الجرانولا وفوائدها الصحية
ما هي الجرانولا؟
شهدَ العالمُ في الفترات الأخيرة تحوُّلاً كبيراً نحو تنويع الأنظمة الغذائية، وأصبحَ الأفرادُ يتوجَّهون نحو خياراتٍ غذائيَّةٍ تتنوَّعُ بين الصِّحية والمُغذيَّة، وأخرى تحتوي على بعض الإضافات كالسَّكاكر والزُّيوت حسب الرغبة، وصولاً إلى الأغذية الضَّارة التي ينبغي علينا تجنُّبها، ومن بين هذه الوجبات التي حازَت على شعبيَّةٍ مُتزايدة مؤخَّراً “الجرانولا”.
الجرانولا هي خليطٌ لذيذٌ ومغذٍّ يتكوَّنُ من الشُّوفان الكامل والمكسَّرات والبُذور والفواكه المُجفَّفة، ويمكن تحليتها بالعسلِ أو شراب القيقب؛ لتعزيز الطَّعم دون الإضرار بالصِّحة، وأصبحَت الجرانولا خياراً ممتازاً لمن يسعى لتحقيق التَّوازن بين تناول طعامٍ صحيٍّ، والاستمتاع بوجبةٍ شهيَّة؛ بفضلِ مكوِّناتها الغنيَّة بالألياف والبروتينات والعناصر الغذائيَّة الأساسيَّة، فهي تُجسِّدُ الأطعمة التي توفِّرُ فوائدَ صحيَّة ملموسة، وتساهمُ في تعزيز نمط حياةٍ نشيطٍ وحيوي.
مكوِّنات الجرانولا:
تتميَّزُ الجرانولا بتنوُّعِ مكوِّناتها الغذائيَّة التي تجمعُ بين النِّكهات الطبيعيَّة والقيَم الغذائيَّة العالية.
تتضمَّنُ مكونات الجرانولا الأساسية:
1. حبوب الشُّوفان:
تمثِّلُ قاعدة الجرانولا، وتضيفُ قواماً مُقرمشاً، وتعزِّزُ من قيمتها الغذائية.
2. السكَّر أو العسل الطبيعي:
يُستخدَم بوصفه مادَّةً لتحلية الجرانولا، وإضافة الطُّعم اللذيذ.
3. مُكسَّرات متنوِّعة، مثل اللوز والجوز والكاجو:
تمنحُ الجرانولا نكهةً غنيَّةً، وتزيدُ من قيمتها البروتينيَّة والدهنيَّة الصحيَّة.
4. الفواكه المُجفَّفة، مثل الكرز والتوت والخوخ والمشمش:
تضيفُ حلاوةً طبيعيَّة ونكهةً مميَّزة إلى الجرانولا.
5. البُذور، مثل بذور الشيا والكتان:
تزيدُ من محتوى الألياف والأحماض الدهنيَّة الأساسيَّة في الجرانولا.
تُمزَجُ هذه المكوَّنات معاً وتُخبَزُ لصنعِ الجرانولا، ويمكن تناولها بوصفها وجبةً خفيفةً مليئةً بالطَّاقة والمغذِّيات، إضافةً إلى ذلك يمكنُ تحسينُ قيمتها الغذائيَّة، وتعزيز طعمها من خلال إضافة مكوِّنات إضافيَّة مثل الفواكه الموسميَّة، وهذا يجعلُ الجرانولا خياراً مثاليَّاً لتلبية احتياجاتنا الغذائية، والاستمتاع بوجبةٍ صحيَّةٍ ولذيذةٍ في أيِّ وقتٍ من اليوم.
فوائد الجرانولا:
تُعدُّ الجرانولا من بين الخيارات الصحيَّة المفضَّلة لدى الكثيرين؛ لأنَّها من الوجبات الخفيفة الغنيَّة بالمواد الصحيَّة.
إليكم بعض فوائد الجرانولا:
1. تُساعدُ على إنقاصِ الوزن:
تتميَّزُ الجرانولا بدورها الفعَّال في دعم عمليَّة فقدانِ الوزن، ومع أنَّها غنيَّةٌ بالسُّعرات الحرارية، فهي تساعدُ على تحقيقِ شعورٍ بالشَّبع لفترةٍ طويلةٍ؛ بفضل احتوائها على الألياف، ويعملُ هذا الشُّعور على تقليلِ كميَّة الطَّعام المتناولة، ويؤثِّرُ إيجاباً في العددِ الإجماليِّ للسُّعرات الحراريَّة المُستهلَكة.
إضافةً إلى ذلك، فإنَّ تناولَ الجرانولا يُساعدُ على منعِ تقلُّبات مستويات الجلوكوز في الدَّم، وهذا يُقلِّلُ من إفراز الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تخزينِ الدُّهون في الجِّسمِ، ويسهمُ في تحقيق فاعليَّةٍ أكبر في عمليَّةِ إنقاصِ الوَزن.
شاهد بالفديو: 9 نصائح لخسارة الوزن من دون ريجيم
2. تحدُّ من الكوليسترول:
تُساعدُ الجرانولا على تقليلِ مستويات الكوليسترول الضَّار في الجِّسم، فهي تحتوي على كميَّاتٍ كبيرةٍ من الألياف القابلة للذَّوبان التي تعملُ على خفضِ الكوليسترول الضَّار الذي يمكنُ أن يتراكمَ في الشَّرايين، فيعرِّضُ صحَّة القلبِ للخطر.
يسبِّبُ الكوليسترول الضَّار تراكمَ الدُّهون في الشَّرايين، ويزيدُ من احتماليَّة زيادة ضغط الدَّم والكوليسترول، وعادةً ما يدخلُ الكوليسترول الضَّار إلى الجِّسم من خلال الدُّهون والزُّيوت المُشبَعة بالدُّهون؛ لذلك يساعدُ تناول الجرانولا على مواجهة هذه المُشكلة، ويساهمُ في الحفاظ على صحَّةِ القلب.
3. تمنحُ الجِّسم الطَّاقة:
تُقدِّمُ الجرانولا لجسمك طاقةً مفيدةً دون تحميله بالسكَّريات غير الصحيَّة، فهي تمنحُك الطَّاقة اللازمة لتبقى نشطاً طوال اليوم، مع إبقاء كميَّةٍ مناسبة من السكَّر، ونسبةٍ منخفضةٍ من الدُّهون والسُّعرات الحراريَّة، وبفضل هذه التوازنات، يمكنُك الاستمتاعُ بفوائد الجرانولا دون القلقِ من زيادةِ الوزن، أو الإصابة بأمراضٍ مُزمِنة، مثل ارتفاع مستويات السكَّر في الدَّم، وأمراض القلب والسكَّري.
4. تحدُّ من فقر الدم:
تكمنُ الوقايةُ من فقرِ الدَّم في تعزيز مستويات الحديد في الجِّسم، والذي يُعدُّ أساسيَّاً لصحَّة خلايا الدَّم الحمراء، ويمكنُ أن يسبِّبَ فقدانُ الحديد مشكلاتٍ صحيَّة، مثل: التَّعب المستمر، وضعف الجِّسم، وانخفاض الطَّاقة.
يمكنُ أن تكون الجرانولا المُقرمَشة حلَّاً مثاليَّاً، فهي تحتوي على كميَّةٍ لا بأس بها من الحديد، الأمر الذي يساعد على منع فقر الدم، ويحافظُ على صحَّةِ جسمك، وتناول الأطعمة الغنيَّة بالحديد مثل الجرانولا يمكنُ أن يقلِّلَ من ظهور الأعراض المُزعِجة، مثل: الصُّداع المستمر، والتنفُّس غير المُنتظَم، والشُّعور بالتَّعب.
5. تُعدُّ مصدراً لفيتامين E:
إضافةً إلى الفوائد المعروفة للجرانولا، فإنَّها تُعدُّ أيضاً مصدراً ممتازاً لفيتامين E، الذي يُعدُّ ضروريَّاً لصحَّة الجلد والشَّعر، وبصرف النَّظر عن المصادر التقليديَّة لهذا الفيتامين، مثل: اللوز، والفول السوداني، وفول الصويا، والخضروات الورقية، فيمكنُك أيضاً الاعتمادُ على تناولِ جرعتك اليوميَّة من الفيتامين E من خلال تناول الجرانولا بانتظام.
6. تُعدُّ مصدراً للبروتينات والألياف:
تُعدُّ الجرانولا مصدراً للبروتين والألياف المتنوِّعة – كما ذكرنا آنفاً – فهي تمتازُ بغناها بالبروتين والألياف القابلة للذوبان، ويساهم البروتين الموجود في الجرانولا في الشُّعور بالشَّبع لفترةٍ أطول، وهذا يُعزِّزُ بناء وتقوية العضلات، أمَّا بالنِّسبة إلى الألياف، فتساهمُ في تنظيف الجهاز الهضميِّ وتعزيز التَّمثيل الغذائي لديك، ويمكن للبروتين والألياف الموجودة في الجرانولا أن تساعدَ على تخفيف حرقة المعدة، والوقاية من سرطان القولون والمستقيم.
7. تُعدُّ مصدراً للدُّهون المفيدة:
تُعدُّ الجرانولا مصدراً للدُّهون الصحيَّة التي قد تأتي من المُكسَّرات والبذور والزُّيوت الموجودة فيها، وتقدِّمُ حصَّةً من الجرانولا حوالي 4 جرامات من الأحماض الدهنيَّة الأحاديَّة غير المُشبَعة، وحوالي 4 جرامات من الأحماض الدهنيَّة المتعدِّدة غير المشبعة، وهذه الأنواع من الدُّهون يمكن أن تساهمَ في خفضِ مستويات الكوليسترول وضغط الدم، وتقليلِ التهابات الجسم، وقد تساهمُ هذه التأثيرات في الوقاية من أمراض القلب والسكَّري والسرطان والحالات الالتهابيَّة، وتُعدُّ أحماض أوميجا 3 الدهنيَّة غير المُشبَعة أساسيَّة في الجرانولا؛ لضمان وظيفة الدِّماغ السَّليمة.
8. تُعدُّ مصدراً للمعادن:
تُعدُّ الجرانولا مصدراً غنيَّاً بالمعادن الضروريَّة لجسم الإنسان، وتحتوي تقريباً على جميع العناصر الغذائيَّة التي يحتاجها جسمك يوميَّاً، ويُعدُّ المغنيسيوم الذي يوجد بكميَّاتٍ كبيرة في الجرانولا، جزءاً أساسيَّاً في أكثر من 300 تفاعل إنزيمي في جسمك، ويساهمُ في إنتاجِ الطَّاقة واستخدام الكالسيوم وعلاج العظام، إضافةً إلى ذلك يُعدُّ الفوسفور أحد المعادن الرئيسة في الجرانولا، ويساهم في توازن الحمض القاعدي في الجِّسم، وإنتاج بعض البروتينات.
على الرغم من أنَّ السيلينيوم والزنك والنحاس والمنغنيز توجد بكميَّات صغيرة في الجرانولا، إلا أنَّها ضرورية لتشكيل الأنسجة الضَّامة وخلايا الدَّم الحمراء والعظام، وتساهم في الحفاظ على صحَّة الجِّهاز المناعي والجِّهاز العصبي والقلب والأوعية الدموية، إضافةً إلى ذلك تساهم في تنظيم الغدَّة الدرقيَّة، وتعزِّز الشِّفاء الصَّحيح لجسمك.
9. الجرانولا جيِّدة للنساء الحوامل:
من ضمن فوائد الجرانولا القليلة المعروفة تبرزُ فوائدها للسيِّدات الحوامل، فهي تُعدُّ مصدراً غنيَّاً بالعناصر الغذائيَّة الأساسيَّة التي يحتاجها الجسم في هذه الفترة الحيويَّة، ومن أبرز هذه العناصر الغذائيَّة حمض الفوليك، الذي يلعب دوراً هامَّاً في تعزيز صحَّةِ الحمل، وتسهيل عمليَّة الولادة، والحدِّ من خطر حدوث تشوُّهات خلقيَّة للجنين؛ ولذلك فإنَّ تضمين الجرانولا في نظامكِ الغذائي خيارٌ ممتاز للنِّساء الحوامل اللواتي يسعينَ إلى تحقيق حملٍ صحيٍّ ومريحٍ.
10. تُعدُّ مصدراً للبروتين النباتي:
يُعدُّ فهم أهميَّة البحث عن مصادر بروتينيَّة ملائمة في حال كنت تتبعُ نظاماً غذائيَّاً نباتيَّاً تحدياً كبيراً، وبالنَّظر إلى أنَّ معظم مصادر البروتين التقليديَّة مثل اللحم والسَّمك والبيض والألبان من المصادر الحيوانيَّة – والتي قد لا تكون ملائمة للنباتيين – فإنَّ الجرانولا تبرزُ بصفتها خياراً ممتازاً لتلبيةِ احتياجات البروتين، فكلُّ 100 جرام من الجرانولا تحتوي على ما يعادل 12 جراماً من البروتين، وهو ما يزيد عن كميَّة البروتين الموجودة في بيضتين.
11. تُحسِّنُ الدَّورة الدمويَّة:
إنَّ الجرانولا غنيَّةٌ بالمعادن الأساسيَّة التي تؤدي دوراً حيويَّاً في دعم صحَّة الجِّسم، وتشملُ هذه المعادن الصوديوم والبوتاسيوم، اللذان يساهمان في تعزيز تدفُّق الدَّم الغذائي الصحي وتحسين الدورة الدموية، ومن المعروف أنَّ الحصولَ على دورة دمويَّة صحيَّة أمرٌ أساسيٌّ للحفاظ على أداءِ الجِّسم في النشاطات الرياضيَّة والحفاظ على صحَّة الوظائف الإدراكيَّة، لذلك يُعدُّ تناول الجرانولا جزءاً أساسيَّاً لنمط حياةٍ صحيٍّ؛ فهي تعملُ على دعمِ الدَّورة الدمويَّة، وتعزيز الصحَّة العامَّة.
في الختام:
نستنتجُ أهميَّة تناول الجرانولا؛ لأنَّها جزءٌ أساسيٌّ من نمط حياةٍ صحيٍّ ومتوازنٍ، وتتمتَّعُ بالعديد من الفوائد الصحيَّة المُذهِلة، فهي تُمثِّلُ مصدراً غنيَّاً بالبروتين، والألياف، والدُّهون الصحيَّة، والمعادن الأساسيَّة، وتساهمُ في دعم الصحَّة العامَّة، والحفاظ على اللياقة والنَّشاط.
اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.