4 نصائح للتعافي من اضطراب نهم الطعام
قد تأكل حتى تشعر بالانزعاج، ثمَّ تعاني من مشاعر الذنب أو الخجل أو الاكتئاب بعد ذلك، أو تلوم نفسك بسبب عدم تحكمك في شهيتك، أو تقلق بشأن تأثير الأكل القهري في جسمك، وعادة ما يبدأ اضطراب نَهَم الطعام في أواخر مرحلة المراهقة أو أوائل مرحلة البلوغ، وغالباً ما يكون ذلك بعد اتِّباع نظام غذائي صارم.
في أثناء نوبة نَهَم الطعام، قد تأكل حتى عندما لا تكون جائعاً وتستمر في الأكل حتى بعد أن تشعر بالشبع، فقد تأكل بنَهَمٍ أيضاً بسرعة كبيرة حتَّى إنَّك لا تلاحظ ما تأكله أو تتذوَّقه، بخلاف الشَّرَه المرضي العصبي، لا تتبع نوبات الإفراط في الطعام عادةً محاولات للتعويض عن الشراهة في الأكل عن طريق التقيُّؤ أو الصيام أو ممارسة التمرينات المجهدة، وقد تجد راحة مؤقَّتة في الإفراط في الأكل، فيساعدك ذلك على التعامل مع المشاعر البغيضة أو الاكتئاب أو القلق، ولكن سرعان ما تعود إلى الواقع وتغمرك مشاعر الندم وكراهية الذات.
غالباً ما يؤدي اضطراب نَهَم الطعام إلى زيادة الوزن والسمنة، وهذا يعزز دورة الأكل القهري، فكلَّما شعرت بالاستياء حيال نفسك ومظهرك، زاد اعتمادك على الطعام بوصفه آليةً للتكيف، وتصبح هذه الممارسة حلقة مفرغة: تأكل للشعور بالتحسن، لكنَّك تشعر باستياء أكبر، ثمَّ تعود إلى الطعام بحثاً عن الراحة.
على الرغم من شعورك بالعجز حيال اضطراب نَهم الطعام، اعلم أنَّ العلاج ممكن، ويمكنك تعلُّم كيفية كسر دورة نَهَم الطعام، وإدارة مشاعرك على وجه أفضل، وتناوُل الطعام بطريقة صحيحة، واستعادة السيطرة على عاداتك الغذائية وصحتك.
العلامات والأعراض لاضطراب نهم الطعام
إذا كنت تعاني من اضطراب نَهَم الطعام، فقد تشعر بالحرج والخجل من عاداتك الغذائية، وتحاول إخفاء أعراضك عن طريق تناول الطعام سراً.
الأعراض السلوكية لاضطراب نَهَم الطعام
- عدم القدرة على التوقُّف عن الأكل أو التحكُّم فيما تأكله.
- تناوُل كميات كبيرة من الطعام بسرعة.
- تناوُل الطعام حتى عند الشعور بالشبع.
- إخفاء الطعام أو تخزينه لتناوله لاحقاً في السر.
- تناوُل الطعام تناولاً طبيعياً مع الآخرين، والإفراط في تناول الطعام عندما تكون وحدك.
- الأكل المستمر طوال اليوم، دون تحديد مواعيد محددة للوجبات.
الأعراض العاطفية
- الشعور بالتوتر أو الضغط الذي لا يزول إلَّا بتناول الطعام.
- الحرج من مقدار الطعام الذي تأكله.
- الشعور بالخدر في الإفراط في تناول الطعام كأنَّك لا تعي ما تفعله.
- لا تشعر بالشبع مهما أكلت.
- الشعور بالذنب أو الاشمئزاز أو الاكتئاب بعد الإفراط في تناول الطعام.
- اليأس من السيطرة على الوزن وعادات الأكل.
هل تعاني اضطراب نَهَم الطعام؟
- هل تشعر بفقدان السيطرة عند تناول الطعام؟
- هل تفكر في الطعام طوال الوقت؟
- هل تأكل في السر؟
- هل تأكل حتى تشعر بالمرض؟
- هل تأكل هرباً من الهموم أو تخفيف التوتر أو مواساة نفسك؟
- هل تشعر بالاشمئزاز أو الخجل بعد تناول الطعام؟
- هل تشعر بالعجز عن التوقف عن الأكل، على الرغم من رغبتك في ذلك؟
كلَّما زاد عدد الإجابات “نعم”، زادت احتمالية إصابتك باضطراب نهم الطعام.
شاهد بالفيديو: أنواع اضطرابات ومشاكل التغذية عند المُراهقين
أسباب اضطراب نهم الطعام
يتطلب الأمر مجموعة من العوامل للإصابة باضطراب نهم الطعام، ومن ذلك جيناتك ومشاعرك وتجاربك، وإليك بعض العوامل التي تسهم في الإصابة باضطراب نهم الطعام:
1. عوامل الخطر الاجتماعية والثقافية
قد يزيد الضغط الاجتماعي تجاه اللياقة البدنية من الشعور السلبي تجاه الجسم ويعزِّز الأكل العاطفي، وقد يشجِّع بعض الآباء دون قصد نوبات نَهَم الطعام عن طريق استخدام الطعام لمواساة أطفالهم أو صرفهم أو مكافأتهم، كما أنَّ الأطفال الذي يواجهون تعليقات نقدية متكرِّرة عن أجسامهم ووزنهم معرَّضون أيضاً للخطر، وكذلك أولئك الذين تعرَّضوا للإيذاء الجنسي في مرحلة الطفولة.
2. عوامل الخطر النفسية
ثمة ارتباط قوي بين الاكتئاب واضطراب نَهَم الطعام، ويعاني عدة من الشَّرِهين من الاكتئاب أو عانوا منه من قبل، وقد يواجه آخرون صعوبة في ضبط الدوافع والتعبير عن مشاعرهم، وقد يسهم أيضاً انخفاض تقدير الذات والشعور بالوحدة وعدم الرضى عن الجسم في الإفراط في تناول الطعام.
3. عوامل الخطر البيولوجية
قد تسهم التشوهات البيولوجية في الإفراط في الأكل، فمثلاً، قد لا يرسل الوطاء (الجزء المسؤول عن الشهية في الدماغ) رسائل صحيحة عن الجوع والشبع، كما اكتشف الباحثون طفرة جينية يبدو أنَّها تسبِّب الإدمان على الطعام، وثمة دليل على أنَّ انخفاض مستويات السيروتونين، وهو مادة كيميائية في الدماغ، تسهم في الأكل القهري.
آثار اضطراب نهم الطعام
يؤدي اضطراب نَهَم الطعام إلى مجموعة متنوعة من المشكلات الجسدية والعاطفية والاجتماعية، وأنت أكثر عرضة للمعاناة من مشكلات صحية، والتوتر، والأرق، والأفكار الانتحارية من أي شخص لا يعاني من اضطراب نَهَم الطعام، وقد تواجه أيضاً الاكتئاب والقلق وتعاطي المخدرات إضافة إلى زيادة كبيرة في الوزن، فعلى الرغم من صعوبة الأمر، إلَّا أنَّ معظم الأشخاص قادرون على التعافي من اضطراب نَهَم الطعام، وأنت تستطيع ذلك أيضاً.
4 نصائح للتعافي من اضطراب نَهَم الطعام
أولاً: تناوَلْ الطعام بطريقة صحية
التعافي من أي إدمان أمر صعب، ولكنَّ التغلُّب على إدمان الطعام ونهم الطعام أصعب بخلاف أنواع الإدمان الأخرى، فإنَّ الطعام ضروري للبقاء على قيد الحياة، لذلك ليس لديك خيار تجنبه أو استبداله، وأنت بحاجة إلى تناول الطعام بطريقة صحية، فتلبِّي احتياجاتك الغذائية، وليس احتياجاتك العاطفية، وللقيام بذلك، عليك كسر دائرة نَهَم الطعام باتباع الخطوات الآتية:
1. تجنُّب الإغراء
أنت أكثر عرضة للإفراط في الطعام إذا كان لديك طعام غير صحي ووجبات خفيفة غير صحية في المنزل، فتخلَّص من الإغراء عن طريق إزالة هذه الأطعمة من ثلاجتك.
2. الانتباه إلى جسمك
تعلَّم التمييز بين الجوع الجسدي والعاطفي، فإذا كنت قد تناولت الطعام مؤخراً ولا تشعر بأنَّ أمعاءك خاوية، فأنت على الأرجح لست جائعاً، فانتظر بعض الوقت حتى تزول رغبتك في تناول الطعام.
3. الأكل بانتظام
لا تنتظر حتى تشعر بالجوع الشديد، فهذا لا يؤدي سوى إلى الإفراط في الأكل، والتزم مواعيد الوجبات المحددة، لأنَّ تخطي الوجبات غالباً ما يؤدي إلى الإفراط في الأكل لاحقاً في اليوم.
4. عدم تجنُّب الدهون
بخلاف ما قد تعتقد، يمكن أن تساعدك الدهون الصحية في الواقع على عدم الإفراط في تناول الطعام وتجنب زيادة الوزن، فحاوِلْ تناول الدهون الصحية مع كل وجبة للشعور بالشبع.
5. التخلُّص من الملل
بدلاً من تناول الوجبات الخفيفة عندما تشعر بالملل، اشغل نفسك، واذهب في نزهة على الأقدام، أو اتَّصل بصديق، أو اقرأ كتاباً، أو ابدأ هواية مثل الرسم أو البستنة.
6. التركيز فيما تأكله
كم مرة تناولت فيها الطعام بشراهة وأنت في حالة تشبه الغيبوبة، دون حتى الاستمتاع بما تتناوله؟ بدلاً من الأكل بلا تركيز، تناوَلْ الطعام ببطء واستمتع بالقوام والنكهات، فلن تأكل أقل فحسب، بل ستستمتع بطعامك أكثر.
أهمية اتِّخاذ قرار بعدم اتِّباع نظام غذائي
بعد الإفراط في تناول الطعام، من الطبيعي أن تشعر بالحاجة إلى اتِّباع نظام غذائي للتعويض عن الإفراط في تناول الطعام والعودة إلى المسار الصحيح، ولكنَّ اتِّباع نظام غذائي عادة ما يأتي بنتائج عكسية، ويؤدي الحرمان والجوع بسبب اتِّباع نظام غذائي صارم إلى رغبة شديدة في تناول الطعام، فبدلاً من اتِّباع نظام غذائي، ركِّز على تناول الطعام باعتدال، وابحث عن الأطعمة المغذية التي تستمتع بها وتناولها إلى أن تشعر بالشبع لا التخمة، وتجنَّب استبعاد بعض الأطعمة، لأنَّ ذلك قد يجعلك تشتهيها أكثر، وبدلاً من أن تقول: “لن أتناول الآيس كريم أبداً”، قل: “سوف آكل الآيس كريم بوصفه مكافأة من حين لآخر”.
ثانياً: ابحَثْ عن طرائق أفضل للتعامل مع مشاعرك
أحد أشيع أسباب الإفراط في تناول الطعام هو محاولة التحكُّم في المشاعر البغيضة، مثل التوتر والاكتئاب والشعور بالوحدة والخوف والقلق، فعندما تمرُّ بيوم سيئ، قد يبدو أنَّ الطعام هو صديقك الوحيد، فقد يؤدي تناول الطعام بنَهَمٍ إلى اختفاء مشاعر مثل التوتر والحزن والقلق والاكتئاب والملل مؤقتاً، ولكنَّ الراحة لحظية، وإليك طريقتان للتعامل مع مشاعرك:
1. تحديد محفِّزاتك باستخدام مفكرة الطعام والمزاج
إحدى أفضل الطرائق لتحديد الأنماط وراء الإفراط في تناول الطعام هي تتبُّع ذلك باستخدام مفكرة الطعام والمزاج، ففي كل مرة تفرط فيها في تناول الطعام أو تشعر برغبة ملحَّة في تناول طعامك المفضل، فكِّرْ في سبب هذه الرغبة، وعلى الأغلب ستجد حدثاً مزعجاً تسبَّبَ في نوبة الإفراط في تناول الطعام، واكتب كل شيء في مفكرة الطعام والمزاج: ما الذي أكلته (أو أردت أن تأكله)، ما الذي أزعجك، وكيف شعرت قبل الأكل وفي أثناء الأكل وبعده؟ فمع مرور الوقت، ستكتشف نمطاً معيَّناً.
2. تعلُّم كيفية تحمُّل المشاعر التي تثير نوبات الإفراط في تناول الطعام
في المرة القادمة التي تشعر فيها بالرغبة في الإفراط في تناول الطعام، بدلاً من الاستسلام، تحقَّق من مشاعرك الداخلية بتطبيق النصائح الآتية:
1.2 حدِّدْ العاطفة التي تشعر بها
حاوِلْ أن تُطلق اسماً على ما تشعر به، فهل هو القلق؟ أم الخجل؟ أم اليأس؟ أم الغضب؟ أم الوحدة؟ أم الخوف؟ أم الفراغ؟ تقبَّل ما تشعر به، فيؤدي التجنب والمقاومة إلى تقوية المشاعر السلبية، وبدلاً من ذلك، حاول أن تقبل ما تشعر به دون الحكم على نفسك أو على مشاعرك.
2.2 انظر إلى الأمر بعمق أكبر
استكشف ما يحدث، وأين تشعر بهذا الإحساس في جسمك؟ ما هو نوع الأفكار التي تراودك؟
3.2 ابتعِدْ عن الموقف
أدرِكْ أنَّ مشاعرك لا تمثِّلك، فالمشاعر أحداث عابرة، مثل السحب التي تتحرَّك من خلال السماء، لا تحدِّد هويتك.
قد يبدو التعامل مع مشاعرك غير مريح للغاية في البداية، وربَّما حتى مستحيل، ولكن عندما تقاوم الرغبة في الإفراط في تناول الطعام، ستدرك أنَّه لا يتعيَّن عليك الاستسلام، وثمة طرائق أخرى للتكيُّف، فحتى المشاعر التي تبدو لا تطاق مؤقتة، وسوف تمرُّ بسرعة إذا توقَّفت عن محاربتها، فإذا سيطرت على الموقف، يمكنك اختيار كيفية الاستجابة.
ثالثاً: استعِد للسيطرة على الرغبات المُلحَّة
في بعض الأحيان، يشعر المرء بأنَّ الرغبة في الإفراط في تناول الطعام تأتي دون سابق إنذار، ولكن حتى عندما تكون تحت سيطرة رغبة مُلحَّة وقهرية، ثمَّة نصائح يمكنك تطبيقها لاستعادة سيطرتك، منها:
1. تقبَّل الرغبة وانتظرها حتى تنقطع
انظر إلى الرغبة في الإفراط في الأكل بوصفها موجة بحرية ستنكسر وتتلاشى قريباً، وعندما تصبر على رغبتك المُلحَّة، ستجد أنَّها تمرُّ بسرعة أكبر ممَّا تظن.
2. اصرِفْ انتباهك عن الطعام
أي شيء يشدُّ انتباهك سوف ينجح، مثل الخروج للمشي، أو الاتصال بصديق، أو مشاهدة شيء مضحك من خلال الإنترنت، وما أشبه ذلك، فبمجرد أن تصبح مهتماً بشيء آخر، قد تزول رغبتك المُلحَّة في تناول الطعام.
3. تحدَّث إلى شخص ما
عندما تبدأ في ملاحظة الرغبة المُلحَّة في تناول الطعام، تواصل مع صديق أو أحد أفراد العائلة، فقد يساعدك البوح بمشاعرك على الشعور بتحسن والتخلص من رغبتك الشديدة في تناول الطعام.
4. أجِّل رغبتك
حتى إذا لم تكن متأكِّداً من قدرتك على مقاومة الرغبة، حاوِلْ أن تؤجلها، وحاوِلْ أن تصمد أمام الرغبة مدة دقيقة واحدة، فإذا نجحت، حاوِلْ أن تمدِّد المدة إلى 5 دقائق، فإذا أجَّلت مدة كافية، فقد تتمكَّن من تجنُّب الإفراط في تناول الطعام.
رابعاً: ادعَمْ نفسك بعادات نمط الحياة الصحية
عندما يكون جسدك قوياً ومسترخياً ومرتاحاً، ستتمكَّن من التعامل مع صعوبات الحياة، ولكن عندما تكون مرهقاً ومثقلاً بالمسؤوليات، فإنَّ أية عقبة صغيرة يمكن أن تُخرجك عن المسار وتدفعك مباشرة نحو تناول الطعام، وتساعدك ممارسة التمرينات الرياضية والنوم والعادات الصحية الأخرى على تجاوز الأوقات الصعبة دون اللجوء إلى الإفراط في تناول الطعام، وإليك بعض النصائح لمواجهة اضطراب نَهَم الطعام باتباع عادات صحية:
1. خصِّص وقتاً لممارسة التمرينات الرياضية بانتظام
تفيد ممارسة النشاطات البدنية في رفع معنوياتك ومستويات طاقتك، كما أنَّها تقلِّل من التوتر إلى حدٍّ بعيد، ما يسهم في وقف الأكل العاطفي.
2. احصَلْ على قسط كاف من النوم كل ليلة
عندما لا تحصل على النوم الذي تحتاج إليه، يبدأ جسمك في اشتهاء الأطعمة المحلَّاة التي تعطيك دفعة سريعة من الطاقة، فقد يؤدي الحرمان من النوم إلى إدمان الطعام، ويساعدك الحصول على قسط كاف من الراحة على التحكم في الشهية وتقليل الرغبة الشديدة في تناول الطعام، كما يحسِّن مزاجك.
3. تواصَلْ مع الآخرين
لا تستخف بأهمية العلاقات الوثيقة والنشاطات الاجتماعية، فأنت أكثر عرضة للاستسلام لمحفزات الإفراط في تناول الطعام إذا كنت تفتقر إلى شبكة دعم قوية، وللحديث مع الآخرين فائدة كبيرة حتى إذا لم يكونوا مختصين.
4. تعامَلْ مع التوتر
أحد أهمِّ جوانب التحكُّم في الإفراط في تناول الطعام هو إيجاد طرائق بديلة للتعامل مع التوتر والمشاعر القوية الأخرى دون اللجوء إلى الطعام، مثل التأمل، واستخدام استراتيجيات الاسترخاء الحسية، وممارسة تمرينات التنفُّس البسيطة.
كيفية مساعدة شخص يعاني اضطراب نَهَم الطعام
نظراً لأنَّ الأشخاص الذين يعانون من الإفراط في تناول الطعام غالباً ما يحاولون إخفاء أعراضهم والأكل في السر؛ فقد يكون من الصعب على العائلة والأصدقاء ملاحظة علامات التحذير، ولا يمكنك دائماً التعرف إلى شخص يعاني الإفراط في تناول الطعام من خلال مظهره الخارجي، في حين أنَّ بعضهم يعاني من زيادة الوزن أو السمنة، يتمكَّن آخرون من الحفاظ على وزن طبيعي.
تشمل علامات التحذير التي يمكنك ملاحظتها العثور على أكوام من عبوات الطعام الفارغة والأغلفة، أو المخابئ المخفية للأطعمة عالية السعرات الحرارية أو غير الصحية، فإذا اشتبهت في أنَّ أحد أحبَّائك يعاني اضطراب نَهَم الطعام، فتحدَّث عن مخاوفك، وقد يبدو الأمر مخيفاً أن تبدأ مثل هذا الحوار الحسَّاس، وقد ينكر الشخص الإفراط في تناول الطعام أو يغضب منك، ولكن ثمة احتمال بأن يرحِّب بفرصة مشاركة ألمه معك.
إذا تجاهلك الشخص في البداية، فلا تستسلم، فقد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يعترف الشخص بوجود مشكلة، واعلم أنَّه على الرغم من صعوبة معرفة أنَّ شخصاً تحبُّه قد يكون مصاباً باضطراب نَهم الطعام، فإنَّك لا تستطيع إجباره على التغيير، ويجب أن يأتي قرار السعي للتعافي منه، فيمكنك المساعدة من خلال تقديم التعاطف والتشجيع والدعم طوال عملية العلاج.
نصائح لمساعدة شخص يعاني اضطراب نَهَمِ الطعام
1. شجِّعْ الشخص على طلب المساعدة
كلَّما طال أمد اضطراب نَهَم الطعام دون تشخيص أو علاج، زادت صعوبة التغلُّب عليه، لذا عليك تشجيعه على الحصول على العلاج.
2. كن داعماً
حاوِلْ الإصغاء دون إصدار أحكام، وتأكَّد من معرفة الشخص أنَّك تهتم به، فإذا تعثَّر هذا الشخص في طريق التعافي، فذكره بأن هذا لا يعني أنَّه لا يمكنه التوقُّف عن الإفراط في تناول الطعام نهائياً.
3. تجنَّب الإهانات أو إلقاء المحاضرات أو لوم الشخص
يشعر الأشخاص الذين يعانون من نَهَم الطعام بالاستياء تجاه أنفسهم وسلوكهم، وإنَّ إلقاء المحاضرات أو الغضب أو إصدار الإنذارات النهائية لن يؤدي سوى إلى زيادة التوتر وتفاقم الموقف، وبدلاً من ذلك، أوضِحْ أنَّك تهتم بصحته وسعادته وأنَّك ستظلُّ داعماً له.
4. كن قدوة حسنة بتناول الطعام الصحي وممارسة التمرينات الرياضية
التعامل مع التوتر دون اللجوء إلى الطعام، فلا تطلق تعليقات سلبية عن جسمك أو أجسام الآخرين.
اكتشاف المزيد من موقع تدخين الطبخ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.