كل ما تحتاج إلى معرفته عن الأزيز
ما هو الأزيز (Wheezing)؟
وفقاً لمجلة ميدلاين بلس (MedlinePlus)؛ فإنَّ الأزيز هو صوت عالي النغمة يصدر في أثناء التنفس، وعادةً ما يبدو كصوت الصافرة، غالباً ما يكون الصوت أكثر وضوحاً في أثناء الزفير، لكن يمكن سماعه أيضاً في أثناء الشهيق.
يصدر هذا الصوت عندما يتحرك الهواء عبر ممرات مُتضيقة، ووفقاً لعيادة مايو كلينيك (Mayo Clinic)، قد يحدث هذا التضيق والالتهاب في أي جزء من مجرى الهواء، من الرئتين حتى الحنجرة، ولكنَّه يؤثر غالباً في مسالك التنفس الصغيرة، المعروفة أيضاً باسم القصيبات الهوائية، التي تتوضع في أعماق الرئتين.
غالباً ما يرتبط هذا الصوت بانسداد أو قصور في تدفق الهواء، وبينما قد يحدث الأزيز دون أي أعراض أخرى، فإنَّ معظم الناس يميلون إلى الشعور بضيق في الصدر والسعال أيضاً.
ما هي الأمراض التي قد تُسبب الأزيز؟
توجد قائمةٌ طويلةٌ من الأمراض التي قد تُسبب هذا العرض، بعضها يحدث في الرئتين، وبعضها في الحبال الصوتية، وحتى في القلب أحياناً، وفقاً لعيادة كليفلاند (Cleveland Clinic)، فإنَّ أيَّاً مما يأتي يمكن أن يسبب الأزيز:
1. الربو:
الربو حالة مزمنة تسبب تشنجات وتورم في الشعب الهوائية، وهي الأنابيب التي تسمح للهواء بالدخول والخروج من رئتيك، إنَّه أحد الأسباب الأكثر شيوعاً للأزيز المتكرر.
2. الداء الرئوي الانسدادي المزمن (COPD):
هو حالةٌ تسبب التهاباً طويل الأمد وتلفاً في بطانة القصيبات الهوائية، ويُعد حالياً السبب الأكثر شيوعاً للأزيز المتكرر.
3. التهاب القصبات:
هو التهابٌ في بطانة القصبات الهوائية، ويُعد التهاب القصبات المزمن في الواقع جزءاً من الداء الرئوي الانسدادي المزمن، بينما التهاب القصبات الحاد شائع جداً وغالباً ما يتطور بعد نزلات البرد أو التهابات الجهاز التنفسي الأخرى، قد يُشار إليه أيضاً على أنَّه نزلة برد في الصدر، وعادة ما يتحسن في غضون أسبوع إلى 10 أيام، وفقاً لعيادة مايو كلينك.
4. التهاب القصيبات الشعرية:
هو التهابٌ يصيب الشعب الهوائية الصغيرة الموجودة في الرئتين، المسماة بالقصيبات الشعرية، وهو مرضٌ رئويٌ شائعٌ عند الأطفال الصغار والرضع.
5. التليف الكيسي:
اضطراب وراثي يصيب عدة أعضاء من الجسم، بما فيها الرئتين، ويحدث التليف الكيسي بسبب طفرة جينية تجعل المخاط سميكاً ولزجاً، مما قد يُسبب انسداد المسالك الهوائية ويجعل التنفس صعباً، وفقاً لمايو كلينك.
6. استنشاق جسم غريب في رئتيك:
إنَّ دخول المواد المُبتلعة إلى رئتيك بدلاً من المريء والمعدة؛ أي في المسلك الخاطئ، يُطلق عليه اسم الاستنشاق، ينجم عن هذه المشكلة حدوث الأزيز؛ لأنَّ الهواء الذي تتنفسه يحاول التحرك حول الجسم المُستنشَق، وقد يتسبب هذا الجسم الغريب أيضاً في حدوث التهاب أو إنتانٍ في الرئتين أو المسالك الهوائية الكبيرة، والمعروف باسم ذات الرئة الاستنشاقية، وأحد أعراضها أيضاً هو الأزيز.
7. ذات الرئة:
إنَّ ذات الرئة الاستنشاقية الناجمة عن جسم غريب هي نوع واحد فقط من أنواع ذوات الرئة، وتوجد أنواع أخرى مصنَّفة حسب أنواع الجراثيم المسببة لها ومكان الإصابة بالعدوى، لكنَّ السبب الأكثر شيوعاً عموماً لذات الرئة هو الجراثيم والفيروسات، وبصرف النظر عن النوع، فكلُّها تنطوي على التهاب في الحويصلات الهوائية في إحدى الرئتين أو كلتيهما، حسب عيادة مايو كلينيك.
8. الفيروس المخلوي التنفسي (RSV):
هو فيروس تنفسي شائع، يسبب التهابات في الرئتين والجهاز التنفسي، وتظهر الأعراض على الأشخاص المصابين عادةً في غضون أربعة إلى ستة أيام بعد العدوى، وعادةً ما يكون أحد هذه الأعراض هو الأزيز.
9. خلل وظيفة الحبال الصوتية:
تتسبب هذه الحالة في انغلاق الحبال الصوتية، بدلاً من انفتاحها عند التنفس، مما يُصعِّب دخول الهواء إلى رئتيك أو الخروج منه، إنَّ صوت الأزيز عالي النبرة الذي ينتج عن هذا المرض يحدث في أثناء الشهيق عادةً، ويُعرف باسم الصرير، وفقاً لعيادة كليفلاند.
10. داء الجزر المعدي المريئي (الجيرد):
الارتجاع المعدي المريئي: هو مشكلة صحية تؤدي إلى عودة الحمض من المعدة إلى المريء، وهو الأنبوب الذي يربط البلعوم بالمعدة، قد يؤدي الارتجاع الحمضي المزمن إلى ارتخاء الصمام السفلي في المريء، مما يتسبب في حدوث الأزيز.
11. الحساسية:
هي رد فعل مناعي شاذ من قبل الجسم تجاه المواد المُسببة للحساسية، مثل غبار الطلع أو وبر الحيوانات الأليفة أو حتى الغبار المنزلي، فالتعرض لهذه المواد قد يُحرض التهاباً في المسالك الهوائية بآلية مناعية.
12. الصدمة التحسسية:
قد تُحرض بعض أنواع الحساسية، رد فعل شديد يعرف باسم الصدمة التحسسية، وقد تشمل إحدى المضاعفات تورم أنسجة القصبات الهوائية، مما يؤدي إلى الأزيز.
13. قصور القلب:
قد ينتج عن قصور القلب تراكم السائل في الرئتين، مما يؤدي إلى حدوث الأزيز التنفسي، وتُعرف هذه المضاعفات باسم الوذمة الرئوية، ولكنَّ قصور القلب قد يتسبب أيضاً في تراكم السوائل في الممرات الهوائية وحولها.
14. التدخين:
يزيد التدخين من خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي والداء الرئوي الانسدادي المزمن، كما أنَّه يُصعِّب السيطرة على الربو، وكل هذه الحالات قد تؤدي إلى الأزيز.
متى يجب عليك رؤية الطبيب؟
إنَّ الأزيز بشكل عام ليس بالأمر الجيد، ويجب ألا تتردد أبداً في الإبلاغ عنه لطبيبك، إذا استمر أزيزك لعدة أسابيع، فعادةً ما يكون ذلك تحذيراً بأنَّ لديك حالة كامنة غير مُشخصة تحتاج إلى معالجة فورية، وإذا كان لديك مرض مُشخص مُسبقاً، كالربو، لكنَّ الأزيز يستمر رغم العلاج، فهذه علامةٌ على أنَّ العلاج لا يعمل بالشكل المناسب.
وفقاً لعيادة كليفلاند، عليك طلب المساعدة الطبية بسرعة إذا لاحظت أنَّ أزيزك يترافق مع أيٍّ من الأعراض الآتية:
- ضيق في التنفس.
- سعال.
- ضيق في الصدر أو ألم في الصدر.
- حمى.
- تسرُّع التنفس.
- تورُّم في القدمين أو الساقين غير معروف السبب.
- فقدان الصوت.
- انتفاخ الشفتين أو اللسان.
- ازرقاق في الجلد أو الأظافر أو حول الفم.
إذا كنت تشعر بضيق في العنق، أو بدأ الأزيز فجأةً بعد لدغة حشرة، أو لاحظت أنَّ الأزيز يترافق مع ازرقاق في الجلد والأظافر وحول الفم، عليك الذهاب إلى غرفة الطوارئ بأسرع وقت، فهذه حالةٌ طبيةٌ طارئة؛ وعندها سيقوم طبيبك بتقييم تاريخك المرضي وأعراضك لتحديد سبب الأزيز وأفضل علاج له، إذا تطلَّب الأمر.
ما هو علاج الأزيز؟
قد يعتمد ذلك على شدة الحالة، على سبيل المثال: لا يحتاج الأزيز الخفيف الذي يحدث مرافقاً لأعراض نزلة البرد أو عدوى الجهاز التنفسي العلوي إلى علاج، أما في الحالات الشديدة، فقد تحتاج إلى علاج السبب الكامن وراء الأزيز، وهنا قد تختلف خطة العلاج حسب السبب.
فيما يأتي ملخص للعلاج النموذجي المُتبع حالياً للأسباب الأكثر شيوعاً للأزيز:
1. الربو:
الربو هو سبب شائع جداً للأزيز؛ إذ تتشنج الطرق الهوائية وتتضيق فجأةً، مما يجعل مرور الهواء أكثر صعوبة، ولدى بعض المصابين بالربو، قد تكون مجاريهم الهوائية ملتهبةً بعض الشيء؛ لذا إذا كنت تعاني من أزيز ناجم عن الربو، فإنَّ الخط الأول في العلاج هو استخدام دواء موسع للقصبات عبر جهاز الاستنشاق؛ إذ يؤدي إلى تراجع الالتهاب في القصبات وتوسع الطرق الهوائية.
2. التهاب القصبات:
إذا شُخِّصت إصابتك بالتهاب القصبات، فقد يصف لك طبيبك موسِّعاً قصبياً مثل ألبوتيرول (Albuterol)، وإذا كان الالتهاب ناجماً عن سبب جرثومي، يجب أن تتناول أيضاً مضاداً حيوياً للقضاء عليها.
3. الحساسية:
إذا اشتبه طبيبك بأنَّ الحساسية هي السبب الكامن وراء الأزيز، سوف يوصيك بتجنب التعرض للمواد المُحسسة قدر الإمكان، وقد يصف لك أيضاً دواءً مُضاداً للحساسية، أو قد يُعدل أدويتك الحالية.
4. التهابٌ فيروسي:
لا يمكن علاج الالتهابات الفيروسية بالمضادات الحيوية، لكن قد يوصي طبيبك باستخدام موسِّع قصبي قصير الأمد للمساعدة على تخفيف الأزيز مؤقتاً حتى يزول، ومن المحتمل أن تحتاج الأسباب الأخرى للأزيز إلى علاجات أكثر نوعية؛ لذا يجب عليك عندها التحدث مع طبيبك عن سبب الأزيز وعلاجه المناسب.
إذا كان أزيزك يأتي بفترات متناوبة، ووجد طبيبك أنَّه لا يوجد سبب خطير كامن وراءه، فهناك بعض الأشياء التي يُمكنك القيام بها في المنزل إضافةً إلى الأدوية التي يصفها طبيبك للتخفيف منه، وتشمل:
- ممارسة التمرينات التنفسية، ففي بعض الأحيان، قد يُساعد التنفس العميق والبطيء على التخفيف منه.
- إذا كان طبيبك يعلم أو يشتبه في أنَّ أزيزك ناتج عن داء الجزر المعدي المريئي أو حرقة المعدة، فقد يوصيك برفع الجزء العلوي من جسدك في أثناء الليل من خلال وضع عدة وسائد تحته، لكي تمنع حموضة المعدة من تهييج القصبات الهوائية.
- استخدام مُرطب جو خلال الليل؛ إذ إنَّ العلاج بالبخار يمكن أن يساعد، لكن ليس للجميع؛ لأنَّه قد يُفاقم الأعراض لدى بعض الناس، ويمكنك تجريب ذلك من خلال تشغيل حمام بخاري، والجلوس في الحمام ومراقبة الأعراض.
- إبعاد الحيوانات الأليفة عن غرفة النوم، فإذا كنت تعاني من حساسية أو ربو ناجم عن الحيوانات الأليفة، من الأفضل إبعادها عن مكان نومك على الفور.
- استخدام جهاز تنقية الهواء، خاصةً الأجهزة المزودة بتقنية امتصاص الجسيمات عالية الكفاءة، قد يُساعدك على سحب المواد المسببة للحساسية من الهواء الذي تتنفسه.
- الإقلاع عن التدخين، فهو يُسبب تهيج الرئتين ويجعل الأزيز أسوأ.
المصدر
اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.