الثقافة الصحية

التهاب المرارة المزمن والألم الصفراوي


تتعرض المرارة كغيرها من أعضاء الجسم البشري للأمراض والالتهابات، فتتأثَّر وظيفتها وتسبب الألم والتورم والتهيج، ويحدث التهاب المرارة عندما تتحول الصفراء الموجودة داخلها إلى كتل صلبة تُعرَف باسم حصى المرارة، فتسبب الحصى التهابات وألماً شديداً يمكن أن يتطور إلى التهاب المرارة الحاد أو المزمن.

تتضمن أعراض التهاب المرارة الحاد الألم الشديد في الجزء العلوي من البطن أو الظهر، والغثيان والتقيؤ، والحمى والقشعريرة، والصفار في الجلد والعينين، وهو لحسن الحظ وتطور الطب مرض قابل للعلاج باستخدام الأدوية والراحة والتغذية الملائمة، أو عبر إجراء عملية جراحية لإزالة المرارة، في الحالات الأكثر تعقيداً.

نفرد هذا المقال عن التهاب المرارة المزمن والتهاب المرارة البسيط والألم الصفراوي والألم المراري، راجين الله تعالى أن يجنبكم هذه الآلام ومتمنين لكم دوام الصحة والعافية.

ما هو التهاب المرارة المزمن؟

التهاب المرارة المزمن هو حالة مَرَضية تتميز بالتهاب مستمر ومتكرر في المرارة، وقد يستمر هذا الالتهاب لعدة أشهر أو سنوات، ويحدث التهاب المرارة المزمن عادةً نتيجة لتراكم الصفراء داخل المرارة وتكوُّن حصى المرارة، ويمكن أن يسبب ألماً شديداً وتورماً في المرارة.

من أهم الأعراض التي تصاحب التهاب المرارة المزمن هي الألم المزمن في الجزء العلوي من البطن، والتورم والتهيج في المنطقة المحيطة بالمرارة، والغثيان والقيء، والانتفاخ والغازات، والإسهال أو الإمساك.

كما يمكن أن يتسبب التهاب المرارة المزمن بارتفاع مستويات الصفراء في الدم، وتغيُّر لون البول إلى اللون الداكن، وتغيُّر لون البراز إلى اللون الفاتح، ومن الهام الكشف عن التهاب المرارة المزمن في وقت مبكر وعلاجه بسرعة لتجنب المضاعفات التي قد تودي بحياة المرضى.

أعراض التهاب المرارة المزمن:

تختلف أعراض التهاب المرارة المزمن وفقاً لشدته ومدته، ومن بين الأعراض الشائعة التي يمكن أن تصاحب هذه الحالة:

  • آلام في الجزء العلوي من البطن والظهر، وتزداد شدة الألم عادةً بعد تناول الطعام الدسم أو الثقيل.
  • الغثيان والقيء.
  • انتفاخ البطن والغازات.
  • صعوبة في هضم الطعام.
  • حرقة المعدة.
  • تغيُّر لون البول إلى اللون الداكن.
  • تغيُّر لون البراز إلى اللون الفاتح.
  • اصفرار لون الجلد والعينين.

يمكن أن يتطور التهاب المرارة المزمن إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب البنكرياس والتهاب المرارة الحاد، ويزيد خطر حدوث هذه المضاعفات في حالة عدم علاج التهاب المرارة المزمن علاجاً صحيحاً؛ لذلك ينبغي على المرضى الذين يشعرون بأي من هذه الأعراض زيارة الطبيب للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.

تشخيص التهاب المرارة المزمن:

يمكن تشخيص التهاب المرارة المزمن من خلال عدة طرائق، ومن بينها:

1. الفحص الطبي السريري:

يفحص الطبيب الجزء العلوي من البطن والظهر والمنطقة المحيطة بالمرارة، ويبحث عن أي علامات على وجود تورم أو ألم أو تغير في لون الجلد.

2. التصوير بالأشعة السينية:

تُجرى صورة أشعة للبطن للكشف عن حصى المرارة أو أي تغييرات في هيئة المرارة.

3. التصوير بالموجات فوق الصوتية:

يُستخدَم جهاز الأمواج فوق الصوتية لإنشاء صور للمرارة والكبد والبنكرياس.

4. التصوير بالرنين المغناطيسي:

يُستخدَم جهاز MRI لإنشاء صور مفصلة للمرارة والبنكرياس والكبد، ويمكن استخدام هذا الاختبار للكشف عن حصى المرارة وأي تغييرات في هيكلها.

5. فحص الدم:

تُفحَص عينات الدم للكشف عن أي تغييرات في مستويات الأنزيمات الكبدية والصفراء، ويمكن أن تشير تلك التغييرات إلى وجود التهاب المرارة المزمن.

يرتكز تشخيص التهاب المرارة المزمن على تحديد الأعراض وإجراء الفحوصات المناسبة، وبناءً على نتائج الفحوصات، يمكن للطبيب تحديد العلاج المناسب للمريض.

ما هو علاج التهاب المرارة المزمن؟

يعتمد علاج التهاب المرارة المزمن على الشدة والأعراض التي يعاني منها المريض، ومن بين العلاجات المستخدمة:

1. العلاج الدوائي:

يمكن استخدام الأدوية لتخفيف الألم والتورم والتهيج في المرارة، كما يمكن استخدام الأدوية للتحكم في الصفراء وتقليل الانتفاخ والغازات.

2. الحمية الغذائية:

ينبغي على المرضى تجنب الأطعمة الدسمة والثقيلة والحارة والمنبهة للحموضة، ويجب تناول الأطعمة الغنية بالألياف والخضراوات والفواكه والبروتينات الخفيفة لتخفيف الأعراض.

3. الجراحة:

الجراحة

في حالة عدم استجابة المريض للعلاجات السابقة أو في حالة تطور التهاب المرارة المزمن إلى مضاعفات خطيرة، يمكن أن يكون علاج التهاب المرارة المزمن هو استئصال المرارة بواسطة الجراحة.

في جميع الأحوال يجب على المرضى زيارة الطبيب للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب لحالتهم.

طرائق الوقاية من التهاب المرارة المزمن:

طرائق الوقاية من التهاب المرارة المزمن

تتضمن طرائق الوقاية من التهاب المرارة المزمن ما يأتي:

1. الحفاظ على وزن صحي:

الوزن الزائد يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المرارة المزمن، لذلك يجب تجنُّب السمنة والحفاظ على وزن صحي كواحدة من طرائق الوقاية من التهاب المرارة المزمن، وذلك عبر اتباع نظام غذائي ملائم وممارسة الرياضة بانتظام.

2. تجنُّب الطعام الدهني والثقيل:

يجب تجنُّب تناول الأطعمة الدهنية والثقيلة والحارة والمنبهة للحموضة، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف والخضراوات والفواكه والبروتينات الخفيفة.

3. تجنُّب التدخين:

من طرائق الوقاية من التهاب المرارة المزمن نذكر ضرورة تجنُّب التدخين، فهو يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المرارة المزمن.

4. الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي:

يجب تناول الأطعمة الصحية والملائمة للجهاز الهضمي والحرص على تجنُّب الإفراط في تناول الكحول والمنبهات.

5. الاهتمام بصحة الجهاز العصبي:

تشير الدراسات إلى أنَّ الإجهاد النفسي والتوتر يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المرارة المزمن، لذلك يجب الاهتمام بصحة الجهاز العصبي وتجنُّب الإجهاد الزائد.

ما هو الألم الصفراوي؟

الألم الصفراوي: biliary colic هو نوع من الألم المرتبط بتوقف تدفق الصفراء من المرارة، ويحدث ذلك عندما يتشكل حصى صفراوي في المرارة ويعوق مرور الصفراء من المرارة إلى الأمعاء الدقيقة، وهذا يؤدي إلى تراكم الصفراء وارتفاع ضغط المرارة وتوسعها، الأمر الذي يسبب الألم.

يتميز الألم الصفراوي بشدته، ويكون في العادة حاداً ومفاجئاً ويمتد إلى الظهر أو الكتفين أو العنق، وقد يستمر لعدة ساعات، وقد يصاحب الألم الصفراوي اضطرابات هضمية مثل الغثيان والقيء والانتفاخ والغازات.

إذا كان المريض يعاني من الألم الصفراوي، يجب عليه استشارة الطبيب لتحديد السبب والعلاج المناسب، فقد يتطلب العلاج استئصال المرارة في حالة وجود حصى صفراوية، أو معالجة التهاب المرارة المزمن، أو استخدام الأدوية لتخفيف الألم وتحسين تدفق الصفراء.

ما هو الألم المراري؟

الألم المراري: cholecystitis هو حالة تتعرض فيها المرارة للالتهاب، ويحدث عادة نتيجة لتراكم الحصى الصفراوية في المرارة، ويسبب الألم المراري عادة ألماً حاداً في الجزء العلوي الأيمن من البطن، وقد يمتد الألم إلى الظهر أو الكتف أو الفك العلوي.

يمكن أن يترافق الألم المراري مع أعراض أخرى مثل الحمى والغثيان والقيء وفقدان الشهية، ويمكن أن يسبب الألم المراري تورماً واحمراراً وحساسية في المنطقة التي تقع فيها المرارة.

تشخيص الألم المراري يتضمن فحص الطبيب للمريض وتحليل الأعراض والتاريخ الطبي، ويمكن أيضاً إجراء عدة فحوصات إضافية مثل فحص الدم والأشعة السينية والتراسونيك للمرارة لتأكيد التشخيص.

يتضمن علاج الألم المراري تخفيف الألم ومعالجة التهاب المرارة، ويمكن أن يشمل العلاج استخدام الأدوية وإجراء تغييرات في النظام الغذائي، وفي حالات الألم المراري الحاد الذي يتطلَّب العلاج الفوري، يمكن أن يتضمن العلاج إزالة المرارة عن طريق عملية جراحية.

هل الألم الصفراوي هو نفسه الألم المراري؟

رغم أنَّ الألم الصفراوي والألم المراري مرتبطان بالجهاز الهضمي والمرارة، لكنَّهما يمثلان حالتين مختلفتين.

الألم المراري يحدث عندما تتعرض المرارة للالتهاب، وهو عادة ما يحدث بسبب تراكم الحصى الصفراوية في المرارة، ويترافق الألم المراري مع أعراض أخرى مثل الحمى والغثيان والقيء وفقدان الشهية.

أما الألم الصفراوي فيحدث عندما يتشكل حجر صفراوي في المرارة ويعوق مرور الصفراء من المرارة إلى الأمعاء الدقيقة، وهذا يؤدي إلى تراكم الصفراء وارتفاع ضغط المرارة وتوسعها، وهذا بدوره يسبب الألم.

يمكن القول إنَّ الألم المراري يترافق مع أعراض أخرى تشير إلى التهاب المرارة، في حين يكون الألم الصفراوي عبارة عن ألم حاد وحادث وعابر يحدث بسبب انسداد تدفُّق الصفراء من المرارة.

ما هو التهاب المرارة البسيط؟

التهاب المرارة البسيط: simple cholecystitis هو حالة التهاب في المرارة تحدث عادة بسبب اضطراب في وظائفها، وليس بسبب وجود حصوات صفراوية، ويُعرَف التهاب المرارة البسيط بالتهاب طفيف في جدران المرارة، ولا يترافق عادة مع أعراض شديدة.

تشمل أسباب التهاب المرارة البسيط العامل الوراثي والتعرض للتوتر والإجهاد، كما يمكن أن يتعلق الأمر بتناول الطعام الدهني والثقيل بشكل متكرر، وتشمل أعراض التهاب المرارة البسيط الألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن والغثيان والقيء والتورم والحساسية في المنطقة التي تقع فيها المرارة، وعادةً ما تزول هذه الأعراض بعد فترة وجيزة من الوقت، خاصةً في حالات التهاب المرارة البسيط الخفيف.

يمكن علاج التهاب المرارة البسيط بالأدوية المضادة للالتهابات والتغييرات في النظام الغذائي والراحة، وفي بعض الحالات النادرة التي يكون فيها التهاب المرارة البسيط شديداً ويترافق مع أعراض خطيرة، يمكن أن يتطلب العلاج إزالة المرارة عن طريق الجراحة.

في الختام:

يعد التهاب المرارة المزمن والبسيط من الحالات الطبية الشائعة والتي تسبب الألم والتوتر للمرضى، وهي حالات تحدث عادة نتيجة لتراكم الحصى الصفراوية في المرارة، أو التعرض لالتهابات بكتيرية أو فيروسية، أو نتيجة لاضطرابات في وظائف المرارة.

ولتجنُّب التهابات المرارة وتقليل خطر حصوات المرارة، يُنصَح بتناول وجبات صحية وخفيفة ومتوازنة، وممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، وتجنُّب التدخين وتقليل تناول الكحول، والحفاظ على الوزن المثالي، وفي حالة ظهور أعراض غير طبيعية أو شديدة، ينبغي استشارة الطبيب فوراً لتحديد السبب والعلاج المناسب.


اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading