6 أسباب مفاجئة تمنعك من فقدان الوزن
ثمَّ تبحث عن نظام غذائي آخر لتخسر الوزن الزائد، ولكنَّ المشكلة هي أنَّ هناك كثيراً من الأنظمة الغذائية والآراء الطبية التي تجعلك تُصاب بالحَيرة تماماً؛ إذ يخبرك أحد الخبراء أنَّه لا بأس بتناول الدهون، ويخبرك خبير ثانٍ أنَّه لا يجب تناول الكربوهيدرات، ويقول لك آخر إنَّه يجب تناول المزيد من البروتين؛ والنتيجة أنَّك تُصاب بالحَيرة، وفي النهاية تلوم نفسك، وما يزيد الطين بلَّة هو أنَّهم يخبرونك أنَّك تفتقر إلى قوة الإرادة.
وَفقاً لـ “معهد تقييم وقياسات الصحة” (The Institute for Health Metrics and Evaluation)، يعاني ما يقرب من 75% من الرجال الأمريكيين، و60% من النساء الأمريكيات من زيادة في الوزن أو السمنة، لكنَّ الخبر الجيد، هو أنَّ زيادة الوزن ليست مشكلة مستحيلة الحل، ولا تتطلَّب الكفاح المستمر طوال الحياة للتخلُّص منها، ولا تعني أنَّ جميع الوسائل لتخفيض الوزن ستنتهي بنتائج مخيبة للأمل.
هذا المقال يهدف إلى جعلك تتخلَّى عن بعض المفاهيم الخاطئة والمعتقدات التي تقلِّل نتائج جهودك لخسارة الوزن غير المرغوب فيه.
الحقيقة التي يجب معرفتها عن خسارة الوزن:
إذا كنت ترغب في تخفيض وزنك والحفاظ على الوزن الجديد، فإليك ما يجب معرفته أولاً:
- استراتيجية التجويع لن تساعدك.
- الحميات التي تستخدم النقاط الغذائية لن تساعدك.
- لن يساعدك النظام الغذائي الغني بالبروتين.
أسباب تمنعك من فقدان الوزن:
1. عدم الاعتماد على الحميات الصحيحة والصحية:
تُحقِّق مهنة الحميات الغذائية أكثر من 60.9 مليار دولار بوصفها إيرادات سنوية، ومع ذلك فإنَّ نسبة الفشل في برامج الحميات يتراوح بين 80% إلى 99.8%، وذلك اعتماداً على الشريحة المستهدفة، والحق أنَّ معظم الناس لا يستطيعون الالتزام بالأنظمة الغذائية التي تُعطى لهم، لأنَّها أنظمة غير معقولة تتطلَّب من الشخص تجويع نفسه.
هذه ليست طريقة معقولة لتناول الطعام؛ إذ إنَّها نصائح غريبة وغير صحية، ومشكلة الحميات أنَّها مجرد جهود آنية، تعطي نتائج إيجابية لفترة معيَّنة فقط، ثمَّ تعود لتكتسب الوزن مجدداً، وما يحدث هو أحد أمرين:
- تصل إلى الوزن الذي تريده، فتتوقف عن اتباع النظام الغذائي، وتعود إلى عادات الأكل السابقة التي كانت مسؤولة عن زيادة الوزن.
- تُصاب بالإحباط، وتتخلَّى عن اتباع الحمية، لأنَّك لا تخسر الوزن كما كنت تتوقع.
إذا كنت تريد نتائج طويلة الأمد، فأنت تحتاج إلى جهد يُبذل على الأمد الطويل، ويكون مُمتعاً وصحياً.
وأول شيء يجب عليك أن تفعله هو أن تتوقف عن توبيخ نفسك، والبدء في تجربة أسلوب حياة جديد؛ إذ يمكنك الاستمتاع بأطعمة لذيذة ومغذية وتؤدي إلى الشعور بالشبع؛ إذاً، تعامل مع الطعام على أنَّه دواء يغذي الجسم، بدلاً من حرمان نفسك منه.
2. عدم تناوُل الكربوهيدرات ذات الجودة الجيدة:
يُطلب منك الحد من تناول الكربوهيدرات، لأنَّها تؤدي إلى السمنة والإصابة بالأمراض، ولكن عندما يتعلَّق الأمر بالكربوهيدرات، فإنَّ الحل ليس الامتناع عنها، بل اختيار الكربوهيدرات الصحية.
فأنواع الكربوهيدرات التي تسبِّب السمنة والأمراض هي الكربوهيدرات المكرَّرة، مثل: السكر، والدقيق الأبيض الذي يحتوي عليه الخبز الأبيض، والحبوب التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، والصوديوم، والكربوهيدرات قليلة الألياف، والمعجنات، والبسكويت.
لكن ثبُت أنَّ الكربوهيدرات الجيدة، مثل: البطاطس، والذرة، والأرز، والحبوب الكاملة، والفاكهة، والخضروات تساعد على إنقاص الوزن الزائد، وتعزِّز الصحة البدنية.
شاهد بالفيديو: 10 نصائح علمية فعالة لإنقاص الوزن
3. عدم تناول أطعمة قليلة السعرات الحرارية:
كثافة السعرات الحرارية هي مقياس لعدد السعرات الحرارية في وزن معين من الطعام، ويحتوي الطعام عالي الكثافة على عدد كبير من السعرات الحرارية في كمية قليلة من الطعام، وتحتوي الأطعمة منخفضة الكثافة على سعرات حرارية أقل بكثير في نفس الكمية من الطعام.
فيما يأتي كثافة السعرات الحرارية لأنواع الأطعمة مع أوزانها:
- الخضروات_100 سعرة حرارية، لكل نصف كيلو غرام.
- الفاكهة _ 200 سعرة حرارية، لكل نصف كيلو غرام.
- البطاطس _ 318 سعرة حرارية، لكل نصف كيلو غرام.
- الزيوت بمختلف أنواعها _ 4.000 سعرة حرارية، لكل نصف كيلو غرام.
الشبع هو شعور يعتمد على مستقبلات التمدُّد والأغذية الموجودة في المعدة، فعندما تمتلئ معدتك بالطعام، تُرسِل هذه المستقبلات رسالة إلى الدماغ الذي يقوم بترجمتها إلى شعور بالشبع، ومن ثمَّ يمكنك ملء معدتك بـ 1000 سعرة حرارية، أو بـ 500 سعرة حرارية، وكلما تناولت مزيداً من الدهون، حصلت على سعرات حرارية أكثر؛ إذ يحتوي كل 1 غرام من الدهون على 9 سعرات حرارية، مقارنةً بـ 4 سعرات حرارية لكل 1 غرام من الكربوهيدرات.
هناك حميات تتضمَّن تناول كميات كبيرة من الأطعمة الدهنية، وتمكِّنك من إنقاص وزنك من خلال هذه الطريقة، وإحدى أسباب فقدان الوزن السريع في البداية، هو بسبب فقدان الماء وانخفاض السعرات الحرارية؛ إذ تشير معظم الدراسات إلى أنَّ تناول كمية كبيرة من الدهون يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
أظهرت تجربة بعنوان “نمط الحياة وعلاقته بصحة القلب” التي ترأسَّها الدكتور “دين أورنيش” (Dean Ornish): شفاء تصلُّب الشريان التاجي، وانخفاض بنسبة 91% في الذبحة الصدرية – ألم الصدر الناجم عن انخفاض تدفق الدم إلى القلب – وانخفاض بنسبة 24% في نسبة الكوليسترول في الجسم.
وأظهرت دراسة أخرى للدكتور “كالدويل إيسيلستين” (Caldwell Esselstyn) بعنوان “استراتيجية لإيقاف الإصابة بتصلُّب الشرايين التاجية والشفاء منه: دراسة طويلة لمدة 5 سنوات من خلال ممارسة طبيب واحد” أنَّ المرضى الذين لديهم تاريخ من أمراض القلب والذين خضعوا للدراسة، انخفض لديهم الكوليسترول من نحو 246 إلى ما دون 150، وتم إيقاف تطوُّر المرض، وفي حالات كثيرة تم شفاء الإصابة، أو تم التقليل من أعراض الذبحة الصدرية، وفي حالات أخرى تم التخلُّص منها تماماً، ولم يكن هناك أي تدخُّل دوائي أو أي نوع من التدخلات الطبية.
لقد استخدمت تجربة الدكتور “دين”، ودراسة الدكتور “كالدويل” نظاماً غذائياً عالي الكربوهيدرات وقليل الدسم؛ إذ كانت كثافة السعرات الحرارية في الأغذية المتناولة تتراوح بين 10%_15%.
4. عدم تناول ما يكفي من الألياف:
تحتوي الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والبقوليات على الألياف؛ إذ إنَّ اتباع نظام غذائي غني بالألياف يجعلك تشعر بالشبع، وفي الوقت نفسه تحصل على عدد قليل من السعرات الحرارية، وهذا يساهم مساهمةً فعَّالةً في إنقاص الوزن، كما أنَّ الحصول على كمية كافية من الألياف له فوائد عدة، ومنها:
- يقلِّل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع
- يقلِّل من خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم.
- يقلِّل من ارتداد الحمض عبر المريء.
- يسِّهل حركة الأمعاء ويجعلها منتظمة.
- يساعد على امتصاص المعادن والفيتامينات في الجسم.
لذلك حاول أن تتناول 45 غراماً من الألياف يومياً للحصول على هذه الفوائد.
5. الانخداع بأساليب التسويق للمنتجات الغذائية:
يجب ألَّا تنخدع بأساليب التسويق للمنتجات الغذائية، فكثيراً ما نجد منتجات غذائية يُكتب على أغلفتها “9 غرامات من البروتين” “30% دهون أقل” وغير ذلك؛ فهذه عبارة عن أساليب تسويقية هدفها جعلك تعتقد أنَّك تشتري أطعمة صحية أكثر ممَّا هي في الواقع، ولتفادي هذه الخدعة يجب أن تقرأ المعلومات الغذائية التي تُدوَّن على المنتج، وهذا ما يجب أن تنتبه إليه:
- السعرات الحرارية، مع أنَّنا لا نحسبها، فإنَّ معرفة كمية السعرات الحرارية في مُنتج ما، تساعدك على تحديد كثافة السعرات الحرارية عند اختيار وجباتك.
- الدهون؛ إذ يجب ألَّا تتجاوز السعرات الحرارية التي تحصل عليها من الدهون ما بين 10% _ 12% من إجمالي ما تحصل عليه من السعرات الحرارية، وهذا يعني أنَّك إذا كنت تستهلك 1800 سعرة حرارية في اليوم، فيجب ألَّا تزيد كمية الدهون التي تتناولها في اليوم عن 24 غراماً.
- الألياف، وهي من أهم العناصر في نظامك الغذائي، ويجب أن تتناول 45 غراماً منها يومياً.
- الكوليسترول، ويتكفَّل جسمك بصناعته تلقائياً دون حاجة إلى مصادر خارجية، وأي إضافة ليست فقط غير ضرورية، ولكنَّها أيضاً ضارة.
6. عدم الالتزام:
إحدى المشكلات التي يعاني منها كثيرون ممَّن يحاولون خسارة الوزن هي الإحباط، فما يحدث هو أنَّك تصاب بالإحباط عندما لا تفقد الوزن بالسرعة التي كنت تتوقعها، فتجد أنَّه من الصعب تصوُّر النتيجة النهائية، وذلك لأنَّها تبدو شبه مستحيلة، فأفضل طريقة للتغلُّب على الإحباط هي التركيز على فوائد خياراتك الصحية في النظام الغذائي بصرف النظر عن تأثيرها في وزنك.
على سبيل المثال:
- كم تشعر بالفخر عندما تختار وجبة صيحة؟
- كيف تتجنَّب الشعور بالانتفاخ والإرهاق بعد تناول وجبة صحية؟
- ما مدى شعورك بالرضى عن نفسك حتى مع خسارة وزن قليل فقط؟
وما يجب أن تركِّز فيه هو تخيُّل كيف ستصبح صحتك ومظهرك بعد خسارة كل الوزن الزائد.
فمن المُزعج أن تعود لتكتسب الوزن الذي خسرته بمجرد أن تتخلَّى عن حميتك الغذائية، لذلك مع هذه الطرائق لن تشعر بالجوع، ويمكنك حتى أن تأكل أكثر، بشرط أن يكون طعاماً صحياً وتستمر بخسارة الوزن.
في الختام:
تناول الكربوهيدرات الصحية والأطعمة الغنية بالألياف، وتجنَّب الأطعمة الضارة، وتخيِّل مظهرك عندما تصل إلى الوزن المثالي؛ إذ ستزداد حيويةً ونشاطاً بلا شك، وستكون قادراً على القيام بمزيد من النشاطات مع أشخاص آخرين، وستحافظ على صحة جيدة لأطول وقت ممكن.
لقد أصبحت تعرف الآن ما هي أسباب عدم فقدان الوزن، وكل ما عليك فعله هو الالتزام بنمط غذاء صحي حتى تحصل على الجسم الرشيق الذي تريده.
المصدر
اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.