جدري الماء عند الأطفال: الأعراض والأسباب والعلاج
جدري الماء عند الأطفال:
- جدري الماء: هو عدوى ناتجة عن فيروس الحماق النطاقي (vzv)، والذي ينتقل إلى الطفل بعدة طرائق، ويبقى في جسمه مدة تتراوح بين 10 إلى 21 يوماً حتى تظهر الأعراض، والتي تتمثل في ظهور طفح جلدي على شكل بثور حمراء، مملوءة بالسوائل والمُترافقة مع حكة شديدة.
- يُصاب به أغلب الأطفال قبل العاشرة من عمرهم، وتزداد أعراضه حدة كلَّما كان عمر الطفل أكبر، ومن النادر أن تحدث الإصابة أكثر من مرة، ويكتسب الطفل مناعة ضد الجدري بعد الإصابة به؛ وذلك نتيجة الأجسام المضادة “البروتينات” التي يصنعها الجهاز المناعي في أثناء العدوى لمحاربة الفيروس.
- طُرِحَ لقاح ضد جدري الماء في منتصف التسعينيات؛ مما جعل أعداد الأطفال المصابين به تتراجع بشكل كبير، ويُعطى الطفل لقاحه على شكل جرعتين؛ الأولى بين عمر 12 و15 شهراً، والجرعة الثانية بين 4 و6 سنوات من عمره؛ مما يمنحه وقاية من الإصابة، أو في حال أُصيب الطفل بعد اللقاح تكون الأعراض خفيفة جداً وغالباً دون حمى.
يتساءل بعض الأشخاص هل مرض جدري الماء مرض مُعدٍ؟
نعم، مرض جدري الماء من الأمراض الجلدية المُعدية للأطفال خلال وجودهم في الأماكن المزدحمة كالمدرسة والحضانة؛ وذلك بالنسبة إلى الطفل الذي لم يُصَب به من قبل، أو لم يأخذ لقاحاً ضده.
تسميات مشهورة لمرض جدري الماء في بعض الدول العربية:
الجدري المائي، مرض العنقز، مرض أبو شويكة أو شوكة.
بعض الأمراض المُشابهة:
توجد بعض الأمراض التي تتشابه بين أعراضها وأعراض جدري الماء، ويُفرَّق بينها من خلال التشخيص لدى طبيب الجلدية المختص، ومنها:
- مرض الهريس أو الحلأ البسيط.
- الحصف “الذي ينتشر في أماكن محددة كالوجه أو جزء محدد من الجسم”.
- الحساسية الناتجة عن قرص الحشرات أو البعوض.
أعراض جدري الماء عند الأطفال:
تستمر أعراض جدري الماء عند الأطفال عادةً من 5 أيام إلى 7، وتتمثل بما يأتي:
- الحمى؛ التي قد تصل فوق 38 درجة قبل ظهور الطفح الجلدي.
- الصداع والأوجاع وآلام في العضلات قبل ظهور الطفح الجلدي.
- زكام وعطاس والتهاب الحلق أو المعدة.
- احتقان الأوعية الدموية في العينين.
- ظهور بقع الطفح الجلدي “فقاقيع” حمراء اللون، والتي تُرافقها حكة شديدة تزداد خلال الليل على الوجه والظهر والصدر، ثم في باقي جسم الطفل “حتى الفم وفروة الرأس والأعضاء التناسبية”، ولا تظهر هذه البقع دفعة واحدة؛ وإنَّما في أوقات مختلفة، ثم تتحول إلى بثور مليئة بالسوائل “صديد”، وتُفتح ويخرج منها السائل، فتتقرَّح وتُصبح مؤلمة بعض الشيء، ثم تجف وتتكون عليها القشور.
- فقدان الشهية؛ إذ يفقد الطفل الرغبة في تناول الطعام.
- يُعاني الطفل من توعُّك لبضعة أيام مع الإحساس بالتعب والإرهاق، وعدم القدرة على مغادرة السرير.
مضاعفات جدري الماء عند الأطفال:
قد يؤدي جدري الماء في بعض الحالات النادرة إلى مضاعفات عند الطفل، وتحدث لطفل واحد من كل 4000 طفل، مثل:
التهاب رئوي، إنتان جرثومي، التهاب الدماغ، متلازمة الصدمة السامة، العدوى البكتيرية للجلد والأنسجة الرخوة، الجفاف، تسمم الدم.
أسباب جدري الماء عند الأطفال:
يحدث جدري الماء كما قلنا بسبب فيروس vzv؛ إذ ينتقل إلى الطفل الذي لم يُصَب به من قبل أو لم يأخذ لقاح الجدري؛ وذلك عن طريق:
- الاحتكاك المباشر بطفل مُصاب أو استخدام أدواته أو منشفته.
- الرذاذ من السعال أو العطاس لشخص مُصاب.
- التماس الرذاذ أو اللعاب لطفل مُصاب “الموجود على ألعابه مثلاً”.
علاج جدري الماء عند الأطفال:
لا يوجد علاج نهائي لجدري الماء؛ إذ تزول أعراضه بشكل تلقائي ودون أي علاج بعد حوالي الأسبوع أو الأسبوعين، لكن يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض عن الطفل ريثما يتعامل جهاز مناعته مع الفيروس، ولا يجوز استخدام أي دواء للطفل إلَّا بعد استشارة طبيب الأطفال المختص.
من الأدوية التي يمكن استخدامها في علاج جدري الماء عند الأطفال:
- الغسولات والكريمات المرطبة والمُهدئة للحكة، مثل غسول “الكالامين” الذي يحتوي على أكسيد الزنك الذي يُرطب الجلد ويُخفِّف الحكة، مع الانتباه إلى عدم المبالغة في استخدامها حتى لا تُسبِّب المزيد من الجفاف للجلد، وعدم وضعها حول العينين.
- يمكن إعطاء الطفل مضادات الهيستامين “أقراص أو سائل”، لمساعدته على النوم عند الحكة الشديدة، ولا يُفضَّل استخدامها كمراهم.
- مسكنات الألم وخافضات الحرارة، مثل: اسيتامينوفين، والباراسيتامول.
- مضادات الفيروس وخاصة إذا كان الطفل حديث الولادة، لتخفيف الأعراض عليه.
نصائح منزلية للعناية بالطفل عند إصابته بجدري الماء:
هذه مجموعة من النصائح المنزلية الهامة التي يجب على الأم اتباعها في حال إصابة طفلها بجدري الماء، ولتخفيف الأعراض وتسريع شفائه:
- اعزلي الطفل عن بقية أفراد العائلة حتى لا ينقل العدوى لهم، مع الحرص على حصوله على الراحة التامة، وإبعاده عن الإرهاق تماماً، وفي حال كان في المدرسة يجب أن يُعطى إجازة منها.
- أَبقي الطفل في مكان مائل إلى البرودة؛ وذلك لأنَّ العرق والحرارة يزيد الحكة.
- احرصي حرصاً شديداً على شرب الطفل الكثير من السوائل؛ وذلك للوقاية من الجفاف الذي قد يحدث له بسبب ارتفاع درجة حرارته وفقدان شهيته، وفي حال عدم شربه للماء؛ يجب تعويضه بمحلول ملحي فموي.
- احرصي على عدم تناول الطفل للمشروبات السكرية، والأطعمة الحامضة أو الحارة أو الساخنة؛ وذلك لأنَّها تزيد من ألمه في حال وجود بثور في فمه.
- حافظي على نظافة يدي الطفل وتقليم أظافره بانتظام؛ حتى لا يخدش أو يكشط البثور عند الحكة، ولمنع حدوث الندب والحفر في الجلد.
- امنعي الطفل وألهيه قدر الإمكان عن الحكة وكشط البثور قبل جفافها، وراقبيه في أثناء النوم لمنعه عن الحكة حتى لا تحدث الانتانات.
- اتبعي نظاماً غذائياً صحياً غنياً بالفيتامينات يرفع من مناعة الطفل، مع تناول العسل يومياً، وفي حال انتشار الجدري في فمه؛ أَطعميه أطعمة لينة سهلة البلع مثل: الشوربات، الزبادي، المهلبية، الأطعمة المسلوقة والمهروسة.
- أَلبسي الطفل ملابس قطنية وغير صناعية ناعمة الملمس؛ وذلك لتخفيف سخونة وتهيُّج الجلد.
- حضِّري له حماماً بماء بارد أو فاتر مع دقيق الشوفان غير المطبوخ على تخفيف الحكة لدى الطفل.
- أَضيفي كوباً من صودا الخبز أو البايكنغ صودا إلى ماء الاستحمام عند تحميم الطفل؛ وذلك لتخفيف الحكة.
- احرصي على حصول الطفل على لقاح جدري الماء.
- اهتمي بالنظافة الشخصية للطفل، وعدم مخالطته للأطفال المصابين أو استخدام ألعابهم وأغراضهم.
- استخدمي كمادات البابونج وامسحي مناطق الحكة بها؛ وذلك للاستفادة من خصائص البابونج المعقِّمة والمضادة للالتهابات.
شاهد بالفديو: 10 أنواع أطعمة تقوي جهاز المناعة
متى يجب استشارة الطبيب؟
يجب زيارة الطبيب عند بدء ظهور أعراض جدري الماء على الطفل؛ إذ يشخِّص المرض من شكل الطفح الجلدي، ويعطي الأدوية التي تُخفف الأعراض على الطفل، وتصبح استشارة الطبيب إلزامية في الحالات الآتية:
- استمرار الحمى لأكثر من أربعة أيام.
- وصول الطفح الجلدي إلى إحدى عيني الطفل أو كلتيهما.
- أن يكون الطفح الجلدي نزفياً؛ أي مصحوباً بالنزيف.
- ظهور أعراض الجفاف: “عطش شديد، قلة نشاط، جفاف الفم، قلة طرح البول، تشقق الشفاه”.
- الدوخة، أو القيء والشكوى من ألم شديد في البطن.
- إصابة الطفل بذات الرئة والسعال المستمر.
- عندما يصبح الطفح الجلدي مؤلماً للغاية للطفل أو شديد السخونة والاحمرار؛ مما قد يدل على الإصابة بعدوى بكتيرية.
- شكوى الطفل من ضيق التنفس أو ارتفاع نبضات قلبه أو تيبُّس الرقبة.
- صعوبة في الاستيقاظ لدى الطفل ونعاس شديد.
- مشكلات في النظر وخاصة في الإضاءة القوية.
العادات التي يجب الامتناع عنها:
توجد بعض العادات التي يجب تجنبها عند إصابة الطفل بجدري الماء:
- الحكة وفرك مناطق الإصابة.
- اختلاط الطفل المصاب بغيره من الأطفال.
- قلة الاستحمام.
- الأطعمة الساخنة والحارة والحامضة.
- الإسبرين: تجنُّب إعطاء الإسبرين للطفل؛ وذلك بسبب علاقته بالإصابة بمتلازمة راي؛ وهي مرض عصبي يُصاب به الأطفال والمراهقون حتى عمر العشرين بعد إصابتهم بعدوى فيروسية، وتتسبَّب متلازمة راي في تجمع الدهون في الكبد والإصابة بأورام الدماغ.
جدري الماء والاستحمام:
تكثر الشائعات والأقاويل حول ضرر الاستحمام للطفل المصاب بجدري الماء وأنَّه يزيد من سرعة انتشار المرض، ولكنَّ الحقيقة عكس ذلك؛ إذ لا يوجد تأثير للاستحمام في مرض الجدري؛ بل يُنصح بتحميم الطفل المُصاب بالجدري بشكل يومي بماء بارد في فصل الصيف وفاتر في الشتاء؛ وذلك لأنَّه يُساعد على تخفيف الحكة وتظهير الجسم؛ مما يمنع حدوث الالتهابات الجلدية الخطيرة، ويُنصح باستخدام شامبو مخصص للأطفال يكون خالياً من المواد الكيميائية، ويجب تجفيف جسم الطفل بعد الاستحمام بكل لطف بمنشفة قطنية.
الأطعمة والفيتامينات المفيدة للطفل في أثناء الإصابة بجدري الماء:
يُعَدُّ الاهتمام بغذاء الطفل المصاب بجدري الماء من أهم العوامل في تسريع شفائه؛ إذ يجب أن يحتوي طعامه على ما يأتي:
1. فيتامين “أ”:
تُساعد الأطعمة الغنية بفيتامين “أ” على تسريع شفاء الجلد، مثل: الخضروات الورقية.
2. الكالسيوم والمغنسيوم:
يحتاج الطفل إلى الحصول على الكالسيوم والمغنسيوم؛ وذلك لتعزيز مناعته في مقاومة المرض، ويحصل عليهما من الحليب والقمح والفاصولياء.
3. الزنك:
تُساعد الأطعمة الغنية بالزنك على تعزيز مناعة الطفل، مثل: الخضروات، الفول، والبقوليات بأنواعها.
4. الفواكه:
الفواكه من الأطعمة الأساسية للطفل في أثناء إصابته بجدري الماء، كونها غنية بالفيتامينات والسوائل الهامة لترطيب جسمه، مثل: التفاح، الموز، والبطيخ.
جدري الماء غير خطير:
لا يُعَدُّ مرض جدري الماء من الأمراض الخطيرة للطفل، ولا يوجد داعٍ لقلق الأبوين عند بدء انتشار البثور على بشرته الناعمة، فهو مرض جلدي عادي يصيب أغلب الأطفال، وربما الإصابة به أمر جيد؛ وذلك لأنَّها تُكوِّن مناعة ضده مدى الحياة، كما لا يمكن منع إصابة الطفل به بشكل نهائي، لكن يُمكن تخفيف أعراضه وتقليل حدَّته على الطفل باتِّباع النصائح والإرشادات السابقة.
المصادر: 1، 2، 3، 4