التغذية

5 عناصر غذائية تقي من فقدان السمع الناجم عن الشيخوخة أو الضوضاء


الوقاية من فقدان السمع من خلال الغذاء الصحي:

غالباً ما يرتبط فقدان السمع بالشيخوخة، وهو ثالث المشكلات الصحية المزمنة الأكثر شيوعاً في الولايات المتحدة الأمريكية (USA)، فيعاني منه ما يقرب من ضعف عدد الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أو السرطان.

تُقدِّر مؤسسة “المعهد الوطني للصَمم واضطرابات التواصل الأخرى” (The National Institute on Deafness and Other Communication Disorders) أنَّ واحداً من كل 3 أمريكيين تتراوح أعمارهم بين 65 و74 عاماً يعاني من فقدان السمع وأنَّ ما يقرُب من نصف الأمريكيين الذين تتجاوز أعمارهم 75 عاماً يعانون من مشكلات في السمع.

يمكن، وفقاً لدراسة أُجريت عام 2016 في “البرازيل” (Brazil)، أن يحدث فقدان السمع بسبب عوامل أخرى مثل الضرر الناتج عن الضوضاء، وتناول الأدوية الضارة بالسمع، واضطرابات الأذن، إضافة إلى العامل الوراثي.

تقول “باربرا كيلي” (Barbra Kelley) المديرة التنفيذية لمؤسسة “مؤسسة فقدان السمع في أميركا” (Hearing Loss Association of America): “أصبح فقدان السمع أكثر شيوعاً لدى فئة الشباب”، فقد وجدت بعض الدراسات أنَّ ما يقرب من 18% من المراهقين يعانون من فقدان السمع بدرجة قابلة للقياس، وتوضِّح كيلي أنَّ فقدان السمع لدى المراهقين ناجم غالباً عن الضوضاء، ويرجُع ذلك جزئياً إلى الموسيقى الصاخبة واستخدام سماعات الأذن، وسماعات الرأس.

يمكن للجميع على اختلاف أعمارهم أن يحافظوا على حاسة السمع لديهم من خلال تجنُّب الاستماع للأصوات الصاخبة لفترة طويلة، ويمكن للموسيقى الصاخبة، والضوضاء الناجمة عن الحفلات الموسيقية والآلات التي تُحدث ضجيجاً عالياً أن تتسبب في فقدان السمع بشكل دائم، ويمكن من خلال تجنُّب التعرُّض للضوضاء لفترات طويلة، واستخدام وسائل الحماية مثل سدادات الأذن، أن تحافظ على سمعك، وتمنع تفاقم حالة فقدان السمع مع تقدُّمك في العمر.

إضافة إلى الحد من التعرض للضوضاء، تشير الأبحاث إلى أنَّ بعض الأطعمة، والمكملات الغذائية قد تساعد أيضاً على الحفاظ على السمع، وتأخير فقدانه مع التقدُّم في العمر.

أبحاث تشير إلى أنَّ بعض الأطعمة قد تساعد على الوقاية من فقدان السمع سواء بسبب الشيخوخة أم الضوضاء الصاخبة:

على الرغم من أنَّ ضعف السمع المرتبط بالتقدُّم في العمر يُعد أمراً لا مفر منه، لكن تساهم عدة عوامل في ضعف حاسة السمع والتي يمكن من خلال السيطرة عليها التقليل من تدهور الحالة مع التقدم في العمر، تقول الأخصائية في علم الأوبئة الدكتورة “شارون كورهان” (Sharon Curhan): “تثبت الأدلة وجود عدة عناصر غذائية يرتبط تناولها بالتقليل من خطر فقدان حاسة السمع”.

وجدت “كورهان” وزملاؤها أنَّ تناول كميات أكبر من بعض العناصر الغذائية، مثل: الكاروتينات بيتا، وبيتا كريبتوكسانثين، وأحماض أوميغا 3 الدهنية طويلة السلسلة، والأسماك، يرتبط بانخفاض خطر ضعف حاسة السمع، وتؤكد “كورهان” أنَّها اكتشفت مع زملائها أنَّ تناول فيتامين سي (C) قد يساعد أيضاً على تحسين تدفق الدم إلى الأذن.

مع ذلك، فقد يؤدي الإفراط في تناول الأغذية المفيدة إلى نتائج سلبية، وتوضِّح “كورهان” ذلك قائلةً: “فوجئنا في أثناء إجراء دراستنا بأنَّ تناول كميات كبيرة جداً من فيتامين سي (وبشكل خاص من خلال تناول المكملات الغذائية) يرتبط بزيادة خطر ضعف حاسة السمع”.

كما يؤدي التعرض للضوضاء العالية إلى تشكيل الجذور الحرة داخل الأذن، وهذا يؤدي إلى ضعف السمع، ويعتقد الباحثون في “جامعة ميشيغان” (University of Michigan) أنَّ فيتامينات أ (A)، وسي، وإي (E) إضافة إلى المغنيزيوم، يمكن أن تقي من فقدان السمع عن طريق الحد من تشكُّل الجذور الحرة، وضبط معدَّل تدفق الدم الناجم عن الضوضاء إلى الأذن الداخلية.

أجرى الباحثون دراسة لتحديد ما إذا كان العلاج الوقائي بفيتامينات أ، وسي، وإي إضافة إلى المغنيزيوم يساعد على الحماية من فقدان السمع الناجم عن الضوضاء، وأظهرت النتائج أنَّ مزيجاً من الفيتامينات السابقة، بالإضافة إلى المغنيزيوم يساعد على الوقاية مما يقرب من 80% من حالات فقدان السمع الناجمة عن الضوضاء لدى الخنزير الغيني.

تم اختبار نفس المزيج من العناصر الغذائية سابقة الذكر في دراسة أُجريت على عدد من العسكريين السويديين الذين تعرضوا للضوضاء الناجمة عن مهام الخدمة العسكرية، وكانت النتائج مشجعة، لكن لم يتم استخلاص أية استنتاجات مؤكَّدة بخصوص وقاية الأذن بشكل مسبق من خطر فقدان السمع بفعل الضوضاء.

أُجريَت دراسة لاحقة أيضاً على مجموعة من الأفراد، فأُعطي المشاركون نفس العناصر الغذائية الأربعة قبل التعرض للضوضاء، ولم يجد الباحثون أي تأثير لهذه العناصر الغذائية في الوقاية من فقدان السمع الناجم عن الضوضاء.

قد يكون لحمض الفوليك أيضاً دور في الوقاية من فقدان حاسة السمع، وقد ربطت بعض الدراسات بين فقدان السمع، ونقص حمض الفوليك، وارتفاع مستويات الهوموسيستين (أحد الأحماض الأمينية)، فيقوم حمض الفوليك، إلى جانب فيتامينات بي 6 (B6) وبي 12(B12)، بتفكيك الهوموسيستين لتكوين مواد كيميائية أخرى مفيدة للجسم.

قد يشير ارتفاع مستوى الهوموسيستين إلى نقص في معدَّل الفيتامينات في الجسم، وزيادة في خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والخرف، وتُظهر الأبحاث أنَّه يمكن لتناول حمض الفوليك على شكل مكملات غذائية أن يحدَّ من خطر ضعف حاسة السمع المرتبط بالتقدم بالعمر، وذلك عن طريق خفض مستويات الهوموسيستين.

تُعد أحماض أوميغا 3 من العناصر الغذائية الهامة أيضاً في الوقاية من فقدان السمع، فأظهرت دراسة أجرتها كورهان وزملاؤها عام 2014 أنَّ تناول الأسماك بانتظام، وزيادة تناول أحماض أوميغا 3 الدهنية المتعددة غير المشبعة يرتبطان بانخفاض خطر فقدان السمع، وأسفرت دراسات أخرى عن إثبات نفس الفوائد الوقائية لأحماض أوميغا 3 الدهنية، مثل الدراسة آنفة الذكر والتي أُجريت في البرازيل، وهذا يشير إلى أنَّها قد تؤدي دوراً هاماً في الوقاية من فقدان السمع.

الحمية الغذائية الصحية: فوائد الوقاية من فقدان السمع وصحة أفضل بشكل عام

على الرغم من أنَّ المكملات الغذائية لا تحتاج إلى وصفة طبية، فإنَّ “كورهان” تؤكد أنَّه لا يوجد لغاية الآن أدلة كافية للتوصية بمكملات غذائية معيَّنة خاصة بالوقاية من فقدان السمع، وتضيف أنَّ أفضل طريقة للحصول على المكملات الغذائية التي تساعد على الحماية من فقدان السمع هي من خلال تناول الأغذية الغنية بالمواد الغذائية آنفة الذكر؛ لأنَّ هذه الأغذية قد تكون لها أيضاً فوائد صحية تتجاوز مجرد الوقاية من فقدان السمع.

تقول: “لقد وجدنا أنَّ تناول نظام غذائي صحي شامل، مثل: الحمية الغذائية الخاصة بحوض البحر الأبيض المتوسط، أو حمية داش (DASH diet) قد ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بضعف حاسة السمع”.

ما هي الأطعمة التي تساعد على الحفاظ على حاسة السمع؟

1. الأطعمة الغنية بفيتامين أ:

  • الخضروات الورقية الخضراء.
  • الخضار البرتقالية والصفراء.
  • الفلفل الأحمر.
  • اللبن.
  • لحم كبد البقر.
  • زيت السمك.
  • في حين يمكنك العثور على فيتامين سي في الأطعمة الآتية:
  • الفلفل الأحمر.
  • الفاكهة الحمضية (البرتقال، والليمون على سبيل المثال).
  • الكيوي.
  • الفراوية.
  • البروكلي.
  • الشمام.

2. الأطعمة الغنية بفيتامين أي:

  • زيت بذور القمح.
  • اللوز.
  • بذور عباد الشمس.
  • الصنوبر.
  • الأفوكادو.
  • زبدة الفول السوداني.
  • السمك.

شاهد بالفيديو: 6 اطعمة تعجل الشيخوخة

 

3. يوجد المغنيزيوم في الأطعمة الآتية:

4. لا تنسَ أيضاً تناول الأطعمة الغنية بحمض الفوليك:

  • الخضار الورقية ذات اللون الأخضر الداكن.
  • الفاصولياء.
  • الفول السوداني.
  • بذور زهرة عباد الشمس.
  • الفواكه الطازجة وعصائر الفاكهة.
  • الحبوب الكاملة.
  • لحم الكبد.
  • المأكولات البحرية.
  • البيض.

5. الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية:

  • السمك.
  • الحبوب الكاملة.
  • المكسرات.
  • الخضروات الورقية الخضراء.
  • الزيوت (مثل الكانولا وبذور الكتان وكبد سمك القد).

في الختام:

ربما يجب التذكير بين الحين والآخر أنَّ الحد من تدهور الصحة المرتبط بالتقدم في العمر ليس مستحيلاً، فيعرف أي شخص رياضي أنَّ هناك ما يُسمى بمثلث الصحة والذي يتكون من النوم، والغذاء، وممارسة التمرينات الرياضية، فاحرص على الاهتمام بهذه العناصر الثلاثة، وبالأخص نوعية غذائك، وستجد أنَّ صحتَك أفضلُ بشكل عام، ومن ذلك حاسة السمع لديك.


اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading