطوير مناعة طبيعية ضد الأورام، كما وجدت دراسة أخرى أُجريت على السباحين الذين تعرضوا تعرُّضاً متكرراً للماء البارد ولفترة قصيرة، أنَّ أجسامهم لها قدرة على التأقلم مع الإجهاد التأكسدي، وأُطلق على هذه الحالة اسم “التصلب”؛ وهي استجابة للتعرض للضغوطات الطبيعية التي تزيد من قدرة الجهاز العصبي على تحمُّل الإجهاد والأمراض.
5. تحسين المزاج:
تروي تجارب الأشخاص أنَّ الاستحمام بالماء البارد يحسن الحالة المزاجية، وهناك أيضاً أدلة مبشرة تثبت دوره في تحسين الاكتئاب؛ وذلك بسبب كثافة مستقبلات البرد الموجودة في الجلد التي ترسل نبضات كهربائية إلى الدماغ، وهذا يسهل التعامل مع الاكتئاب.
6. تقوية الإرادة:
يمكن عدُّ هذا الجانب هو الأهم من بين الفوائد المذكورة آنفاً، فمن المعروف أنَّ قوة الإرادة تشبه العضلة التي تحتاج إلى تمرين مستمر لتقويتها وجعلها تتحمل عبئاً أكبر؛ إذ يمكن للاستحمام بالماء البارد أن يكون له نفس تأثير 100 حركة من تمرينات الضغط في تعزيز قوة الإرادة، ففي البداية سيكون الأمر صعباً، لكن مع الاستمرار سيصبح جزءاً من روتينك اليومي لا يمكن التخلي عنه، وستلاحظ بعد نحو 6 أشهر أو سنة أنَّك أصبحت شخصاً مختلفاً كلياً.
في الختام:
تعد قوة الإرادة عنصراً أساسياً في النجاح، وقد أثبتت ذلك دراسة أُجريت على طلاب المدارس لاختبار ضبط النفس وقوة الإرادة لديهم، من خلال إعطائهم حرية الاختيار بين استلام مبلغ مالي على الفور، أو تأجيل ذلك لاستلامه بعد أسبوع بقيمة مضاعفة، وقد أظهرت نتائج متابعة المسار الدراسي للطلاب لاحقاً أنَّ قوة الإرادة كان لها دور في نجاحهم أكثر من معدل الذكاء.
لا شك أنَّ الاستحمام البارد في البداية سيكون صعباً، وخاصة بعد الاعتياد على المياه الساخنة، لكن مع التكرار ووجود الدافع له ومعرفة الطريقة الصحيحة التي تعطي أكبر فائدة ممكنة، سيصبح الأمر أسهل، فيمكنك البدء بإدخال الاستحمام البارد لروتينك اليومي ولمدة لا تزيد عن 5 دقائق، وإلا ستكون عرضة لانخفاض حرارة الجسم.
اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
