الثقافة الصحية

أدوية سد الشهية: فوائدها وأضرارها


وهل تخاف من الإصابة بأمراض السمنة؟ وهل تعتقد أنَّ الجوع يمثل مشكلة لا تستطيع حلها بمفردك دون العلاجات الطبية؟

الكثير من الأسئلة تطالعنا عند الحديث عن وزن الجسم وكيفية التخلص من الوزن الزائد والوصول إلى الوزن المثالي الذي يُشعرنا بالثقة ويمنحنا الراحة. وسوف نتحدث في هذا المقال عن واحدة من الطرائق الشائعة في انقاص الوزن وهي “أدوية سد الشهية”، فما هي هذه الأدوية؟ وكيف تعمل؟ وما هي فوائدها وأضرارها؟

ما هي أدوية سد الشهية؟

تُعرَف “الشهية” بأنَّها حالة نفسية تتمثل بالرغبة الشديدة والملحة في تناول الطعام بكثرة نتيجة الشعور المستمر بالجوع؛ أي حاجة الجسم إلى الغذاء، وفي حالات كثيرة يتم تناول الطعام على الرغم من عدم وجود الشعور بالجوع لأسباب عديدة، وعادة يتم التحكم بالشهية عبر نظام محدد بين الجهاز العصبي والدماغ، لكن من الطرائق التي يلجأ إليها الأفراد لضبط هذه الشهية وكبحها هي ما يُعرَف بـ “أدوية سد الشهية” أو “مثبطات الشهية” وهي عبارة عن كبسولات طبية تؤثر في الجهاز العصبي المركزي للجسم، ويتم تناولها عن طريق الفم.

تعمل هذه الكبسولات على التأثير في النواقل العصبية الكيميائية “السيروتونين والنورادرينالين” الموجودين في الدماغ، وتمنحه شعوراً كاذباً بالشبع وعدم الرغبة في تناول الطعام، وينتج عنها خسارة في الوزن؛ فيجب الانتباه إلى ضرورة استشارة الطبيب المختص قبل الشروع في تناول هذه الكبسولات، وعادة تُصرَف هذه الكبسولات بموجب وصفة طبية فقط.

أنواع كبسولات سد الشهية:

هناك نوعان رئيسان من كبسولات سد الشهية:

  • النوع الأول: يعمل على زيادة إنتاج “السيروتونين” الذي يفرزه الدماغ والذي يؤثر في المعدة ويجعلها تشعر بالشبع.
  • النوع الثاني: يعمل على تحفيز الجهاز العصبي لإفراز “النورادرينالين” الذي يحد من الشهية ويقلل الشعور بالجوع.

هناك مجموعة محددة من هذه الأدوية الحاصلة على موافقة منظمة الغذاء والدواء العالمية (FDA APPROVED) لكن لا يجوز استخدامها لأكثر من سنة واحدة فقط ومن هذه الأدوية:

1. “ليراجلوتايد” (Liraglutide):

يُستخدم تحت الاسم التجاري “فيكتوزا” (Victoza) للأفراد الذين يعانون من داء السكري من النوع الثاني، ويُستخدم تحت اسم “ساكسندا” (Saxenda) لضبط وتنظيم الشهية بهدف إنقاص الوزن، إلى جانب اتباع حمية غذائية وممارسة التمرينات الرياضية، ويتم أخذه عن طريق الحقن إما بالمعدة أو الفخذ أو الذراع العلوي وذلك مرة واحدة في اليوم وفي وقت محدد باستمرار.

2. “نالتركسون” (Naltrexone):

يُستخدم للتخفيف من الوزن إلى جانب الرياضة ويؤثر في الغدة تحت المهاد (Hypothalamus)؛ وهي عبارة عن غدة صغيرة تقع وسط الدماغ بين الغدة النخامية والمهاد، وهي مسؤولة عن تنظيم الشهية، بالإضافة إلى تنظيم حرارة الجسم، ويتوفر “نالتركسون” في أشكال متعددة يمكن أن تؤخذ عن طريق الحقن أو عبر كبسولات عن طريق الفم.

3. “فنترمين” (Phentermine):

يُستخدم في حالات علاج السمنة المفرطة، ويتم أخذه عبر كبسولات الفم، وعادة يُنصح بتناوله بعد ساعتين من وجبة الإفطار للحصول على نتيجة جيدة، وهذا النوع من الدواء لا يناسب الأفراد الذين لديهم أمراض محددة مثل أمراض القلب أو ضغط الدم أو مشكلات الغدة الدرقية، بالإضافة إلى أنَّ العلاج بهذا الدواء لا يستمر أكثر من بضعة أسابيع؛ فقد يسبب الإدمان كما لا يمكن تركه فجأة؛ بل بشكل تدريجي.

4. “ثنائي إيثيل بروبيون” (Diethylpropion):

يُستخدم لفترة علاج قصيرة الأمد لا تتجاوز الأسابيع؛ وذلك بسبب مخاطره المحتملة مثل إحداث أمراض في القلب، وتأثيره في مرضى السكري، ويُستخدم مع المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة وعجزوا عن خسارة وزنهم بالطرائق الطبيعية ويكون ذلك إلى جانب حمية غذائية وتمرينات رياضية.

شاهد بالفديو: 8 طرق مثبتة علمياً لتخفيف الجوع وتقليل الشهيّة

 

فوائد استخدام أدوية سد الشهية:

لا بد في البداية من الإشارة إلى أنَّ كبسولات سد الشهية لا تعمل بشكل جيد بمفردها؛ بل تحتاج إلى نظام غذائي بسعرات حرارية قليلة، بالإضافة إلى المثابرة على التمرينات الرياضية ومن الفوائد التي يمكن لهذه الأدوية تحقيقها:

  1. خسارة الوزن: تُعَدُّ أهم فائدة لهذه الكبسولات هي فقدان الوزن الزائد وخلال فترة قليلة نسبياً؛ فيمكن التخلص من 8 كيلوغرام شهرياً.
  2. أدوية سد الشهية غنية بالألياف الغذائية التي تبقى في المعدة فترة طويلة، ومن ثمَّ تحافظ على الشعور بالشبع فترة أطول.
  3. تعمل أدوية سد الشهية على زيادة مستوى الطاقة في الجسم.
  4. تحتوي بعض أنواع كبسولات سد الشهية على مواد مثل فيتامين B والكافيين اللذين يعملان على تحسين المزاج؛ وهذا يحد من تناول الطعام في حالات الملل والشعور بالفراغ أو الاكتئاب والقلق.

أضرار أدوية سد الشهية:

  1. تزيد الغازات في الجسم كما تسبب الانتفاخ: تؤثر هذه الأدوية في الجهاز الهضمي وطرائق التمثيل الغذائي التي يتبعها.
  2. تقف عائقاً أمام قيام الكبد بوظائفه؛ وذلك بسبب زيادة نسبة السموم.
  3. تعمل على رفع حرارة الجسم فتمنعه من الاستفادة من كافة العناصر الغذائية الموجودة في الطعام.
  4. تسبب الدوار والصداع والقلق واضطرابات في النوم والإحساس بالتعب.
  5. قد تؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي: إذ تعمل على إذابة الدهون بشكل سريع حتى المحيطة بالكلى؛ فيؤدي إلى حدوث هبوط فيها، ومن ثمَّ الفشل الكلوي، ومن النادر حدوث ذلك لكن يجب استشارة الطبيب المختص عند الشعور بأي أعراض لذلك.
  6. تسبب الإسهال الشديد والجفاف: إذ تحتوي كبسولات سد الشهية على نبات “السنماكي” الذي يسبب الإسهال، ومن ثمَّ فقدان سوائل الجسم.
  7. تسرع ضربات القلب وزيادة ضغط الدم.
  8. تؤثر هذه الأدوية في الحالة النفسية للفرد؛ إذ تسبب موجات مستمرة من الاكتئاب، والاستمرار في تناولها قد يقود الفرد إلى التفكير في الانتحار.
  9. تؤثر في إفرازات هرمونات الغدة الدرقية وتؤثر في عملها أيضاً، ومن ثمَّ تؤثر في وظائف بقية أعضاء الجسم.

تحذيرات لاستخدام أدوية سد الشهية:

  1. يجب الامتناع عن تناول أي نوع من أنواع أدوية سد الشهية دون وصفة طبيب مختص؛ وذلك بسبب مخاطرها الكبيرة.
  2. يجب إخبار الطبيب بكل ما يعاني منه الفرد من أمراض وبجميع أنواع الأدوية التي يتناولها؛ وذلك لأنَّ بعض أنواع أدوية سد الشهية تتفاعل تفاعلاً سلبياً مع أنواع الأدوية الأخرى.
  3. يجب الامتناع عن الاستمرار في تناول هذه الأدوية لمدة تتجاوز عاماً كاملاً، بالإضافة إلى وجود أنواع محددة لا يجب أن يتجاوز تناولها بضعة أسابيع.
  4. يُفضَّل زيارة طبيب نفسي في أثناء فترة العلاج بـ “أدوية سد الشهية” لما لها من تأثير كبير في الحالة النفسية للفرد.

بديل الطبيعة لأدوية سد الشهية:

تزخر الطبيعة بالأعشاب التي يمكن أن نستخدمها في سد الشهية بشكل طبيعي، وعلى الرغم من أنَّها لا تعمل على حرق الدهون بشكل كامل، إلا أنَّها تسهم في خسارة الوزن ومن هذه الأعشاب:

1. الشاي الأخضر:

 يحتوي الشاي الأخضر على العديد من العناصر الغذائية الهامة ولا سيما فيتامين B ومضادات الأكسدة والكافيين المسؤول عن زيادة عملية التمثيل الغذائي، ومن ثمَّ يسهم في خسارة الوزن.

2. الفلفل الحار:

يحتوي الفلفل على مادة “الكبسائين ” وهي المادة الفعالة في خسارة الوزن، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة؛ إذ يسرع الفلفل الحار عمليات الأيض، ويحد من الشهية، ويزيد من عملية التمثيل الغذائي وحرق الدهون عموماً، كما يمنع إصابة الجهاز الهضمي بالإمساك.

3. عشبة البرسيم:

استُخدِم قديماً في العلاجات الطبية؛ وذلك بسبب غناه بالعناصر الغذائية؛ إذ يساعد على تحسين عملية الهضم، وتخفيض معدل الكوليسترول في الدم، وهو مدر جيد للبول، كما تباع في الصيدليات كبسولات منه.

4. الزنجبيل:

نبات مزهر ويُستخدم في كافة أنحاء العالم؛ إذ يساعد على عملية الهضم وتقليل الشهية، ويتم تناوله في الغالب عبر غليه بالماء وشربه.

5. الشمر:

هو نبات عطري يحتوي على العديد من العناصر الغذائية ولها فوائد كبيرة، فهو – بالإضافة إلى تعزيز صحة الدوران في الجسم ومكافحة السرطان – يساعد على خسارة الوزن وضبط الشهية، فهو يحتوي على فيتامين B الذي يؤدي دوراً أساسياً في عملية الأيض.

6. النعناع:

يعمل على زيادة نشاط الأنزيمات الهاضمة من خلال زيادة إفراز اللعاب، ويعمل على زيادة حرق الدهون، فهو قادر على حرق 2800 سعرة حرارية خلال أسبوع، كما أنَّه يحافظ على صحة الجهاز الهضمي في أثناء اتباع حمية غذائية.

7. اليانسون:

غني بالمعادن والمواد الغذائية ومحفز رئيس على خسارة الوزن.

الخلاصة:

تكثر أدوية خسارة الوزن في الأسواق تحت مسميات عديدة، وهناك ما يتم بيعه منها دون رقابة أو موافقة من المنشآت الصحية، ومن ثمَّ قد تكون غير خاضعة للدراسة وبيان أضرارها؛ لذا يجب الامتناع عن تناول أي نوع ما لم يكن تحت إشراف الطبيب.

المصادر: 1، 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى