الثقافة الصحية

أكثر أعراض نوبة الشقيقة إثارة للدهشة


إذ تكون بعض أعراضها واضحةً، كتبدُّلات الرؤية، والحساسية للضوء، والصُّداع المُضني والمستهلك للطاقة، لكنَّ أجزاءً مُعيَّنةً من الدماغ تفقد وظائفها خلال نوبة الشقيقة وقبل أن يبدأ ألم الرأس حتَّى، وهذا يؤثِّر في مناطق أخرى من الجسم، وربَّما بهذه الطريقة تبدو الأعراض غير مرتبطةٍ بالشقيقة، وإن كنتَ تتعرَّض للشقيقة بصورة مُزمِنة بمُعدَّل أكثر من نصف أيام الشهر، فإنَّك ستُعاني من أعراضٍ تستمر حتى بعد نوبة الشقيقة.

سنعرضُ فيما يأتي بعض العلامات الخفيَّة للشقيقة، والتي ينبغي الانتباه لها والحذر منها، بالإضافة إلى بعض المُلاحظات الهامَّة الأخرى عنها لوضعها في الحسبان:

1. التشوُّش الذهني وضبابية الدماغ وعدم القدرة على الكلام:

إن لم تتمكَّن يوماً من إيجاد الكلمات المناسبة أو الصحيحة، أو فقدت فجأةً القدرة على التعبير عن نفسك، أو ربَّما نسيت مرةً ما كنت تتحدث عنه تماماً في مُنتصف حديثك، فقد تكون هذه الحالات عرضاً مُخيفاً للشقيقة، لكنَّه شائعٌ جداً.

لقد قال الدكتور “مدحت ميخائيل” (Medhat Mikhael) اختصاصيُّ إدارة الألم والمدير الطبي للبرنامج غير الجراحي في “مركز صحة العمود الفقري في مركز ميموريال كير أورانج كوست الطبي” (the Spine Health Center at MemorialCare Orange Coast Medical Center)، في “ولاية كاليفورنيا” (State of California): “تُعَدُّ صعوبة الكلام أو النُّطق، وفقدان الذاكرة، والتشوُّش الذهني بعضاً من أكثر أعراض الشقيقة إثارةً للدهشة”.

كما أشار “بلومنفيلد” إلى أنَّه يمكن لنوبات الشقيقة أن تقود إلى خللٍ في مراكز اللغة الموجودة في الدماغ، ممَّا ينتج عنه فقدان القدرة على التعبير عن نفسك، قائلاً: “ينطفئ ذلك الجزء من القشرة المخية الذي تُخزَّن فيه اللغة والمُفردات خلال هذه المرحلة من الشقيقة”.

2. الدوار أو فقدان حس الاتجاه:

يشير “بلومنفيلد” إلى أنَّ معظم المرضى الذين يُعانون من الدوار يميلون للإصابة بنوبات الشقيقة أيضاً، قائلاً: “معظم مرضى الدوار الذين ينتهي بهم الأمر بالإصابة بالشقيقة؛ فقد يكون لديهم ما يُسمَّى تحديداً بالدوار المرتبط بالصداع النصفي أو الصداع النصفي الدهليزي، والذي لا يترافق دوماً بصداعٍ مؤلم، ممَّا يعني أنَّ الدوار قد يكون عرضاً للشقيقة في حدِّ ذاته، أو يمكن أن يترافق مع نوبات الشقيقة الدورية.

وإن كان لديك تاريخ من الإصابة بالشقيقة وتُعاني من نوبات دوارٍ بين الحين والآخر، فما يزال من المُمكن أن تكون هذه النوبات نوبات شقيقة أيضاً، حتَّى وإن كان بعضُها لا يتضمَّن آلام الشقيقة، وخصوصاً في غياب إصابتك بأي مرض آخر يمكن أن تُعزى له نوبات الدوار تلك”.

3. التعب:

إن كنت تشعر بالتعب طوال الوقت، فربَّما تكون الشقيقة هي السبب؛ إذ يُعَدُّ التعب المُزمِن عرضاً من أعراض الشقيقة المُزمنة والذي يمكن أن يحدث قبل النوبة وخلالها، بالإضافة إلى حدوثه فيما بين النوبات، ويقول “بلومنفيلد”: “قد يكون التعب الناجم عن الشقيقة جسدياً أو ذهنياً أو كلاهما.

قد تعاني من البُطء المعرفي الذي يتمثَّل بالتفكير البطيء، إضافة إلى الفُتُور – وهو حالة من التعب والنُّعاس والضجر والكسَل وقلة الطاقة – وإن كان دماغك يعمل ببطء في أثناء عملك ومحاولتك أن تكون مُنتِجاً، فإنَّك ستُصاب بالتعب بسرعةٍ أكبر؛ إذ ينجم هذا كلُّه عن القشرة المخيَّة في دماغك”.

إن كان التعب من الأعراض الرئيسة بالنسبة إليك لدرجة أنَّه يُثنيك عن أداء مهامك وواجباتك اليومية، فإنَّ علاج نوبات الشقيقة بطريقة صحيحة يمكن أن يساعدك على استعادة بعض من طاقتك حسب قول “بلومنفيلد”؛ لذا لا تنسَ ذكر موضوع إصابتك بالتعب بوصفه عرضاً للشقيقة حين تناقش الخطة العلاجية مع طبيبك.

يقول “بلومنفيلد” موضِّحاً: “يمكن لبعض الأدوية المُستخدَمة في علاج الشقيقة أن تزيد من التعب الذي يُصيب المريض، ومن ذلك بعض الأدوية القديمة للوقاية من الشقيقة، والتي ربَّما تساعد على التخلُّص من الصداع، لكنَّ المريض يكون مُرهَقاً جداً عند استخدامها”.

4. الخَدَر أو الحساسية:

تقول الدكتورة “هوما يو. شيخ” (Huma U. Sheikh)، وهي طبيبة أعصاب حائزة على شهادة البورد مع تدريبٍ تخصُّصي فرعي في طب الصداع من “مستشفى هارفارد بريغهام والنساء” (Harvard-Brigham and Women’s Hospital): “أظنُّ أنَّ ما يُدعَى بالألم الخيفي أو المُخالِف هو أكثر أعراض الشقيقة إثارة للدهشة، والذي لا يدركه الناس على أنَّه من أعراضها، وهو عرَضٌ قد تبدأ فيه اللمسة العادية بأن تصبح مهيِّجةً ومؤلمة ومُزعِجة، فإن شعرتَ يوماً بأنَّ شعرك يؤلمك مثلاً أو تحسَّست فجأةً من قلادةٍ أو نظاراتٍ اعتدْتَ على ارتدائها باستمرار، قد ينجمُ ذلك عن فرط حساسية الأعصاب التي تبدأ بتصوُّر الأحاسيس الطبيعية وتفسيرها على أنَّها مؤلمة”.

5. القلق والاكتئاب:

يُعَدُّ القلق والاكتئاب شائعَين في الشقيقة، بالإضافة إلى ارتباطهما وراثياً معها؛ إذ يقول “بلومنفيلد”: “هذه الحالاتُ مُتوارثةٌ في العائلات، ففي الفترة الفاصلة بين النوبات يميلُ معظم مرضى الشقيقة للإصابة بالقلق بدرجات كبيرة، وربَّما يشعرون بالقلق والتوتُّر حيال آلام النوبة التالية، ولكنَّهم قد يعانون أيضاً من القلق ونوبات الهلع بمعزلٍ عن قلقهم بشأن الصداع”.

يُردِف قائلاً: “إن دقَّقتَ في مُعدَّل حوادث القلق والاكتئاب، ستجد أنَّه كلَّما زاد تواتُر حدوث نوبات الشقيقة واقتربت من بعضها، زادَ الارتباط بينها وبين القلق والاكتئاب؛ إذ نلاحظ إصابة مرضى الشقيقة المزمنة بالقلق والاكتئاب في أكثر من ثُلُث الحالات”.

شاهد بالفديو: كيف تعيش بعيداً عن الاكتئاب؟

 

6. الاضطراب الهضمي والغثيان:

قد يرتبط كلٌّ من الغثيان والتقيُّؤ والإسهال بالشقيقة بوصفها أعراضاً بحدِّ ذاتها، وكذلك على شكل حالةٍ من المراضة المُشتركة – تُعرَّف طبياً بأنَّها وجود اعتلال أو مرض إضافي أو أكثر بالتزامن مع مرض أو اعتلال أساسي أو مع تأثير تلك الأمراض أو الاعتلالات – وذلك وفقاً للدكتور “بلومنفيلد” الذي يقول: “تبيَّن أنَّ إفراغ المعدة يتأخر خلال نوبات الشقيقة بما يُعرَف بحالة الركودة المَعِدية، وهذا يؤدي إلى الشعور بهذه الأحاسيس من الغثيان وغيره من المشكلات المَعِدية”.

7. الرغبة واللَّهفة الكبيرة لتناول الشوكولاتة:

يُشير الدكتور “بلومنفيلد” إلى وجود مرحلة أولية لهجمة الشقيقة تحدث قبل أن يبدأ أي شعورٍ بالصداع، وتُدعَى المرحلة المُنذِرة أو الاستباقية، والتي تضمُّ عادةً الشعور بالتعب والعطش والآلام الرقبية والتثاؤب، بالإضافة إلى الرغبة والتَّوْق الشديد لتناول الأطعمة ومن ضمنها الشوكولاتة، مُضيفاً بدقة أنَّ الشوكولاتة في هذه الحالة هي رغبةٌ لدى الشخص وليست محفِّزاً لحدوث نوبة الشقيقة.

لذا إن شعرتَ فجأةً باشتهاءٍ شديد ورغبةٍ عارمة بتناول كميات كبيرةٍ من الحلوى بالشوكولاتة، فقد يكون هذا بمنزلة إنذارٍ بحدوث نوبة الشقيقة التالية، وقد يساعدك شعورك بالتَّوق الشديد لتناول الشوكولاتة إلى جانب الأعراض الأخرى لهذه المرحلة على تحديد النوبة الوشيكة التالية والتنبُّؤ بها قبل الشعور بألم شديد، وهذا يمنحك فرصة لإيجاد دوائك.

8. احتقان الأنف:

تبدأ معظم نوبات الشقيقة باحتقان الأنف، وذلك وفقاً لاختصاصية الصُّداع “مورين أ. موريارتي” (Maureen A. Moriarty)، وهي زميلة حالية في “جمعية الصداع الأمريكية” (American Headache Society)، وتبيِّن أنَّ تحفيز السُّبُل الألمية في العصب ثلاثي التوائم – هو جزء من الجهاز العصبي ويُدعى العصب القحفي الخامس، وهو مسؤول عن نقل الإيعازات الحسية للوجه وعن الوظائف الحركية مثل العض والمضغ – هو ما يسبِّب الاحتقان في الأغشية المخاطية للأنف.

تقول مورين: “سيُصبح معظم الأشخاص غالباً مُعتمدين أو مُدمنين على الأدوية المُزيلة لاحتقان الأنف خلال محاولتهم تخفيف هذا العَرَض، كما أنَّهم ينسون ذكره لطبيبهم لأنَّهم لا يُدرِكون أنَّ احتقان الأنف هو جزءٌ من الشقيقة؛ لذا يجب أن تُعلِمَ طبيبك إن كان الصداع لديك مسبوقاً بالاحتقان الأنفي، لأنَّ التحكُّم بنوبات الشقيقة يمكن أن يؤدي إلى السيطرة عليه والتخفيف منه”.

في الختام:

سترغبُ في رؤية طبيب أعصابٍ واستشارته في أقرب وقت ممكن. يعترف “بلومنفيلد” بأنَّها قد تكون عمليةً مُرهِقة، فلا يوجد الكثير من الاختصاصيين الذين يمكن الوصول إليهم، كما يمكن لأعراض الشقيقة أن تكون غالباً مضلِّلة بينها وبين أمراضٍ أخرى.

ثمَّة عدة حالات يصعب فيها تحديد أي التجارب والأحاسيس التي يمرُّ بها المريض هي أعراض ناجمة عن نوبة الشقيقة، وأيُّها تُعدُّ أمراضاً مستقلةً تصيبُه جنباً إلى جنب بالتزامن مع الشقيقة بما يُعرَف بالمراضة المُشترَكة، فقد نجدُ مثلاً تقاطعاً أو تداخلاً بين الأعراض والمراضات المُشتركة كالقلق والاكتئاب؛ إذ يمكن للشقيقة أن تسبِّب الاكتئاب، وكذلك يمكن للاكتئاب أن يساهم في خطر الإصابة بنوبة شقيقة.

هذا يعني أنَّ الأطباء قد يضطرون إلى إعطائك علاجات خاصة بعدَّة أمراض؛ لذا يجب إيجاد طبيبٍ تثق به ومستعد لتفصيل خطة علاجية مناسبة لك ومُصمَّمة لتتوافق مع وضعك واحتياجاتك، ومهما فعلتَ لا تلتزم بتعليمات طبيبٍ يجعلك تشعر وكأنَّك تتعامل مع مُجرَّد صداعٍ فقط؛ إذ يقول الدكتور “بلومنفيلد”: “إنَّ الشقيقة حالةٌ وراثية وليس لك أي ذنبٍ فيها؛ لذا أخبِر طبيبك باعتقادك أنَّك مُصابٌ بها”.

The Most Surprising Symptoms Of A Migraine Attack


اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading