علماء يطورون لقاحًا جديدًا يحمى من مرض لايم باستخدام تقنية mRNA
طور علماء في الولايات المتحدة لقاحا يحمى من مرض لايم، وهو عدوى تنتقل عن طريق لدغة القراد الملوث، فقد وجدت الاختبارات التي أجريت في جامعة بنسلفانيا أن جرعة واحدة من اللقاح التجريبي في الفئران أثارت استجابة مناعية قوية بما يكفي لدرء البكتيريا المسئولة.
لقاح جديد لمرض لايم
ووفقا لما ذكره موقع ديلى ميل البريطانية، يؤثر مرض لايم على حوالي 3000 شخص سنويًا في المملكة المتحدة، على الرغم من أن جمعية Lyme Disease Action الخيرية تقدر أن الرقم الحقيقي يقترب من 15000، حيث إن العديد من المصابين لا يطلبون المساعدة الطبية لآلام المفاصل والأعراض الشبيهة بالأنفلونزا التي يمكن أن يسببها المرض.
وينجم هذا المرض عن لدغات القراد المصابة ببكتيريا بوريليا بورجدورفيري، التي يتم التقاطها عادة عندما تتغذى على حيوانات أخرى – خاصة القوارض – التي تحمل هذه البكتيريا.
وقالت الصحيفة، لقد ارتفعت حالات الإصابة بمرض لايم في المملكة المتحدة بنحو 10 أضعاف منذ عام 2000، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن فصول الشتاء الأكثر اعتدالا سمحت للقراد بالازدياد.
عادة ما تظهر أعراض مثل التعب وآلام المفاصل والعضلات والصداع والحمى وتيبس الرقبة بعد يومين إلى 30 يومًا من التعرض للعض، مضيفا، أن إحدى العلامات المبكرة هي ظهور طفح جلدي على شكل نقطة، مما يشير إلى أن البكتيريا من القراد تنتشر حول منطقة اللدغة.
يمكن للمضادات الحيوية أن توقف انتشار البكتيريا إذا تم إعطاؤها على الفور، لكن الكثير من الناس لا يدركون أنهم تعرضوا للعض لأن القراد صغير جدًا، إذا تركت العدوى دون علاج، يمكن أن تؤدي إلى مشاكل عصبية (بما في ذلك تنميل في الذراعين والساقين)، والتعب المزمن، وفقدان الذاكرة، وصعوبة التركيز، واضطرابات ضربات القلب، والتي قد تتطلب تناول الدواء، تستخدم لقاحات MRNA المواد الوراثية من البكتيريا لتخبر خلايا الجسم بإنتاج بروتين معين، مما يبرمج جهاز المناعة ليكون على اطلاع على الخلل، إنها أسرع وأرخص في التصنيع من اللقاحات التقليدية ولا تستخدم الفيروسات الحية كما تفعل العديد من اللقاحات الموجودة.
يستخدم لقاح لايم مادة وراثية من بروتين موجود في البكتيريا يسمى بروتين السطح الخارجي A أو OspA وبمجرد أن يتلامس الجهاز المناعي مع هذه المادة الوراثية، فإنه يبدأ في إنتاج خلايا مقاومة للعدوى قادرة على التخلص من المرض إذا واجهه لاحقًا، والأهم من ذلك، أن بروتين OspA موجود في جميع سلالات بوريليا بورجدورفيري (هناك ما لا يقل عن 18 سلالة)، مما يعني أن اللقاح سيكون فعالا ضدهم جميعا.
وأظهرت عينات الدم المأخوذة من الفئران الملقحة أنها لا تزال تتمتع بمستويات عالية من الحماية بعد 6 أشهر من إعطائها جرعة واحدة فقط، وفقا للنتائج المنشورة في مجلة Cell Press في أغسطس.
ويأمل الباحثون الآن في إعادة إنتاج النتائج في التجارب السريرية التي تشمل متطوعين من البشر، وفي الوقت نفسه، تعمل شركة موديرنا Moderna أيضًا على تجنيد ما يصل إلى 800 متطوع لتجربة لقاح mRNA الخاص بها لمرض لايم، ومن المتوقع النتائج الأولى في عام 2026.
وتعمل شركة فايزر المنافسة أيضًا على تطوير لقاح لمرض لايم، مصنوع من خلايا مأخوذة من البكتيريا الضارة – وهي طريقة أكثر تقليدية – والتي يمكن أن تكون متاحة في غضون السنوات الثلاث المقبلة.
وتعليقا على النتائج الأخيرة، قال البروفيسور هاني الشيخة، خبير الطفيليات البيطرية بجامعة نوتنجهام: “النتائج مشجعة ولكن لا يزال من السابق لأوانه ترجمة النتائج إلى لقاح بشري”، اللقاح الجديد هو نوع من لقاح mRNA، تم تطويره باستخدام نفس التكنولوجيا المتطورة المستخدمة في صنع لقاحات موديرنا وفايزر لفيروس كورونا Pfizer/BioNTech وModerna.
اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.