ما هو الأكل الواعي وكيف يتم ممارسته؟
انضموا إلينا في هذه الرحلة لاكتشاف الطريقة التي يُمكننا من خلالها تحويل علاقتنا مع الطعام إلى علاقة صحية وسليمة.
ما هو تعريف الأكل الواعي؟
الأكل الواعي ليس مجرد نظام غذائي أو أسلوب لتناول الطعام، بل هو رحلةٌ إلى الحضور الكامل في لحظة تناول الطعام، ويُعرَّف الأكل الواعي ببساطة بأنَّه التركيز على تجربة تناول الطعام بكل حواسك، بدءاً من شراء المكونات واختيارها، مروراً بتحضيرها وترتيبها على المائدة، وصولاً إلى تذوُّقها ببطءٍ ووعي.
يتجاوز الأكل الواعي التركيز على الكمية إلى التركيز على النوعية، فبدلاً من التركيز على عدد السعرات الحرارية أو كمية الطعام التي تتناولها، يُشجِّعك الأكل الواعي على الانتباه إلى احتياجات جسمك وتناول ما تحتاجه فقط.
يُساعدك الأكل الواعي على التعرُّف إلى مشاعرك، وهذا يُمكِّنك من التمييز بين الجوع الحقيقي والجوع العاطفي، فأحياناً قد نلجأ إلى تناول الطعام بوصفه طريقةً للتعامل مع الضغوطات أو الملل أو المشاعر السلبية، بينما لا يكون جسمنا يحتاج فعلياً إلى الطعام.
فوائد الأكل الواعي:
توجد عدة فوائد للأكل الواعي ولعلَّ أبرزها:
أولاً: الصحة الجسدية
1. تحسين الهضم:
يُساعد المضغ الجيِّد وتناول الطعام ببطء على تحسين عملية الهضم، وه ا يُقلِّل من مشكلات عسر الهضم والانتفاخ، كما يُساهم في إفراز أنزيمات الهضم إفرازاً أفضلَ، وهذا يُحسِّن من امتصاص العناصر الغذائية.
2. تقليل الوزن:
يُساعد الأكل الواعي على التحكُّم في كمية الطعام المتناولة، وهذا قد يؤدِّي إلى فقدان الوزن الزائد.
3. تحسين صحة القلب:
يُقلِّل الأكل الواعي من ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، وهذا يُحسِّن صحة القلب ويُقلِّل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
4. تعزيز جهاز المناعة:
يُساعد الأكل الواعي على تحسين صحة الأمعاء، وهذا يُعزِّز جهاز المناعة ويُحسِّن من مقاومة الجسم للأمراض.
ثانياً: الصحة النفسية
1. تقليل التوتر والقلق:
يُساعد الأكل الواعي على الحضور في اللحظة الحالية، وهذا يُقلِّل من مشاعر التوتر والقلق، ويُعزِّز الشعور بالهدوء والاسترخاء.
2. تحسين التركيز:
يُساعد الأكل الواعي على تحسين التركيز والانتباه، وهذا يُحسِّن من الأداء الدراسي أو المهني.
3. تحسين جودة النوم:
يُساعد الأكل الواعي على تحسين جودة النوم، وهذا يُقلِّل من الأرق واضطرابات النوم.
4. تعزيز الشعور بالرضى:
يُساعد الأكل الواعي على الشعور بالرضى عن الطعام، وهذا يُقلِّل من الأكل العاطفي، ويُعزِّز من الشعور بالسعادة والرضى عن الحياة.
ثالثاً: فوائد أخرى
1. زيادة المتعة بتناول الطعام:
يُساعد الأكل الواعي على التركيز على طعم الطعام وملمسه، وهذا يُزيد من المتعة بتناوله، ويُحسِّن من تجربة تناول الطعام عموماً.
2. تطوير علاقة صحية مع الطعام:
يُساعد الأكل الواعي على تطوير علاقة صحية مع الطعام، وهذا يُقلِّل من المشاعر السلبية تجاه الطعام، ويُحسِّن من الشعور بالثقة بالنفس.
لا يُعدُّ الأكل الواعي حلَّاً سحرياً لجميع مشكلات الأكل، فيحتاج إلى وقت وممارسة منتظمة، ويمكن أن يكون مفيداً للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل أو الذين يرغبون في تحسين علاقتهم بالطعام.
شاهد بالفيديو: 7 نصائح لتغذية صحية سليمة
تطبيق تقنية الأكل الواعي: رحلة نحو علاقة صحية مع الطعام
تُعدُّ تقنية الأكل الواعي أسلوباً فريداً لتناول الطعام بوعي وإدراك، وهذا يُساعد على تحسين العلاقة مع الطعام وتحقيق الصحة والسعادة، وتُركِّز هذه التقنية على الحضور في اللحظة في الأكل، مع التركيز على حواسنا وشعورنا بالجوع والشبع.
لتطبيق تقنية الأكل الواعي بنجاح، إليك بعض الخطوات:
اولاً: قبل الأكل
1. التخطيط للوجبات:
- حدِّد ماذا ستأكل قبل وقت كافٍ من الجوع، وخطِّط لوجبات صحية ومتوازنة تشمل جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمك.
- انتبِهْ إلى احتياجاتك واحتياجات عائلتك عند التخطيط للوجبات.
- استمتِعْ بتنوُّع الأطعمة، ودمج مختلف الألوان والنكهات في وجباتك.
2. التحضير:
- جهِّز طعامك بنفسك قدر الإمكان، واستخدم مكونات طازجة وصحية.
- تجنَّب الأطعمة المُصنَّعة والمُعلَّبة، والتي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات والدهون غير الصحية.
- خصِّص وقتاً كافياً لتحضير الطعام، واستمتع بهذه العملية.
3. إنشاء بيئة مناسبة:
- تناوَلْ الطعام في مكان هادئ وخالٍ من المشتتات، مثل التلفاز أو الهاتف.
- اجعلْ مكان تناول الطعام مريحاً وممتعاً، وزيِّنه بأشياء تُحبها.
- أطفِئْ الأجهزة الإلكترونية، وركِّزْ على طعامك.
ثانياً: في أثناء الأكل
1. التركيز:
- خصِّصْ وقتاً كافياً لتناول الطعام، وتناول كل قضمة ببطء وتركيز.
- لاحِظْ شكل الطعام ولونه ورائحته، واستمتع بطعمه وملمسه.
- امضغْ الطعام جيداً وتذوَّق كل نكهة.
2. التذوُّق:
- استمتِعْ بطعم الطعام وملمسه، لاحظ الألوان، والشكل، والرائحة.
- ركِّزْ على حواسك الخمسة في الأكل، ولاحِظْ كيف يتفاعل جسمك مع الطعام.
- حدِّدْ ما إذا كنت تستمتع بطعم الطعام، أم أنَّك تتناوله فقط من باب العادة.
3. الإدراك:
- انتبِهْ إلى شعور الجوع والشبع، وتوقَّف عن الأكل عندما تشعر بالشبع.
- لا تُجبِرْ نفسك على إنهاء كل ما في طبقك، إذا كنت تشعر بالشبع.
- استمع إلى جسدك واحترم إشاراته.
4. التحكَّم في المُشتِّتات:
- تجنَّب الأكل عند مشاهدة التلفاز أو استخدام الهاتف.
- ركِّز على طعامك، وتناوَلْ الطعام بوعي وإدراك.
- خُذْ نفساً عميقاً ومارِس بعض تمرينات اليقظة، إذا شعرت بالملل أو التوتر.
ثالثاً: بعد الأكل
1. التقييم:
- لاحِظْ كيف شعرت بالأكل، هل شعرت بالرضى؟ هل أكلت ببطء؟
- حدِّدْ ما إذا كنت قد اتَّبعت خطوات تقنية الأكل الواعي.
- حدِّدْ ما يمكنك تحسينه في المرة القادمة.
2. التعلُّم:
- حَدِّدْ من تجاربك ما يمكنك تحسينه في المرة القادمة.
- كُنْ صبوراً مع نفسك، وتعلَّم من أخطائك.
- استمر في ممارسة تقنية الأكل الواعي، حتى تصبح عادة لديك.
مخاطر الأكل اللاواعي:
يُشير الأكل اللاواعي إلى تناول الطعام دون وعي تام بما يُتناوَل، أو دون الانتباه إلى الكمية أو نوع الطعام، ويمكن أن يُسبِّب هذا السلوك مخاطر صحية متعددة، تشمل:
1. زيادة الوزن والسمنة:
قد يؤدِّي الأكل اللاواعي إلى استهلاك كميات أكبر من الطعام دون وعي، وهذا قد يُسبِّب زيادة الوزن والسمنة، وأظهرت الدراسات أنَّ الأشخاص الذين يتناولون الطعام تناولاً لا واعياً، أكثر عرضة للإصابة بالسمنة.
2. سوء التغذية:
قد لا يحصل الشخص الذي يتناول الطعام تناوُلاً لا واعياً على العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمه، وقد يؤدِّي ذلك إلى نقص الفيتامينات والمعادن، وهذا قد يُسبِّب مشكلات صحية.
3. اضطرابات الأكل:
قد يُصبح الأكل اللاواعي سلوكاً قهرياً، وهذا قد يؤدِّي إلى اضطرابات الأكل مثل الشره المرضي أو فقدان الشهية العصبي، وتُعد اضطرابات الأكل خطيرة وقد تُسبِّب مشكلات صحية خطيرة.
4. مشكلات صحية أخرى:
قد يُسبِّب الأكل اللاواعي مشكلات صحية أخرى مثل: ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان.
5. التأثير النفسي:
قد يُسبِّب الأكل اللاواعي شعوراً بالذنب والعار، وقد يؤدي ذلك إلى انخفاض احترام الذات والاكتئاب.
أسباب الأكل اللاواعي:
لتكتمل لدينا الصورة أكثر لا بدَّ من التعرُّف إلى الأسباب الكامنة خلف الأكل اللاواعي:
1. التوتر والقلق:
قد يلجأ بعض الأشخاص إلى الطعام بوصفه وسيلةً للتعامل مع مشاعر التوتر والقلق.
2. الملل والضجر:
قد يأكل الناس دون وعي عندما يشعرون بالملل أو الضجر، بوصفه طريقةً لشغل وقتهم.
3. الحزن والاكتئاب:
قد يستخدم بعض الأشخاص الطعام بوصفه ملجأً من مشاعر الحزن والاكتئاب.
4. الشعور بالوحدة:
قد يميل الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة إلى تناول الطعام تناوُلاً لا واعياً بوصفه طريقةً للشعور بالراحة.
5. سهولة الوصول إلى الطعام:
سهولة الوصول إلى الوجبات السريعة والوجبات الخفيفة عالية السعرات الحرارية تزيد من احتمالية تناولها دون وعي.
6. التشتُّت في الأكل:
مشاهدة التلفاز أو استخدام الهاتف عند الأكل يمنعنا من التركيز على كمية الطعام التي نتناولها.
7. تناول الطعام بسرعة:
تناول الطعام بسرعة يمنعنا من الشعور بالشبع، وهذا قد يؤدِّي إلى تناول كمية أكبر من اللازم.
8. نقص النوم:
قلَّة النوم تؤدِّي إلى نقص هرمونات الشبع، وهذا قد يزيد من الشهية ويجعلنا أكثر عرضة للأكل اللاواعي.
9. بعض الأدوية:
بعض الأدوية قد تؤثر في الشهية وتزيد من خطر الأكل اللاواعي.
10. الحالات الطبية:
بعض الحالات الطبية مثل اضطرابات الأكل، قد تؤدِّي إلى الأكل اللاواعي.
11. التأثير الاجتماعي:
قد نأكل أكثر عندما نكون مع أشخاص آخرين، خاصة إذا كانوا يتناولون كميات كبيرة من الطعام.
12. الضغط الاجتماعي:
قد نشعر بالضغط لتناول الطعام في بعض المناسبات الاجتماعية، حتى لو لم نكن جائعين.
في الختام:
بعد أن فصَّلنا في موضوع الأكل الواعي نرى أنَّ الأكل الواعي ليس مجرد أسلوب تغذية، بل هو أسلوب حياة يُساعدنا على تحسين صحتنا الجسدية والنفسية تحسيناً كبيراً جداً، فهو يُعزِّز علاقتنا بالطعام ويُساعدنا على اتِّخاذ قرارات غذائية صحية وسليمة، ويُحسِّن شعورنا بالرضى عن أنفسنا؛ لذا لا بدَّ أن تعرف كيف تأكل أكلاً واعياً.
اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.