السرة وأمراضها
هذا النتوء الظاهر في البطن يُدعى “السُّرَّة”، وجاءت تسميته بسبب السُّر الذي يربط المشيمة ببطن الطفل؛ لذلك توجد السرة عند جميع الثديات وليس الإنسان فقط، ولكنَّ ظهورها عند الإنسان أكثر وضوحاً من غيره.
تكمن فائدة السُّرَّة في أهمية دورها بنقل الأوكسجين والغذاء من الأم إلى الجنين عبر الحبل السرِّي في أثناء فترة الحمل، إضافةً إلى دوره في التخلُّص من الفضلات التي لا يحتاج إليها الجنين، وعند ولادة الطفل يقصُّ الطبيب الحبل السرِّي تاركاً مكانه ندبة على بطنه، وهي السُّرَّة، ويختلف شكلها من شخص إلى آخر.
بعض الأشخاص يمتلك سُرَّة متجهة إلى الداخل، وبعضهم الآخر يمتلك سُرَّة متجهة إلى الخارج، ويعتمد ذلك على طريقة الشفاء بعد قطع الحبل السرِّي، فكلا الحالتين أمر طبيعي، ومع ذلك فقد لا تتشكَّل السُّرَّة بعد الولادة، ولكنَّ بعضهم يظنُّ أنَّ للسُّرَّة ناحية جمالية، فيخضع لإجراءات تجميلية للحصول على شكل يُشبه السُّرَّة في البطن.
تشبه السُّرَّة باقي أجزاء الجسم الأخرى، فقد تتعرَّض لأمراض تستدعي الذهاب إلى الطبيب، وإجراء فحوصات، والخضوع لعلاج أيضاً، وسنذكر في مقالنا أبرز الأعراض المَرضيَّة التي تظهر على السُّرَّة.
أسباب حكة السُّرَّة وعلاجها:
التهاب السرة:
يعود سبب الحكَّة في السُّرَّة إلى وجود التهاب غالباً فيها؛ إذ إنَّها مكان مناسب يسهل فيه وجود البكتريا والجراثيم أيضاً، وخاصة عند إهمال النظافة، والتهاب السُّرَّة له عدة أنواع كالآتي:
1. التهاب السرة الناتج عن الخمائر:
تصاب السُّرَّة كباقي أعضاء الجسم بعدوى الخمائر، وينتج عنها التهاب تظهر أعراضه على شكل حكَّة، والشعور بحرقة في السُّرَّة، إضافة إلى طفح جلدي واحمرار، ويلزم عندها مراجعة الطبيب حتماً.
2. التهاب السرة الناتج عن مرض السكري:
يميِّز هذا الالتهاب الإفرازات البيضاء الكريمية التي تخرج من السُّرة، وتزداد فرصة الإصابة بهذا الالتهاب عند السمنة، أو الخضوع لجراحة في البطن، أو ثقب السُّرة، وحتى نوع القماش قد يساعد على الإصابة بهذا الالتهاب.
3. التهاب السرة الناتج عن البكتريا العقدية:
تتسلَّل البكتريا العقدية عادةً إلى الجسم عبر أي جرح أو شق موجود في الجلد، فتسبِّب التهابات فيه، وتصيب السُّرة أيضاً بالتهاب الهلل، ويميِّز هذا الالتهاب القشور والبثور والورم والانتفاخ في العقد اللمفاوية.
4. التهاب السرة الناتج عن كيس جلدي:
يتشكَّل الكيس الجلدي نتيجة تراكم بعض الخلايا الجلدية التي كان على الجلد التخلُّص منها، لكن بدلاً من ذلك تراكمت وبدأت بالنمو، وينفجر أحياناً الكيس الجلدي مُسبِّباً الالتهاب في السُّرة الذي يتميَّز بإفرازات ذات لون أخضر أو أصفر، وبرائحة كريهة أيضاً.
5. التهاب السرة الناتج عن كيس دهني:
يتشكَّل نتيجة انغلاق في الغدد الدهنية الموجودة في الجلد وبصيلات الشعر، فينتج عن وجوده التهاب في السُّرة يتميَّز بإفرازات بيضاء تشبه الجبنة قليلاً، إضافة إلى الألم.
6. التهاب ناتج عن أسباب أخرى:
مثل الإصابة بعدوى المكورات العقدية، أو الفطريات، أو ظهور خرَّاج في الحبل السري للمولود.
الحكة بسبب الحمل:
ترافق الحمل مبكِّراً أحياناً؛ وذلك نتيجة تمدُّد الجلد الناتج عن نمو الجنين ضمن الرحم، إضافة إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث خلاله، فازدياد هرمون الإستروجين يتسبَّب في حكَّة السُّرة وألمها أيضاً.
العلاج المنزلي لحكة السرة:
يجب مراجعة الطبيب المتخصص في جميع حالات الالتهاب السابقة؛ لتشخيص الحالة، والحصول على العلاج المناسب، لكن توجد بعض العلاجات المنزلية تفيد في التخفيف من الحكة منها ما يأتي:
- مسح السُّرة بقطن مُبلَّل بمحلول ملح الطعام والماء الدافئ، ثمَّ تجفيف المنطقة جيداً.
- وضع كمادات دافئة وشبه جافَّة على السُّرة لعدة دقائق، وتكرار هذا الأمر عدة مرات يومياً، فهو يساعد على تخفيف الألم المرافق لالتهاب السُّرة.
- وضع جل الصبار الطازج على منطقة السُّرة، وتركه حتى يجف، ثمَّ مسح المنطقة بقماش نظيف ومُبلَّل، ويمكن تكرار العملية عدة مرات يومياً.
- يمكن التخفيف من حكة الحامل بترطيب البطن باستخدام الزيوت الطبيعية لتصبح عملية شد الجلد أسهل.
شاهد بالفديو: كيف تحافظ على صحتك مدى الحياة؟
أسباب احمرار السرة:
احمرار السرة هو أحد الأعراض التي تدل على وجود حالة مرضية في السُّرة، وقد يختلف سبب احمرار السُّرة بين الكبار والأطفال:
1. أسباب احمرار السرة عند الأطفال:
السبب الرئيس في احمرار السُّرة عند الأطفال هو التهاب فيها ناتج عن عدوى الخمائر أو البكتريا العقدية أو ظهور خراج في السرة، وقد يكون السبب هو نوع الحفاض المستخدم، أو حتى الملابس غير القطنية مثل الصوف، والتي تسبَّبت بحساسية في الجلد، فيجب الاهتمام جيداً بنظافة منطقة السُّرة، والحفاظ على جفافها أيضاً، والانتباه إلى نوع الملابس، كما يمكن وضع قطعة قماش قطنية بين منطقة السُّرة والحفاض تجنُّباً لحساسية الجلد واحمراره.
2. أسباب احمرار السرة عند الكبار:
قد يكون احمرار السُّرة عند الكبار أمراً طبيعياً في حال كان الاحمرار مؤقتاً، لكن في حال استمرَّ الأمر، وترافق مع الألم الذي يشبه الوخز أو التنميل أحياناً، فهو ناتج عن وجود التهاب فيها، قد يكون التهاباً بكتيرياً، أو نتيجة كيس جلدي أو دهني فيها، أو الإصابة بمرض داء المبيضات، ويرافق الاحمرار أيضاً العمليات التي تُجرى في السرَّة؛ مثل إصلاح الفتق.
علاج نزول السرة عند الكبار:
إنَّ هبوط السرة هي حالة صحية تحدث عند تحركها من مكانها الأساسي يميناً أو يساراً أو إلى الأعلى أو الأسفل، والتي تحدث فجأة، مثلاً عند سقوطك من مكان عالٍ أو حمل شيء ثقيل بطريقة خاطئة، والأعراض تختلف من شخص إلى آخر، ولكنَّ الأعراض الأكثر شيوعاً هي توتر الأعصاب، وتقلُّص الأوعية في الأمعاء، ممَّا يتسبَّب بعسر الهضم، وضيق في التنفس، والإصابة بالاكتئاب، والنساء معرَّضات للإصابة بنزول السرة أكثر من الرجال.
توجد عدة تطبيقات تقليدية وأساليب سائدة في الدول العربية لعلاج نزول السُّرة، ولكن جميعها طرائق علاج مؤقتة تساعد على التخفيف من المعاناة، أمَّا العلاج الطبي الوحيد والدائم لمرض نزول السُّرة هو الخضوع لعملية جراحية من قبل أطباء متخصصين بهذا الأمر.
ما هو سبب نزول الماء من السرة؟
توجد عدة أسباب كامنة وراء نزول إفرازات من السُّرة تشبه الماء، لكن ليست شفَّافة بالضرورة، منها ما يأتي:
1. البكتريا والفطريات:
تصيب السُّرة نتيجة عدم تنظيفها باستمرار، أو نتيجة وجود ثقب فيها فشكَّل بيئة مثالية لتراكم البكتريا، وقد تترافق الإفرازات برائحة كريهة، وتورُّم، وألم.
2. الجراحة:
قد تخرج الإفرازات السائلة من السرَّة بعد الخضوع لعملية جراحية في منطقة البطن، ولكن حينها يجب مراجعة الطبيب المتخصص لمعرفة الأسباب، فقد تكون ناتجة عن وجود تلوث داخل البطن، فيحتاج المريض إلى تدخل طبي عاجل.
3. الأكياس والخراجات:
تحتوي عادةً على سوائل، ويترافق وجود الأكياس والخراجات بالألم والرائحة الكريهة للإفرازات أحياناً والاحمرار.
4. مرض السكري:
يزيد مرض السكري من فرصة الإصابة بالالتهابات في السُّرة كما ذكرنا سابقاً، ومن ثمَّ خروج الإفرازات المختلفة منها.
قواعد العناية بالسرة:
يجب على الإنسان بمختلف مراحله العمرية المحافظة على نظافة سُرَّته للوقاية من الإصابة بأمراضها، وتجنُّب المضاعفات المرتبطة بالأمراض، وإليك بعض قواعد العناية فيها:
- عدم خدش السُّرَّة باستخدام أي جسم غريب أو بأصابع اليد.
- المحاولة قدر الإمكان الابتعاد عن المواد الكيميائية الضارة بالجلد، مثل مادة الكلور.
- تنظيف السُّرة يومياً بالماء الدافئ والصابون، ويمكن تنظيفها باستخدام قطعة من القطن مُبلَّلة بمحلول الماء وملح الطعام؛ وذلك من خلال مسحها مسحاً لطيفاً.
- التجفيف الجيد بعد الغسل أو الاستحمام باستخدام منشفة نظيفة أو قطعة قطن جافة، للتخلُّص من الرطوبة في منطقة السُّرة.
- ارتداء ملابس مصنوعة من أقمشة قطنية، وأنسجة طبيعية، والابتعاد قدر الإمكان عن ارتداء الملابس الضيقة.
- تجنُّب استخدام كريمات أو مواد كيميائية للبشرة على منطقة السُّرة فقد تكون غير مناسبة لها أبداً.
- عدم محاولة مسح القيح أو الإفرازات الخارجة من السُّرة باستخدام القماش؛ بل باستخدام القطن النظيف والمعقم حصراً؛ وذلك منعاً من انتشار العدوى إلى أماكن أخرى من الجسم.
- يفضَّل تناول الأطعمة الغنية بفيتامين “C”، والزنك، ومضادات الأكسدة، بعد التعرض لجروح أو الخضوع لعمليات جراحية في البطن؛ وذلك لدورها الهام في التئام الجروح.
في الختام:
السُّرة نتوء موجود على البطن عند جميع البشر ما عدا نسبة قليلة؛ وذلك نتيجة طبيعة شفاء الجسم، فالسُّرَّة هي ندبة نتجت عن قطع الحبل السري الذي يربط الأم بجنينها في الرحم، وتتعرض السُّرة لعديد من الأمراض كباقي أجهزة وأعضاء الجسم، وتظهر أعراض تشير إلى وجود حالة مرضية، مثل الحكة، والاحمرار، والذي يعود ظهورهما إلى الإصابة بالتهابات في منطقة السُّرة، كالالتهاب الناتج عن الخمائر، أو الإصابة بالبكتريا، أو مرض السكري، أو نتيجة وجود كيس دهني أو جلدي، أو الإصابة بالفطريات، أو نتيجة ارتداء الملابس الضيقة أو غير القطنية المسبَّبة لحساسية الجلد، وخاصة عند الأطفال، وبجميع الحالات السابقة يجب مراجعة طبيب متخصص، والحصول على العلاج المناسب، كما يجب الحفاظ على نظافة السُّرة باستمرار وتجنب خدشها.
اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.