الثقافة الصحية

كيف نتعامل مع مريض الصرع؟


 سواء كان مريض الصرع من أفراد العائلة أم الأصدقاء، أم زملاء العمل، سنناقش خطوات الإسعافات الأولية الأساسية التي يجب اتِّباعها خلال النوبة، إضافة إلى نصائح لإنشاء بيئة آمنة وداعمة للمريض.

أهمية فهم الصرع للتعامل مع المريض:

يُعدُّ فهم مرض الصرع أمراً هاماً جداً لكلٍّ من مريض الصرع وعائلته وأصدقائه، وذلك للأسباب الآتية:

أولا: تحسين التحكُّم في النوبات

1. فهم مسبِّبات النوبات:

يساعد فهم أنواع النوبات المختلفة وعوامل الخطر التي قد تُحفِّز المريض، على اتخاذ خطوات لتجنُّب تلك المحفزات أو تقليلها، وهذا قد يُقلِّل من عدد وشدة النوبات.

2. الالتزام بالعلاج:

يُساعد فهم كيفية عمل أدوية الصرع وأهمية تناولها بانتظام، على الالتزام بخطة العلاج، وهذا يُحسِّن من فاعلية الدواء في السيطرة على النوبات.

3. تغيير نمط الحياة:

تُساعد بعض التعديلات في نمط الحياة، مثل الحصول على قسط كافٍ من النوم واتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام، على تقليل تكرار النوبات وتحسين الصحة العامة للمريض.

ثانيا: تعزيز السلامة

1. فهم مخاطر النوبات:

يُساعد فهم مخاطر النوبات، مثل خطر السقوط أو الإصابة المريض ومن يحيطون به على اتخاذ خطوات الوقاية من هذه المخاطر، مثل ارتداء خوذة واقية أو تجنُّب بعض النشاطات.

2. وضع خطة طوارئ:

يجب على مريض الصرع وعائلته وضع خطة طوارئ تحدد ما يجب فعله في حال حدوث نوبة، ومن ذلك كيفية الاتصال بالخدمات الطبية الطارئة.

ثالثا: تحسين الصحة النفسية

1. معرفة مزيد من المعلومات عن الصرع:

يُساعد فهم ماهية الصرع وكيفية تأثيره على الدماغ المريض على تقليل مشاعر الخوف أو الارتباك أو الإحباط التي قد يشعر بها.

2. التعامل مع الوصمة الاجتماعية:

يُمكن أن يُساعد فهم الصرع على مكافحة الوصمة الاجتماعية المحيطة به، وهذا يُتيح للمريض أن يعيش حياة طبيعية قدر الإمكان.

رابعا: دعم الآخرين

1. مساعدة العائلة والأصدقاء:

يُساعد فهم الصرع العائلة والأصدقاء على تقديم الدعم للمريض تقديماً أفضلَ، وفهم احتياجاته وكيفية مساعدته على التعامل مع التحديات التي يواجهها.

2. الدعوة والتوعية:

يُمكن لمريض الصرع الذي يفهم حالته أن يُصبح مُدافعاً عن نفسه وعن الآخرين المصابين بالصرع، من خلال التوعية بالمرض ومناصرة حقوقهم.

يُعدُّ بالعموم فهم مرض الصرع ضرورياً لكلٍّ من مريض الصرع ومن يحيطون به؛ لضمان حصول المريض على أفضل رعاية ممكنة وتحسين نوعية حياته.

كيف يجب أن يتعامل أفراد العائلة مع مريض الصرع لديهم؟

إنَّ التعامل مع مريض الصرع في العائلة يتطلَّب معرفة وفهماً للتعامل مع حالته بطريقة تُساعده على عيش حياة طبيعية قدر الإمكان، وإليك بعض النصائح التي تساعد أفراد العائلة على تقديم الدعم للمريض:

أولا: تعلَّمْ مزيداً من المعلومات عن مرض الصرع

1. اكتسِبْ المعرفة:

من الهامِّ لأفراد العائلة أن يتعلَّموا عن ماهية الصرع، وأنواع النوبات، وعوامل الخطر التي تُحفِّزها، والأدوية المُستخدمة لعلاجها.

2. اسأَلْ أسئلة:

لا تتردَّدْ في طرح الأسئلة على الطبيب أو أخصائي الرعاية الصحية للمريض للحصول على معلومات واضحة وموثوقة.

ثانيا: ساهم في العلاج

1. ذكِّرْ المريض بتناول أدويته:

ساعد المريض على تذكر موعد تناول أدويته بانتظام، وذلك باستخدام جدول أو تطبيق تذكير.

2. راقِبْ المريض:

راقِبْ المريض في تناول الدواء، خاصةً في البداية للتأكُّد من عدم ظهور أية آثار جانبية.

3. قدِّم الدعم العاطفي:

شجِّع المريض على التحدث عن مشاعره ومخاوفه، وقدِّم له الدعم العاطفي الذي يحتاجه.

ثالثا: ساعِدْ على الحفاظ على السلامة

1. وفِّر بيئة آمنة:

ساعد على جعل منزل المريض ومحيطه بيئة آمنة لتقليل مخاطر الإصابة بالنوبات، وذلك عن طريق إزالة الأشياء التي يُصاب بها المريض في النوبة، وتثبيت الأثاث تثبيتاً جيِّداً، وتجنُّب ترك المياه أو الأشياء الساخنة في متناول يده.

2. قدِّم المساعدة في أثناء النوبات:

تعلَّم كيفية التعامل مع نوبات المريض تعامُلاً آمناً، مثل وضع المريض على جانبه لتسهيل تنفُّسه، وإبعاد أية أشياء تُصيبه، والانتظار حتى تنتهي النوبة.

3. اطلُبْ المساعدة الطبية:

اتَّصِلْ بالخدمات الطبية الطارئة إذا كانت النوبة طويلة أو متكررة، أو إذا كان المريض يعاني من صعوبة في التنفُّس أو فقدان الوعي.

رابعا: كُنْ داعماً عاطفياً

1. افهَمْ المشاعر:

حاوِلْ فهم المشاعر التي قد يشعر بها المريض، مثل الخوف أو الإحباط أو الغضب، وكُنْ متعاطفاً معه.

2. قدِّم الدعم الاجتماعي:

شجِّعْ المريض على الالتقاء بأشخاص آخرين مصابين بالصرع، أو الانضمام إلى مجموعات الدعم، للمساعدة على تقليل الشعور بالوحدة والعزلة.

3. مكافحة الوصمة الاجتماعية:

ساعِدْ على مكافحة الوصمة الاجتماعية المحيطة بالصرع عن طريق التحدث عن المرض تحدُّثاً إيجابياً وتثقيف الآخرين بشأنه.

خامسا: اعتنِ بنفسك

لا تُهمِلْ صحتك النفسية:

من الهام أن تعتني بنفسك أيضاً، فتُصبح العناية بشخص مصاب بالصرع مرهِقَةً عاطفياً؛ لذا خصِّصْ وقتاً للاسترخاء والتأمل وطلب المساعدة إذا كنت بحاجة.

شاهد بالفيديو: 10 طرق للاعتناء بالنفس

 

ما هي أعراض الصرع؟

تختلف أعراض النوبات الصرعية اعتماداً على نوع النوبة وموقعها في الدماغ، وتشمل بعض الأعراض الشائعة للنوبات الصرعية:

1. التغيرات في الوعي:

  • التشوش المؤقَّت، قد يصبح الشخص مرتبكاً أو غير قادر على التركيز.
  • فقدان الوعي أو الإدراك، قد يفقد الشخص الوعي تماماً ولا يتذكَّر ما حدث بعد ذلك.

2. التغيرات الحركية:

  • انتفاضات العضلات، قد يعاني الشخص من انتفاضات لا إرادية في الذراعين أو الساقين أو الجسم كله.
  • التيبُّس، قد تصبح عضلات الجسم متيبسة.
  • ضعف العضلات وآلامها، قد يفقد الشخص السيطرة على عضلاته.

3. الأعراض الحسية:

  • الوخز، قد يشعر الشخص بوخز في جزء من الجسم.
  • الدوار، قد يشعر الشخص بالدوار أو الدوخة.
  • الأضواء الوامضة، قد يرى الشخص أضواء وامضة أو ومضات من الضوء.
  • الأصوات الغريبة، قد يسمع الشخص أصواتاً غريبة أو ضوضاء.
  • الروائح الغريبة، قد يشمُّ الشخص روائح غريبة.

4. الأعراض النفسية:

  • الخوف، قد يشعر الشخص بالقلق أو الخوف.
  • السعادة، قد يشعر الشخص بالسعادة أو الفرح فجأة.
  • الحزن، قد يشعر الشخص بالحزن أو الاكتئاب فجأة.
  • وهم سبق الرؤية، قد يشعر الشخص وكأنَّه مرَّ بتجربة حدثت بالفعل.

أسباب الصرع:

الصرع هو اضطراب في الدماغ يسبِّب نوبات، وتحدث النوبات بسبب نشاط كهربائي غير طبيعي في خلايا الدماغ، ويكون للصرع عدد من الأسباب، ومن ذلك:

1. الحالات الوراثية:

تؤدِّي الجينات دوراً في بعض أنواع الصرع.

2. إصابات الرأس:

تؤدي إصابات الرأس، مثل تلك التي تحدث في حادث سيارة أو سقوط، إلى تلف الدماغ الذي قد يؤدي إلى الصرع.

3. السكتة الدماغية:

تسبِّب السكتة الدماغية تلفاً في الدماغ يؤدي إلى الصرع.

4. العدوى:

تؤدي عدوى الدماغ، مثل التهاب السحايا إلى الصرع.

5. الحالات النمائية:

بعض الحالات النمائية، مثل التوحُّد، تزيد من خطر الإصابة بالصرع.

6. إصابات قبل الولادة:

تؤدي بعض الإصابات التي تحدث قبل الولادة، مثل نقص الأوكسجين أو السكتة الدماغية، إلى تلف الدماغ الذي قد يؤدي إلى الصرع.

عوامل تزيد خطر الإصابة بمرض الصرع:

فيما يأتي بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالصرع:

1. العمر:

يبدأ الصرع عادةً في مرحلة الطفولة أو بعد سِنِّ 65 عاماً.

2. التاريخ العائلي:

إذا كان لديك أفراد من العائلة مصابون بالصرع، فإنَّك تكون أكثر عرضة للإصابة به.

3. إصابات الرأس:

تزيد إصابات الرأس من خطر الإصابة بالصرع.

4. السكتة الدماغية:

تزيد السكتة الدماغية من خطر الإصابة بالصرع.

5. الخرف:

يزيد مرض الزهايمر وأشكال أخرى من الخرف من خطر الإصابة بالصرع.

6. عدوى الدماغ:

تؤدِّي عدوى الدماغ إلى الصرع.

7. نوبات الصرع في الطفولة:

الأطفال الذين يعانون من نوبات الصرع معرضون لخطر أكبر للإصابة بالصرع في مرحلة البلوغ.

إذا كنت تعتقد أنَّك أو أي شخص تعرفه قد يكون مصاباً بالصرع، فمن الهام أن ترى الطبيب، ويمكن للطبيب إجراء اختبارات لتحديد سبب النوبات ووصف العلاج، ومن الهام ملاحظة أنَّ الصرع هو حالة قابلة للعلاج، ومع العلاج المناسب، يمكن لمعظم الأشخاص المصابين بالصرع السيطرة على نوباتهم والعيش حياة صحية ومنتجة.

في الختام:

يُمكن للأشخاص المصابين بالصرع أن يعيشوا حياة طبيعية ومنتجة مع الرعاية والتعليم المناسبَين، ومن الهام أن تتذكَّر أنَّ كل شخص مصاب بالصرع فريد من نوعه، وما ينجح لشخص ما قد لا ينجح لشخص آخر، والشيء الأساسي هو الالتزام مع طبيب مختص لتطوير خطة علاجية تناسب احتياجات الفرد.

قد تشمل هذه الخطة الأدوية والتغييرات في نمط الحياة والجراحة، ومع العلاج المناسب يمكن السيطرة على النوبات لدى معظم الأشخاص المصابين بالصرع، وهذا يسمح لهم بعيش حياة كاملة وذات مغزى، وإضافة إلى العلاج الطبي، ثمة عدة أشياء يمكن للأشخاص المصابين بالصرع القيام بها للمساعدة على إدارة حالتهم وتحسين نوعية حياتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى