الشرى والوذمة الوعائية: المحرضات والأسباب والعلاج
ما هو مرض الشرى؟
يُعَدُّ مرض الشرى من الأمراض التي تترافق بحكة شديدة، مع أو دون توهجات حمامية حمراء؛ أي إنَّ الشرى قد يتظاهر على شكل حكة فقط دون وجود طفح مرئي على سطح الجلد، ويتميز بوجود آفات جلدية تسمى الانتبارات؛ والانتبار هو تورم جلدي سطحي بلون الجلد وقد يكون ذا لون شاحب، وعادةً ما يكون محاطاً باحمرار، وتستمر الانتبارات عموماً من بضع دقائق إلى 24 ساعة.
ما هي أنواع مرض الشرى؟
يمكن تقسيم الشرى إلى نوعين أساسيين، هما:
- الشرى الحاد، الذي يستمر لفترة لا تتجاوز 6 أسابيع، وغالباً ما يزول في غضون ساعات إلى أيام.
- الشرى المزمن، يستمر أكثر من 6 أسابيع، فالفرق الأساسي بين النوعين هو المدة بشكل أساسي.
تعرَّف إلى انتشار مرض الشرى:
يعاني واحد من كل خمسة أشخاص من نوبة الشرى الحادة مرة واحدة على الأقل خلال حياته، ويصيب الشرى جميع الأعراق وكلا الجنسين، ويمكن أن يحدث الشرى الحاد عند الأطفال حديثي الولادة والرضع ولكنَّه غير شائع.
هل توجد علاقة بين كوفيد-19 ومرض الشرى؟
يمكن أن تكون نوبة الشرى الحادة المصحوبة بالحمى هي العلامة الأولى لعدوى COVID-19، وعلى ما يبدو لم يترك فيروس كوفيد-19 أي عرض مميز للأمراض الأخرى، فقد سرق كل الأعراض ونسبها إلى نفسه.
ما هي صفات الطفح المرافق لمرض الشرى؟
- يمكن أن يكون قطر آفة الشرى بضعة مليمترات أو سنتيمترات.
- لونها أبيض أو أحمر.
- مع أو دون توهج أحمر.
- قد تستمر كل آفة لبضع دقائق أو ساعات عدة.
- قد يتغير شكلها مع مرور الوقت.
- قد تكون الآفات مستديرة أو على شكل حلقات.
- يمكن أن يترافق الشرى مع الوذمة الوعائية؛ وهو تورم أعمق داخل طبقات الجلد أو الأغشية المخاطية.
ما هي أكثر محرضات الشرى شيوعاً؟
- الإنتانات الفيروسية الحادة.
- إنتان الجهاز التنفسي العلوي.
- التهاب الكبد الفيروسي.
- الإصابة بجرثومة الميكوبلازما.
- خراج الأسنان.
- التهاب الجيوب الأنفية.
- حساسية الطعام، وعادةً ما تكون ناجمة عن تناول الحليب والبيض والفول السوداني.
ما هي أهم الأدوية التي قد تسبب الشرى؟
- الصادات الحيوية.
- الأسبرين.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية غير الانتقائية.
- المواد الأفيونية.
- المواد الظليلة المستخدَمة في التصوير الشعاعي.
هل يمكن لأشعة الشمس أن تسبب مرض الشرى؟
يُعَدُّ الشرى الشمسي قليل الانتشار نوعاً ما، ولكنَّه قد يصيب كلاً من الذكور والإناث في أي عمر، ومتوسط عمر ظهور المرض هو 35 عاماً، وقد يحدث عند الأطفال الرضع أو المسنين الذين تبلغ أعمارهم 70 عاماً. ويتصف الشرى الشمسي بظهور طفح جلدي لاذع ومثير للحكة في غضون دقائق بعد فترة قصيرة “أقل من 30 دقيقة” من التعرض للشمس.
ما هي المظاهر السريرية للشرى الشمسي؟
قد تتأثر أيضاً المناطق المغطاة بملابس رقيقة؛ وذلك بحسب قوة الأشعة فوق البنفسجية، ومدى نفوذية القماش، وقد تبدو المظاهر السريرية للشرى الشمسي مشابهة لأمراض الجلد الضوئية الأخرى؛ لذا من الهام أخذ قصة سريرية من المرضى، لكن عموماً يتميز الشرى الشمسي بالمظاهر الآتية:
- ظهور الطفح الجلدي في غضون بضع دقائق من التعرض.
- في حالات نادرة قد يظهر عند بعض مرضى الأرتكاريا الشمسية رد فعل متأخر لأشعة الشمس.
- عند التوقف عن التعرض لأشعة الشمس، يختفي الطفح الجلدي بسرعة، في غضون دقائق إلى بضع ساعات، ونادراً ما يستمر لأكثر من 24 ساعة.
لماذا لا تتأثر المناطق المعرضة بكثرة للشمس للشرى الشمسي؟
غالباً ما يصيب الشرى الشمسي مناطق الجلد المكشوفة التي كانت من قبل محمية من أشعة الشمس بالملابس، فقد لا يتأثر الوجه والجوانب العلوية من اليدين التي تتعرض باستمرار لأشعة الشمس أو قد تتأثر بشكل طفيف فقط.
يمكن أن يعزى ذلك إلى تكيف هذه المناطق مع أشعة الشمس، أو قد تكون متصلبة بسبب التعرض المزمن والمتكرر للشمس، وفي حال إصابة مناطق واسعة من الجسم، فقد يؤدي فقدان السوائل في الجلد إلى خفة الرأس والصداع والغثيان والقيء.
شاهد بالفيديو: 7 فوائد عظيمة يقدمها الشاي الأخضر للصحة
ما هو علاج الشرى؟
العلاج الرئيس لجميع أشكال الشرى عند البالغين والأطفال هو الجيل الثاني من مضادات الهيستامين H1، التي يتم تناولها عن طريق الفم مثل السيتريزين أو اللوراتيدين.
إذا كانت الجرعة القياسية “على سبيل المثال، 10 ملغ من السيتريزين” غير فعالة، يمكن زيادة الجرعة حتى أربعة أضعاف “على سبيل المثال، 40 ملغ من السيتريزين”، ويتم إيقافها عندما تخف نوبة الشرى الحادة، فلم تعد مضادات الهيستامين القديمة من الجيل الأول مثل البروميثازين أو الكلورفينيرامين موصى بها للشرى.
هل يمكن لأدوية الشرى أن تسبب النعاس؟
قد تسبب مضادات الهيستامين القديمة “مضادات الهيستامين المهدئة” الشعور بالنعاس، وربما تسبب الجفاف، ويستمر تأثيرها لساعات عدة فقط، ومن غير المرجح أن تجعلك مضادات الهيستامين الحديثة من الجيل الثاني تشعر بالنعاس؛ وذلك لأنَّ لها آثاراً جانبية أقل وتستمر لفترة أطول.
كيف يمكن الوقاية من حدوث نوبات الشرى الحادة؟
- يجب تجنب العوامل المسببة المحددة إن أمكن “على سبيل المثال، حساسية الدواء أو الطعام”؛ إذ يؤدي تجنبها إلى زوال الشرى في غضون 48 ساعة، في حال كانت هذه العوامل مسؤولة عن ظهور الشرى.
- علاج الالتهابات المزمنة مثل الملوية البوابية؛ إذ تشير العديد من الدراسات إلى تورط هذه الجرثومة في تحريض الشرى.
- تجنب الأسبرين والمواد الأفيونية ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية واستبدالها بدواء الباراسيتامول الذي يُعَدُّ دواءً آمناً.
- من المفيد تبريد المنطقة المصابة بمروحة أو قطعة قماش باردة أو كيس ثلج أو غسول مرطب مهدئ.
- إذا لم تكن مضادات الهيستامين فعالة في علاج نوبة الشرى الحادة المقاومة، فقد يلجأ الأطباء إلى إعطاء دواء كورتيزوني من 4 إلى 5 أيام عن طريق الفم، مثل دواء البريدلون على سبيل المثال.
كيف يمكن علاج الحالات الشديدة من مرض الشرى؟
لا يُنصح باستخدام الكورتيزونات الجهازية لفترة طويلة، فقد يحتاج المريض إلى جرعات عالية لتقليل أعراض الشرى، كما أنَّ لها آثاراً جانبية ضارة لا يمكن تفاديها، فقد يضطر الطبيب إلى الحقن العضلي للأدرينالين “الإبينفرين” في حالات الحساسية المفرطة التي تهدد الحياة.
هل يمكن أن تكون الوذمة الوعائية حالة وراثية؟
الوذمة الوعائية الوراثية (HAE) هي اضطراب وراثي نادر يعاني فيه المرضى من خلل في الجين الذي يتحكم بتنظيم بروتينات الدم ويسمى (C1 Inhibitor)، وعندما لا يعمل مثبط (C1) جيداً، يمكن أن تنتقل السوائل من الدم إلى الأنسجة مسببةً تورمات.
لن تكون مضادات الهيستامين والكورتيكوستيرويدات والإبينفرين فعالة في علاج التورم لدى مرضى الوذمة الوعائية الوراثية (HAE)، ولكنَّ العلاجات متاحة بمجرد تأكيد التشخيص؛ وذلك لأنَّ أكثر من 50% من المرضى الذين لديهم هذا الخلل الجيني سيتعرضون لأول نوبة من المرض قبل سن الثلاثين.
ما هي الأدوية التي يمكن أن تسبب الوذمة الوعائية؟
في بعض الحالات قد تحدث الوذمة الوعائية بشكل مستقل عن الشرى، وقد تكون ناجمة عن الأدوية الآتية:
- الأسبرين أو الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب مثل الإيبوبروفين.
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، مثل ليزينوبريل، فيمكن أن تسبب هذه الزمرة الدوائية تورماً في أي وقت خلال فترة العلاج، حتى بعد سنوات من تناول الدواء.
ما هو الفرق بين مرض الشرى والوذمة الوعائية؟
يجب تفريق الشرى الحاد عن الوذمة الوعائية التي غالباً ما تكون موضعة في مكان واحد؛ إذ تصيب الوجه “خاصة الجفون والمناطق المحيطة بالفم” واليدين والقدمين والأعضاء التناسلية، وقد تصيب اللسان أو اللهاة أو الحنك الرخو أو الحنجرة، في حين يمكن أن يصيب الشرى أي مكان من الجسم، ويميل إلى الانتشار على نطاق واسع.
في الختام:
في نهاية هذا المقال لا بد من التنويه إلى قضية في غاية الأهمية وهي أنَّ الأمراض الجلدية هي عبارة عن بحر متداخل من الأعراض والعلامات المتشابهة؛ لذا وحده الطبيب المتخصص بالأمراض الجلدية مخول بعلاج هذه الأمراض؛ إذ يشتكي الكثير من الأطباء من حالات محولة إليهم بعد علاجها من قبل الصيدلي أو ممتهني ما يسمى بطب الأعشاب أو الطب العربي، فتكون تلك الأمراض قد تفاقمت بشكل واضح، وتم طمس جميع معالم المرض الأساسي؛ وهذا يحول دون الوصول إلى التشخيص الدقيق.
المصادر: 1، 2، 3، 4